صموت السلام

257 7 2
                                    

وها هو، اليوم المفضل للأمير "أنطونيوس" حاكم الشر والخراب، هذا اليوم الملعون، يوم غطت فيه سماء الشر قرية الجميلة "صوفيا"، الكل يعمل الكل يضحك الكل سعيد، وأصوات صهيل توقف القلوب تأتى من بعيد؛ ليصمت السلام ويتحدث الخراب... نعم، انه هو... " أنطونيوس" قادم على فرسه الأسود؛ ليخرب القرية مثلما خرب غيرها الكثير، أصوات السيوف فى كل مكان، صراخ الأطفال والنساء، أصوات المتوسلين تقطع القلوب، ولكن ليس بقلب "انطونيوس" الذي تقطعه توسلات امرأة ترجوه ألا يقتل زوجها او أبيها او ابنها الوحيد، اعتاد على سماع تلك التوسلات التى يقول عنها سخيفة، بل ويستمتع بسماع تلك التوسلات، لم ينج أحد من تحت يده.... حتى "صوفيا" واهلها.....

**************************************

ولحسن الخظ قليلا كانت "صوفيا" تعيش مع والديها على أطراف القرية فأمامهم فرصة للهروب إذا استغلوها جيدا، كانت "صوفيا" عائدة من دار الأيتام، فهى تحب أن تزوره يوما كل أسبوع، فوجدت أمها كعادتها كانت تقف فى الحقل تجمع ما نضج من الفواكهة والخضراوات ،وتزرع الجديد، وتحلب لبن الأبقار، فوقفت تساعدها، وأخدوا يضحكون سويا، فتركهما والد "صوفيا" وذهب ليجلس أمام المنزل ويقرأ جريدته المفضلة، واثناء اندماجه فى القراءة سمع رجل من أهل القرية يضرخ صراخا غير طبيعي وهو يركض،
- سأله "وليام" والد "صوفيا" بتعجب: ماذا بك يا "جاك"؟!
- رد عليه وهو يكمل ركضه: هربت منه... إنه قادم... "أنطونيوووووس"
انقبض قلب "وليام" بعد أن سمع اسم ذلك الحقير، فهو على علم بشره وجبروته وحبه للتخريب، أسرع "وليام" نحو زوجته "مارلين" التى كانت تضحك مع ابنتها فى الحقل وهم يضعون البذور فى التربة، وعندما نظرت إلى زوجها قرأته ككتاب مفتوح وعرفت أنه خائف ومتوتر من شيء ما، توقف ضحكها بعد أن رأته بتلك الحالة،
- سألته قائلة: ما الخطب ي....
- قاطعها وهو يصرخ مرتجفا: هيا.. احضري معك ما أردت ولنهرب من هنا...
لم تفهم "مارلين" ما بزوجها، ولكن خوفه أقلقها، أحضرت الغالى على قلبها من البيت وودت لو تأخذ كل البيت معها؛ فهو أغلى مكان على قلبها وفراقه صعب ولكنها مجبورة، ودعوا البيت كأنهم يودعون شخص حي، وانطلقوا معا لمصيرهم المؤلم.... الصعب.... الجارح للقلوب، لم يعرف "وليام" أنه مهما بعد سيأتي به "أنطونيوس" عاجلا أم أجلا...
وفى أثناء سيرهم، وبعد أن هدئت "صوفيا" أمها من بكائها لفراق القرية والمنزل الذي عاشت فيه من السعادة ما لا يوصف، وتفكير "وليام" الكثير عن ماذا سيفعلوا الآن وأين سيذهبوا حدث ما لم يكن بالوجدان... "انطونيوس" وجنوده فى مقابلتهم... لا توجد جدوي للهروب... إن الموت قادم.... إنه قادم....

لعبة القدر || Cauldron's Game حيث تعيش القصص. اكتشف الآن