الفصل الرابع

29 0 0
                                    

                           (7) يحيى

‏استرقت السمع علي نقاش كلما يزداد حده بين الثانيه والاخرى أنها تلك الفتاة التي دخلت الي المقهي حيث أجلس لشرب القهوة والإنعزال عن ضجيج العالم لأنظر أليه فقد من نافذة المقهي الصغيره المطله علي النيل مباشرة لاحظتها فور دخولها وحديثها مع إحدى جرسونات المقهي 
لا أدرى لما خطواتها حتي الطاوله كنت أشعر بها داخل ثنايا قلبي وعقلى ....
_ ............  ‏ عمار !؟
_حمدلله علي سلامتك
قالها بملامح متجمده واضع قدم فوق الاخرى ينظر اليها في تفحص
_....كيف....كيف ...عرفت أني هنا
كانت كلماتها متلعثمه وكونها تلقت عدد من الصدمات الكهربائيه 
_ علمت فور مجيئك الي مطار القاهره .....فمعارفي كثيرون تعلمين ذلك
_ ....أعلم جيدا .....ولكن ماذا تريد مني الأن .... أخبرني وغادر ..... أرغب في الجلوس بمفردى .....تعلم أن تواجدك بمكان أنا به غير مرحب ..
لم تكن كلماتها هذه المره تحوى توتر أو تلعثم قالت كلماتها بوضوح مثبته نظرها اليه في محاوله لأسبات قوتها وعدم خوفها مما يضمره كلامه لتشح بنظرها عنه الي الجهه الاخرى ..
_الهذه الدرجه صرتي تكرهينني ....انا من نعته بحب حياتك
_ كونك تعلم كل هذا لم تتبعني ....لما تعترض طريقي كأحد اللصوص
قالتها بتهكم وشئ من السخريه ليرد علي كلماتها في حنو مبالغ فيه .
_ لا زلت أحبك ....فأنت ورده التوليب خاصتي ....حتي بعد ما فعلته وغيابك كل هذه السنوات لازلت أحبك.....وعلي استعداد أن أغفر لك
صفقت بيديها دليل علي انتهاء العرض المسرحي وتبعتها بضحكه تملأها السخريه ويشوبها الألم
_ جيد .....أتقنت دورك جيدا هذه المره أيضا ..... أنا لست معتوهه أو مغيبه أنظر ....لم تعد تأثر بي كلماتك المعسوله بعد لأن .... أى ذله هذه الذى ستغفرها لي .....هل لك انت تقول لي كيف لي أن أغفر أنا لك ...كيف أخبرني ....
كان صوتها يعلوا وينخفض وسط نظرات منه بين عدم الفهم ومحاولة إخفاء شئ ما
_ تغفرى لي ماذا ....هل انا من ترك قبل الزفاف بأشهر قليله ورحل دون أن تعرفي عنه شئ ....تغفرى لى ماذا ...أخبريني....
لو مكانها لما ترددت في أن أصفعه لما أراه في عينها من الغيظ
_ أنا أعلم كل شئ عمار ....خطتك أنت وعمي بأن تقعني بحبك  .....ليكون كل ما أملك ملكك ...لم تحبني يوما بل أحببت المال مثل عمي تماما لم أستمع الي تحزيرات أمي بتاتا ......صدقتك ....كنت مغفله .....أعلم كل شئ ....لا فائده من تمثيلك هذا .... أذهب لا أريد أن أراك مره أخرى تعترض طريقي فهمت
قالت كلماتها وهمت بالوقوف ذاهبه ليمسك بيديها ليوقفها وما أن التفتت له إنهالت علي وجهه بصفعه نظر لها بعدها والشرار يتطاير من عيناه أثر الصفعه التى دوا صداها في أرجاء المقهي ........ كنت وقتها وقفت عندما رأيت يده قد ارتفعت لرد الصفعه فتلقيت يده في يدى ولم أدرى سوى أنه تلقي مني لكمه أوردته أرضا......نظرت اليه نظره شفقه واستهجان ...لألتفت بنظرى الي تلك الذى قد وضعت كفيها علي وجهها خوفا من طلقى الصفعه ...
‏_ انتي بخير ؟!
‏لم أستطع تفسير نظرتها  وقتها ولكنها سرعان ما ازدردت ريقها في صعوبه لتردف
‏_ أجل بخير .....أش...
‏لم تكمل كلمتها ....فجحظت عيناها فجأه ....لتكمل في فزع
‏_ أحزر ......عمار ....لا .....كفى
‏طوق وقتها زراعه حول رقبتي ....كدت أختنق ....تدخل من في المكان للحجب بيننا بعد أن أوسعته ضربنا وطلقيت منه بضع لكمات سال أثرها الدماء من فمى ....
‏ثرثر وقتها بكلمات تحزير لم أعر لها إهتمام وهرب كجندى جبان من المعركه ....
‏كانت تجلس في ركن بعيد في المقهي ملامحها جامده لا عجب أنها لم تزرف دمعه واحده فربما وجعها الذى سببه لها هذا الحيوان لم يكن بالهين عليها ....ولكني سرعان ما تذكرت أني لا يفرقني عنه شئ ..... ألقيت عليها نظره ثم توجهت الي خارج المقهي فى عجب كيف لها ان تأثر علي هكذا هل قلبي المتحجر قد لآن لمجرد رأيتها هل عيناها جلت الصدأ المتراكم عليه .....قطع حديثي مع نفسي صوتها ...يال الهول نغمته تهز اوتار مشاعرى الباليه ....
‏_ لو سمحت ....لو سمحت
‏لم أستطع أن أتجاهل ندائها .....أردفت  
‏_....... يحيى
‏_ أستاذ يحيى .... أسفه حقا علي ما حدث .....واشكرك علي موقفك النبيل .....بالمناسبه أنا رفيف
‏_ هذا واجبي .... لا عليك .....بعد ازنك
‏لا أعرف ربما نسيت الكلمات او كيف تخرج من الفم أصلا ولكن ما أعرفه أني كنت فظ في ردى ....لم أنتظر ان أسمع كلمه أخرى منها ركبت سيارتي وأنطلقت في طريقي الي مأواى المعتاد........

                            (8)رفيف
                               ‏
لم استطع مقابلة لارا ذلك اليوم المشئوم .... في ذلك المقهي........ كلما تردد علي ذاكرتي أصابني الضيق والدجر ....
أردت منها ان تأتي الي منزلي لأستمع الي اقتراحها الذى قد يمثل لي طوق النجاه الوحيد من دوامتي وسط محيط ملئ بالألم  ....كلما حاولت الوصول الي الشاطئ ...أجده قد تحول الي سراب ......
نظرت لارا في عدم تصديق وعلامات الدهشه محفوره علي وجهي ...
_ أنتي من تقول ذلك ....معقول .....لا استوعب ما تقولينه حقا
_ هل تجدين حل أخر ....
صحت بها ولا ازال لا اصدق ...فهممت واقفه ....هل اصبح هذا هو خيارى الاخير
_ احقا لارا ......مشعوزه ...دجاله ...اتردين مني حقا ان اطق هذا المكان بقدمي ....ماذا تركنا للجهله ونحن متعلمون.
مسكت بيدى تحسني علي الجلوس ....في شئ من الرجاء ...ومحاوله لتهدأت غضبي ...
_ اسمعيني ارجوكي ....لا تتسرعي ...لم يعد امامنا غيرها ....هل تقدرين ان تقولي لي هل فادنا العلم في هذا
....لم يفدن ....ولا ضرر من التجربه هذه ربما يكون الحل هناك ...ومن يدرى.
اطرقت التفكير لبضع ثواني انظر فيها الي الأرض في ثبات ....لم أجد في العلم تفسيرا ...ولكن هذا ليس سبب لأن ألجأ للخرافات ..... 

ولكن ماذا ان كان الحل فيما ارفض .....ولما ارفض فما قد يحدث ليس اسوا مما يحدث ليا الأن بالتأكيد .....قاطعت تفكيرى لارا وهي تقول في رجاء يملأه الحماس لربما استشفت اني قد اوافق فلا سبيل امامى غيره الأن ....
_ ها ماذا تقولين .....موافقه أليس كذالك لا ضرر من التجربه....
اردفت في استسلام تام لكلماتها ....
_ أجل لا ضرر من التجربه .....اوافق ...متى علينا الذهاب
أردفت في حماس لتلك المغامره المجنونه ....
_ انتظرى حتى آخد موعد ....تعرفين النظام...
_ حسنا كما تريدين ...  


  

سباق القدر بقلمي/  هالة السيد (لؤلؤة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن