الفصْلُ الخامِسُ والآخيرُ (Ⅴ)

186 19 17
                                    


" عاطفَـةُ .. "Pasiüñé" أنْ تسْكُنَ وتُزِهرَ بِقُربِ كُلِّكَ الآخرُ ، بِستْرِ اللّٰهِ ؛ مُلتحفَينِ بِحلالهِ .. "

كانتْ ليلةً طويلةً علىٰ كليهمَا ، ما إنْ بلجَ نُور الصَّباحِ حَتَّىٰ أيقنوا بأنهُ اليومُ المنتظرُ .

كانَ مُنير قدْ خرجَ من غرفتهِ يحاولُ جاهدًا أنْ يكتُمَ ما يجولُ في خاطره‍ِ ، فقطْ عندما يعودُ لعالمهِ برفقتها ويتأكَّدُ من وجودها في واقعهِ سيهدأ قلبهُ بعدها وَيستكِينُ .

ما أحسَّ بهِ اتجاه‍ توأمتها شعورٌ ، وهذا الَّذي يحملهُ في حناياه‍ُ لهَا شعورٌ مختلفٌ تمامًا .

كانَ الحكيمُ تُولام قدْ جمعهمْ ، وقفَ قبالتهِمْ :

- بما أنَّ قُوىٰ فُرسانِنَا حُرِّرتْ ، سنقدرُ علىٰ فتحِ فجوةٍ زمنيَّةٍ تربطنا بمملكةِ الشَّرقِ ، علينا استعادةُ حجر واماس ، وأيضاً قدْ تمَّ التخطيطُ لانقلابٍ علىٰ يُولاند .

سكتَ قليلاً وآشار لِـ مُنيرٍ وغيداءُ :

- أنتما وحدكما من تستطيعانِ عُبور الفجوة الزَّمنية ، سيكونُ في استقبالكما جُوزيف فارسُنا .

كانَ الحماسُ يدُبُّ في آواصره‍ِ ، عيناه‍ُ انتقلتا إلىٰ الواقفةِ قِبالتهُ بدا لهُ ثباتُها .

ابتسمَ لها عندما التقتا نظراتهما فأشاحتْ بوجهِها عنهُ وشعورٌ غريبٌ يدغدغُ قلبها .

ابتسمَ لهما الحكيمُ فالأسطورةُ تتحقَّقُ ، وقالَ مُشجّعًا :

- أأنتُما علىٰ استعدادٍ ؟

- قطعًا نحنُ كذلكَ أيُّها الحكيمُ .

لمْ تُجِبْ ولكنَّ شيئًا من الاطمئنانِ أصبحَ يُلازِمهَا .

طرقَ الحكيمُ تُولام بِعُكّازه‍ِ ثلاثَ طرقاتٍ مُتتاليَةً ، ظهرَ شقٌّ في الهواءِ كانتْ بلونِ توهُّجِ نِبتُون ، أشار الحكيمُ إليها :

- هذِه‍ هي الفجوة الَّتي ستنقلكُما إلىٰ مملكةِ الشَّرقِ .

أومأَ مُنيرٌ بشغفٍ ، إنَّها مُغامرةٌ تحدثُ مرَّةً في العُمرِ فليستمْتِع بها .

جعلها تتقدَّمُهُ ، دخلتْ هِي ومن ثُمَّ هُو ..
كانَ عالماً آسراً في تلكَ الفجوةِ ، أحسَّا هكذا بشفافيَّةِ رُوحيهما .

كانتْ هادئةً جِدّاً لمْ تنبسْ ببنْتِ شفةٍ ، ملَّ هو حالها :

- يا آنسة هل أنتِ بخيرٍ ؟!

- نعم بخير .

- لما أُحسُّ بأنَّكِ لستِ كذلك .

- عفوًا ، وما شأنكَ أنتَ بي ؟! ، رجاءاً فقطْ لننتهِي من هذا لأعودَ لعالمي .

وامَـاسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن