Ch. 23

3.4K 147 156
                                    

أكثر من 3000 كلمة.
قراءة مُمتعة.
_________________

 ذلكَ الشعورُ أتى مجددًا، و سوكجين ربما ظنّ أنّ بعدَ بُكاءهِ الحارِّ في اليومِ السابقِ هو سيشعرُ بتحسّن، لكنّه لم يفعل.

هو استيقظَ، يُحدّقُ في السقفِ المألوفِ الذي يفتقدهُ بشدّة. كان يستطيعُ سماعَ شخيرَ يونغي الرقيق، و رؤيةَ الصباحِ يستيقظُ أيضًا. الشمسُ صنعتْ طريقها خلالَ الستائرِ و ملأتِ الغرفةَ بضوئِها الذهبيّ.

تنهّدَ، هو شعرَ كأنّ جسدهُ توحّدَ مع السرير. لم يستطع الحركة، لكنّه علمَ أنّه يستطيع. هو قوّسَ أصابعهُ و كان هذا عندما شعرَ أنّ كلّ طاقتهِ قد استُنزفتْ من جسده، و لم يبقَ لديه أيّ قوة.

هو حقًا أرادَ النهوضَ من سريرهِ لكنّه لم يستطع. جسدهُ كان خَدِرًا، صدرهُ قد ضاقَ بشدّة، و عقلهُ كان خاليًا. نظرَ بفراغٍ إلى السقفِ، مُتنهّدًا مجددًا. لقد استطاعَ الشعورَ بالحمّى لا تزالُ في جسدهِ، و أنفهُ لا يزالُ يسيلُ قليلًا، لكنّه لم يُبدِ أيّ جهدٍ للعنايةِ به. لقد كان كأنّهُ قد أصبحَ واحدًا مع السرير.

لم يعلم إن كان قدّ مرّ ساعةٌ أو دقيقةٌ عندما سمعَ تثاؤبًا من السريرِ الآخر متبوعًا بتنهيدةٍ مُتذمِّرة، ثمّ صوتَ ركلِ الغطاءِ. لقد علمَ حينها أنّ يونغي قد استيقظ.

ملأَ الغرفةَ صوتُ خطواتِ أقدامٍ ثم توقّف. كان باستطاعتهِ الشعورُ بتحديقِ يونغي به، لكنّه لم يستطعْ جعلَ رأسهِ يتحركُ نحوه.

"هيونغ، هل أنتَ مستيقظ؟" صوتُ يونغي الخشن سألهُ لكنّه شعرَ كأنّ يونغي لم يكن هناك. شعرَ كأنّ صوتهُ يأتي من مكانٍ آخر، كأنّه صدىً مكتوم.

"هيونغ؟" مشى يونغي باتجاهِه، يفركُ عينيهِ بعبوسٍ. لقد كان متيقنًا أنّ سوكجين قد استيقظ، فعيناهُ كانتا مفتوحتينِ لكنّهما مثبّتتانِ باتجاهِ السقف.

"هيونغ، هل أنتَ بخير؟" سألهُ يونغي بحذرٍ، مُنحنيًا بجانبِ رأسِ هيونغهِ. انتظرَ أيّ استجابةٍ منه لكنّه لم يتلقَّ أيّ استجابة.

"سوكجين هيونغ، هل أنتَ بخير؟" سألهُ يونغي مجددًا، بصوتٍ أرقّ، خائفًا من أي يجرحهُ صوتُه بطريقةٍ ما. تنهّد سوكجين. لقد أرادَ أن يقولَ نعم، لكنّ رأسهُ اهتزّ بضعفٍ عكسَ رغبتهِ.

"هل أنتَ بخير؟" وضعَ يونغي باطنَ كفّهِ على جبينِ الأكبرِ و اقشعرَّ جسدهُ عندما استشعرَ حرارته، "أنتَ أدفأُ من الليلةِ الماضية".

التزمَ سوكجين الصمت. لقد كانَ يُحاولُ التركيزَ على يدِ يونغي على جبينهِ و صوتُه الصباحيّ الخشن، لكنّه استطاعَ الإحساسَ بعقلهِ و جسدهِ يهويانِ في حُلكةِ الظلام.

العِبءْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن