الفصل الخامس

35 0 0
                                    

                            (9)يحيى
                            ‏
هربت من ملاقات عيناها ......لم أسمح لها بالتحدث معي ....... أجيد التحدث مع النساء ولكنها لا تشبه النساء اللواتي أراهم.......ربما هي ملاك ...ولا أجرء ان انظر اليها حتي .... أو ربما هي أرض مقدسه لا يجوز أن اطأها بقدمي خشية ان تدنس ....لا أدرى ما الذى حدث لي .....وما السحر الذى تملكه .....فهي بسيطه ذو شعر اسود كسواد الليل يتطاير  في عشوائيه يغازل جفونها .....
تلك السمراء ذات الملامح الفرعونيه الساحره ربما القت عليا لعنه ما ........
اختلطت المشاعر بداخلي بين الحيره والدهشه ....الي جانب صورتها التي لم تفارق عيني منذ لقاءها في المقهي
....لا استطيع التوقف عن التفكير بها ....ولا ان اكبح رغبتي في رأيتها مره أخرى .....تجتاحني رغبه بأن أطوى الأرض بحثا عنها لتظل أمام عيني..... تنهدت في مراره محاولا طردها من أفكارى .....ولكنها تأبى الخضوع لمحاولاتي فقد استوطنت عقلي وتغزو صدرى في طريقها الي الاستقرار داخل قلبي المتألم ....لربما تكون دوائه .... أو ربما هي كذلك ......رفعت رأسي لأجد داليا تجلس في المقعد المقابل للمكتب أمامي تنظر لي في تعجب..... بدلتها نظرات التعجب وأردفت في تعجب اكبر .....
_ متى جأتي ......!؟
ارتسمت ابتسامه علي وجهها ......واخذت تتفحص وجهي ....
_  قربت ان اشيخ وانا جالسه هنا ....حاولت محادثتك اكثر من مره ولكن ما من فائده ....لم تكن هنا ...قل لي الي اى كوكب ذهبت.....!؟
أرجعت رأسي الي الوراء ....ليتطرق نظرى الي الفراغ.....لأقول 
_ لا أدرى .....حمت كمزنب ضال بين الكواكب لم يجد هديه...
التفتت لي في اهتمام كعادتها تنتظر ان أفرغ ما بجعبتي لها ....
‏_ يبدو أن الأمر هاااام .....احكي لي عم يدور في ذهنك...
‏ارتسمت علي وجهي علامات الاستفهام .......
‏_ هل لي أن أحب....هل أصح أن أكون سند لأحد .... هل أصلح ان تقع في غرامي امرأه مره أخرى .....                             ‏رمقتني بنظره عدم فهم وتعجب لما ينطق بقه لساني فقد مر وقت طول لم افتح فيه موضوع كهذا ....
‏_ ولما لا ......لزال قلبك يكفي ليسع أن تحب مره أخرى.....ولكن قل لي لما تقول هذا......
‏_ لا أدرى ظننت أني فقدت قلبي مع...........
‏لم استطع ان اكمل كلمتي لا استطع ان انطق اسمها اراها متجسده امام عيني في هذه اللحظه تبتسم ابتسامتها الاخيره قبل ان تغلق جفونها الي الابد لم اتمالك نفسي فبكيت  في مراره يختلع فيها قلبي ضلوعي ليقفظ امامي يرمقني بنظرات اللوم المعتادة......

                   (10) ‏قبل ثلاث سنوات

  فيلا النشار
  ‏
  اشتد الحديث مع والدى ولطالما كان الحديث معه محتقن ولا يأدى سوا لقرارات دكتاتوريه كما أصفها ....أنطلقت بسيارتي أصارع الرياح في طريقي الي من يستمع الي .....تربيت في كنفه لسنوات ......
توقفت السيارة محدثه صوت صرير شديد من شده سرعتها .... أخذت أنفاسي ونطلقت في طريقي الي الحديقه .....حيث يجلس جدى منهمك في قرأته للصحيفه اليوميه ...... ألقيت التحية مع شئ من المداعبه وجلست بجواره ....أردف ولم تبرح عينه الصحيفه ....
_ كنت انتظرك .......
_ حدثك والدى بالتأكيد .....
_ من المؤكد .....يأمل أن أرجعك عن قرارك ...
_ وهل ستفعل حقا.....هل ستأيده في إذلالى....
ترك الصحيفه من يده علي الطاولة أمامه ونظر لي نظرة يملأها اللوم......
_ لا أحد يريد إذلالك بني.....ولن أقف في طريق قرارك اعدك......ولكن علينا مناقشة الأمر
نظرت اليه في تململ يشوبه شئ من اليأس....وكثير من العناد والتحدى ....
_وأنا هنا لذلك .......ولكن لعلمكم لن أتراجع عن قرارى ...لست بطفل صغير توجهونه .....
ربط علي كتفي في حنوه والمعتاد  ....
_ نعلم .....ولكن دون تزمر وبرويه دعنا نتناقش فى الامر ونجد ما يرضي الطرفين ....
وضعت يدى خلف عنقي ناظرا للأرض أمامي .....
_ لم يرغب في أن يتطرق الي نقاش ولو بسيط معي .....ابي يرفض بلا أسباب يا جدى .....لا أسباب مقنعه ...فقط رفض تام ..... لا يستوعب كوني واقع في الحب .... أحبها حقا يا جدى ....سكنت قلبي ......هي بسيطه ورقيقه للغايه لا أستطع ان أبتعد عنها ..... أحاول أن أنسى الماضي وما حدث به أحاول أن ثق بالنساء ......
فهي مختلفه نقيه وتحبني بصدق ....وهو لا يرغب في تجاوز الماضي أبدا يريد أن  يضعني داخل قوقعته .....
كانت نبرتي قد بدأت في الارتفاع قليلا دون قصد بسبب انفعالي ....لأجده يضغط ضغطه خفيفه علي يدى يملأها كثير من الحب محاولا تهدأت ثورت بركان يتطلع لان يثور بعد فتره طويله من الخمود......
_ اهدء بني أشعر بك واوافق ولن اسمح له أن يقف في طريقك ...... أعبر جسرك الي حياتك التي اخترتها بأرادتك  بعيد عن كل ما يعكر صفوها وانا واقف بجانبك .....مبارك عليك .....
نظرت اليه في عدم تصديق فأنا وهو نعلم كبرياء أبي وعناده جيدا...
_ وأبي يا جدى تعلم انه عنيد ولن يحضر زفافي  فقط حتي لا يأذى كبريائه .....
أطلق بعض الضحكات وهو يربط علي كتفي ويهم بالوقوف استعدادا لانها الحديث....
_ لما انت مستغرب فقد ورث العند عني وكذلك انت ورثته عن كلانا ......فلا تقلق.....عليا انا اتركك الأن ..... 

              

سباق القدر بقلمي/  هالة السيد (لؤلؤة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن