الفَصْلُ الرَّابعُ (Ⅳ)

144 16 10
                                    


القُـوّة .. "Pútêrl" هِي اليقِينُ بمبادئكَ ، أنْ ينويها قلْبُكَ .. أنْ يُصدِّقها عقلُكَ .. أنْ تعمَلَ بها كُلُّ جوارحُكَ ..

لازالتْ رؤيتُها تُثير حيرَتهُ ، تنقُله مِن نُقطةٍ إلىٰ أُخرىٰ ..
بالكَادِ قدِر علىٰ ادراكِ ما حدثَ لهُ ، تذكَّر حديثَ الحكيمِ تُولام عنِ الفجواتِ الزَّمنية بينَ العالمينِ ، أذهلَهُ أنَّ الزّمان متوقِّفٌ في عالمهِ .

سيبقىٰ ما عاشهُ هُنا مُجرَّد حُروفٍ خُطَّتْ فِي كتابٍ روتْ أسطورةَ نِبتُون وحجر واماس وحارسهُ ، مُجسِّدَةً الخيالَ بأعجبِ صُوره‍ِ ، ولكنْ أحتَّىٰ مشاعرِه‍ُ خيالٌ ؟! .

زرَعَ رِواقَ الجنَاحَ جِيئةً وإيابًا ، يُريدُ مُحادثتها علَّها تُزيلُ حيرتهُ ، إنَّها نُسخةٌ طِبقُ الأصلِ عَنها ، فمَن تكونُ هِي ؟!

كانَ الحكِيم تُولام يُراقبُ انفعالاتِ وجهِه الواضحةِ ، دنا مِنهُ :

- مالِي أراكَ مُنفعلًا هكذا بُني فلتهدأ ؟

- وكيفَ السَّبيلُ لهذا أيُّها الحكيمُ ، أنتَ لا تُدركُ من تكون تِلكَ ؟!

رنا النَّظر إليه وقدْ أدركَ أَنَّ أمرًا ما يسْكُنُ خبايَاه‍ُ :

- بُني فلتعلمْ لا أصعبَ مِن أمرٍ علىٰ قلوبنا سِوىٰ التَّعلّق ، يفْقِدُ الإنسانُ بصيرتهُ وحكمَتهُ .

فغرَ مُنير فاه‍ُ ، فما توقّعَ أنْ يعرفَ ما يدورُ في خُلدِه‍ِ :

- أيُّها الحكيم إنَّها تشبهُهَا جِدّاً ، ألِهذا كتابُ نِبتُون يربطُ بي ؟!

- لا أحدَ يعلمُ ما تحملهُ الأيَّام القادمةُ في جعبتها ، فلتكُنْ صُلباً كمَا أخبرتْنَا الأسطورةُ عنكَ .

أومأَ مُنير بثباتٍ ، وأردفَ قائلًا :

- أُريدُ مقابلتها ، أليسَ قدرنَا مُرتبطانِ ؟! .. أحتاجُ لأحدَّثها ! .

- حسناً بُني ، كُنتُ أعلمُ هذا وقدْ رتَّبتُ للقاءٍ قريبٍ .
قبلَ هذا ألا تُريدُ معرفةَ الفُرسانِ الخمسَةِ الَّذينَ ذكرهُمْ نِبتُون ؟!

- بلىٰ من المُؤكِّدِ هذَا ، من هُمْ أُولائكَ ؟!

بِسؤالهِ هذا ، ظهرَ الفَارسانِ المُلثّمانِ الَّذانِ رأهُما أمسًا اقتربا منهُ واضعينَ أيديهمْ اليُمنىٰ علىٰ صدورهمْ خافضِي رؤوسهم تقديراً لهُ :

- إنَّنا فِي طوعِ أمركَ أيُّها الحارسُ .

- حسناً ، أنا لستُ أعلمُ ما كُلُّ هذا الإجلالِ .

- إنَّكَ الحارِسُ مُنير .. حارسُ واماس .

اقتربَ الحكيمُ تُولام يقولُ بفخرٍ أمامَ الملكةِ لُونجين :

وامَـاسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن