تقف بردائها الفضفاض وسط عائلة سعيدة مليئة بالحب، وسط بستان من الفواكهة والخضراوات، وسط زقزقة عصافير السلام، وسط ضحكات رائعة تتطاير فى هواء القرية، "صوفيا" فتاة ريفية مميزة، كل من يراها ولو لمرة واحدة يرغب فى اكمال بقية حياته معها، ليس لديها إخوان او أخوات، شغوفة لديها أحلام كبيرة جدا تسعى دائما لتحقيقها، اقل ما يقال عليها جميلة، جمالها غير طبيعي، شعرها كأنه من الحرير، عينيها كأنهما يمتصان لون السماء، لون عيونها ليس بأزرق طبيعي ابدا! كل ما فيها مثالى بكل ما تعنيه الكلمة من معني، وليس جمالها خارجى فقط بل قلبها وروحها من اجمل الأشياء التى يمكن ان تراها على الأرض، تحب الأعمال الخيرية وتحب الأطفال كثيرا، قلبها ابيض ونقي، تسامح اكثر مما تغضب، ولكن.. بياض القلب سيزول وسيغطيه الجروح واللون الدموي والقدر سيظهر ما يخبئه والذي لا تريد "صوفيا" حتى ان تسمع عنه.....
*********************************
على جانب اخر يجلس هذا الأمير على عرشه الذهب المرصع بالماس بكل كبرياء، كل من حوله منحني له ليس لأنهم يحترمونه بل إجبارا، فكل منهم يعرف أين سيذهب إن لم ينفذ ويعطي الأحترام، سيذهب إلى السماء بأبشع الوسائل، سيقابل من فعلوا هذا الشيء من قبله وظنوا انهم أبطال وأن كل من موجود سيقف بجانبهم ويضحي بعمره، ولكن العمر أغلى من أن أهدره بهذة الطريقة، لا تمثل أنك ملاك اعطني طبيعتك البشرية، برق السماء يرسل له غضبه، إنه "أنطونيوس"، هذا الأمير المتكبر الجبار المغرور، كل شيء وأى شيء على وجه الأرض يريده فقط له وتحت سيطرته، قاسي القلب لا يملك أي مشاعر أو إحساس، القتل والدم والتخريب والتعذيب وسائل رفاهيته وسعادته، وصل به الأمر إلى أن خصص أسبوع كامل فى العام لقتل الناس وتعذيبهم وتخريب الأرض، وبجبروته وقوته لا أحد على وجه الأرض من الملوك يستطيع الوقوف أمامه لأن النتيجة معروفه قبل الحرب!!!
ولكنه وسيم، وسامته لا تنطبق ابدا مع طبعه وشخصيته، عينيه الكحلية توقع أي فتاة فى حبه، شعره البني الداكن يسحر من يراه، لذلك يجب علي كل فتاة ان تبحث عن شخصية الرجل قبل ان تفكر فى حبه ولا تأخد الوسامة مقياس لدرجة حبها، ولكن من تلك التى ستقع فى حبه، لا يوجد فتاة واحدة فى كل مملكته تريد فقط ان تلمحه مجرد لمح فكيف سيعيش معه، يبدو انها سيئة الحظ، ومن تلك التى سيغير من طبعه وتحرك مشاعره وتخلق له احساس، ليس "انطونيوس" بمن يشعر وكان يقول عن الحب تضيع وقت وليس له اي معنى، اذا فكيف سيعيش فيه، اعتقد انه لن يحب يوما....
أنت تقرأ
لعبة القدر || Cauldron's Game
Fantasyزهرة رائعة قطفت من بستانها وقذفت فى مكان لا يمكن أن تخرج رحيقها الجذاب فيه.. وكان الهواء يحملها من عذاب إلى أخر.. أدخلها مرة فى أرض مغطاه بالأشواك المدببة.. فقطعت إحدى أوراقها الجميلة.. وأخذها إلي أرض جرداء.. فجفت حتى أصبحت سهلة التكسير والتفتت...