الفصل الاول

628 5 1
                                    

- لن تحصل عليه. لو كان على موتي.
صرخت ورد بقوة وعنفوان شبابها في وجهه. اقتربت منه اكثر. واشارت بإصبعها. امام وجهه. وقالت.
- افهم هذا جيدااا. يا سيد رامز.
التفت وسارت بخطواتها القوية. والواثقة وجميع من يقف في المكان قد خيم عليهم الصمت من هول صدمة المواجهة التي كانت بين ورد الحاير. ورامز الفايز
تأملها رامز. ومازالت افكاره تضج في راسه. لدرجة انه لم يستوعب انها قد غادرت الموقع امام مركز الحي الذي يزعم شرائه من الدولة واقامة فنادق ضخمة في نفس الموقع
تنحنح. علاء. محامي رامز واقترب منه. هامسا
- رامز. ماذا حدث لك. الجميع يحدقون بك.
انتبه رامز في تلك اللحظة ورفع نظره ينظر حوله للمهندسين والموظفين. بنظرة متمهلة. ثم ابتسم بسخرية. ورفع يده قائلا
- ارجوا من الجميع الاهتمام بعمله. انتهت المسرحية.
ثم التفت الى علاء ونظر له بغضب مكتوم وقال
- كل معلومة صغيرة. يا علاء. كل معلومة. صغيرة قبل الكبيرة.
ابتلع علاء لعابه في قلق. فهو يعلم تماما. ما الذي يمكن لرامز فعله ان وضع امرا في راسه.
- حسنا يا رامز.
هدر رامز بصوته القوى وهو يتجه نحو سيارته.
- الليلة يا. علاء.
ثم ركب سيارته وانطلق بها مغادرا الموقع. وهو في حالة من الغليان. رفع انامله. وحل ربطة عنقه وفتح ازرار قميصه الاول والثاني وكأنه يشعر بالاختناق. ضرب بقبضته بقوة على مقود السيارة.
- اين كنت طوال السنوات السابقة. ؟ ولماذا تظهرين الان. لماذا ؟
وعادت به الذكرى الى سنوات مضى. سنوات. قديمة. وتنهد بعمق.
- يا الهي. كنت اعتقد انني تحررت من ادماني بك. لكنني اعتقد انني مازالت احتاج اليك. فأنت تسرين في عروقي. يا ورد.
لماذا الان. لماذا.؟
————————————————————————————————————————————-
- هدى. هدى. تعالي الى هنا حالا
ركضت هدى بإتجاه رئيستها في المكتب. المحامية العبقرية. ورد الحاير. ودخلت مسرعة الى المكتب لتقف امامها بإبتسامة دافئة.
- نعم. ياورد. ماذا تحتاجين. ؟
رفعت ورد راسها ونظرت الى هدى بمحبة. ونهضت من خلف مكتبها. ووقفت امام المكتب ورفعت نفسها بيديها لتجلس وهي تدلي ساقيها على المكتب.
- هدى المعركة الان اصبحت مكشوفه. لقد اصطدمت اليوم ب رامز امام المركز.
اقتربت هدى بلهفة. وقالت.
- ماذا حدث. ؟ هل تشبكتما. وتشاجرتما. احكي احكي
ضحكت ورد بقوة وهي تميل برأسها الى الخلف. وقالت من بين ضحكاتها.
- تخيلينا فقط. ونحن نشتبك بالايدي. امام البشريه جمعاء. اعتقد سنعلم حالا من المنتصر.
غمزتها هدى بخبث. وقالت.
- قد تتغلبين عليه. لا نعلم. ؟
اجفلت ورد واحمرت وجنتاها وقالت
ماذا تعنين. ؟.
ثم نزلت من على طرف مكتبها وعدلت تنورتها. وقالت بجديه
- هدى اريد كافة المستندات التي جمعناها خلال الشهر الماضي عن صفقة البلديه مع شركة رامز بخصوص شراء المركز
اريد ان اتأكد من نقطة معينة قبل ان اقدم اوراق الاعتراض
تحولت هدى الى الجدية والاحترافية التي اعتادتها منها ورد وقالت
- ثواني ويكون الملف امامك.
والتفت عائدة الى مكتبها. بينما وقفت ورد واتجهت نحو نافذة مكتبها. وصورة رامز لا تبارح ذهنها. لم تكن تريد الاقتراب منه مرة اخرى. وقد عملت المستحيل حتى تبتعد عنه. طوال السنوات الماضيه. ولكنه الان. داس ارضا خاصة بها. ويريد ان يدمرها ويدنسها. كما دمر قلبها. ودنس روحها من قبل.
تنفست بعمق وتنهدت.
- يالها من سنوات طويلة. بكل حلوها ومرها. لكنها لم تنسيها رامز.
التفت عائدة الى مكتبها. لتشغل نفسها لعلها تنسى قليلا. ولكن هيهات. لقد عاد. وبقوة. الى ذاكرتها. والى روحها.
———————————————————————————————————————-
دخل علاء الى مكتب رامز وهو يحمل بيده ملفا رماديا واتجه مباشرة الى رامز الذي كان يجلس على مقعد وثير وقد اسند راسه الى الخلف مغمضا عيناه. وعلى وجهه امارات التعب.
اقترب علاء بقلق من صديق عمره وهمس
-رامز. هل انت بخير. ؟. تبدو متعبا
رفع رامز راسه وتنهد مبتسما. وهو يبعثر خصلات شعره بأنامله.
-لا تقلق يا علاء انا بخير صدقني. اخبرني. ماذا وجدت. ؟
جلس علاء في مقابل رامز ومد يده بالملف. قائلا بإنتصار. لقد احضرت لك كافة المعلومات التي تريدها.
ثم عاد وكأنه تذكر شيئا وسحب الملف بسرعة وقال بوجل
- انتظر. هناك معلومة. اخشى انها ستكون ذات تأثير غريب عليك. فهل تناولت دوائك
عبس رامز بوجهه وهو ينظر الى علاء. ماط شفتيه بضجر
- اعطني الملف ياعلاء. قبل ان انهض لسحبه منك
مد علاء الملف نحو رامز. الذي بدأ يتصفحه وهو يقرأ المعلومات التي امامه بإهتمام بينما علاء يراقب ردة فعل رامز عندما يصل الى المعلومة المقصودة
تغيرت ملامح رامز واصبح ذاهلا مصعوقا وهو يقرأ الورقه. ارتجف الملف في يده. فشد بأنامله عليه حتى تجعد اطرافه
رفع راسه ينظر بغضب وذهول واستنكار. الى علاء. وصرخ قائلا
- لا يمكن. لا يمكن ان يكون هذا صحيحا. علاء قل لي ان هذا خطأ وانها معلومة زائفة.
نهض علاء وقال بهدوء
- عذرا يا صديقي ولكنها معلومة صحيحة مية مية. وسريه ايضا ولكنني استطعت استخرجها من الملفات الخاصة ب ورد بطرقي الخاصة.
هز رامز رأسه بقوة يمينا ويسارا رافضا التصديق. و الاوراق ترتجف في يده.
- هل تعلم ماذا يعني هذا. ؟.هذا يثبت صدق كافة تقاريري الطبية التي رفض ابي وجدي تصديقها وفضلا تصديق تلك السافلة سهيلة وقدما لها ذلك التعويض الضخم.
كور قبضته على الملف حتى تجعد كليا بين انامله. ونظر الى علاء. بحدة. وقال بصوت قاسي من بين اسنانه.
- الان وقعتي في يدي ياورد. سأحقق لك غايتك مقابل ان تحققي لي غايتي وتثبتي صدقي امامهما
نظر علاء بإستغراب وحيرة الى رامز وقال
- ماذا تعني. بذلك. ؟ مالذي تنوي فعله. لا تتهور يا رامز. ورد. لن تطاوعك حتى لو كنت اخر رجل في العالم وانت تعلم لماذا
اقترب رامز من مكتبه ووضع يديه الاثنين عليه ضاغطا بقوة وكأنه يفرغ غضبه في هذه القبضة. وقال وهو ينظر للبعيد. قال بكل ثقة
- ستقبل صدقني ستقبل. هي تدين لي بذلك. وسوف تحصل على ماتريد.
عندها. سوف انتقم من الحقيرة سهيلة. وارى جدي وهو يعترف بغلطته الفادحة نحوي.
نظر علاء الى صديقه وفكر بألم.
- كم تألمت يا رامز. وكم اخفيت في داخلك من الجراح. اتمنى ان تصل لراحة قلبك يا صديقي
————————————————————————————————————————————-
دخلت ورد الى شقتها الجميلة الفاخرة في احدى البنايات العالية. فأستقبلتها رائحة الطعام الزكية التي تعده لها مدبرة منزلها. ماما روز.
خلعت حذائها واقتربت بهدوء من المطبخ. لتلف ذراعيها حول خصر ماما روز وتسند رأسها على كتفها بتحبب
- مامتي الجميلة. ماهذه الرائحة التي سببت حالة من الطوارئ في المبنى ؟
التفت اليها روز وهي تقبل وجنتيها وقالت
- حقا. لم اسمع جرس الانذار ايتها المبالغة.
هيا اذهبي وبدلي ملابسك وسيكون الطعام جاهزا في لحظات وبدأت بدفع ورد بأتجاه غرفتها بينما تعالت ضحكات ورد رنانة وهي تقول
- ان استمريت على تناول هذا الطعام سوف ينهار المبنى من وزني الزائد.
لكزتها ماما روز في كتفها وقالت
- فتاة شقيه. ماهذا الكلام. انك تتعبين طوال اليوم وتحتاجين الى الغذاء. ولا تخافي كل الاكل صحي. صحي كما تريدين.
انطلقت ورد نحو غرفتها ضاحكة وهي ترفع كفيها بإستسلام.
- حسنا حسنا. لقد اعلنت استسلامي.
دخلت الى غرفتها واغلقت الباب. لترمي بنفسها فوق سريرها بكامل ملابسها. تحاول ان تسيطر على رجفة جسدها التي اجتاحتها طوال اليوم منذ تواجهت في الصباح مع رامز الفايز في موقع المركز
مازالت تشعر بتلك القوة المنبعثة من جسده وتلك الوسامة التي يتمتع بها. كم ارادت ان ترفع اناملها لتلمس تلك الخصلة الثائرة على جبينه كما اعتادت ان تفعل في فترة من الزمن. يالهي. مازال يسيطر عليها. مازال يملك كل ذرة من كيانها مهما حاولت الانكار.
كيف لا وقد كان في يوم ما قبل ١٢ عاما.
......... زوجها.
————————————————-

يعيش بداخلي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن