4

7K 397 39
                                    

حكايتي مع مصيلحي

مقدمة مصيلحي ) . . رفيق الدرب وصديق العمر مصيلحي ) . . الوحيد الذي أتحدث معه ولا يمل مني

مصيلحي ) . . الوحيد الذي يوافقني على أرائی بلا أي اعتراض ( مصيلحي ) . . الذي أنصت لكل قصصي باهتمام

بدون أن يقاطعني أهدي إليه جميع تخاريفي

1 - أنا ومصيلحي )

أعرفكم يا أصدقائي بمصيلحي ، و ( مصيلحي لمن لا يعرفه هو دمية على شكل دب أهدتها لي صديقتي في عيد ميلادي السابق عندما كنت أدرس في الثانوية العامة ، نعم فأنا الآن في السنة الأولى بكلية الحقوق بجامعة عين شمس ، عندما أهدتني إياها صديقتي ( سوسة ونظرت إليه ، لا أعرف لماذا أصررت على أن

سميه ( مصيلحی ) ، منذ اللحظة الأولى بيني وبين ( مصيلحي ) نشأت بيننا علاقة قوية لا يمكنني وصفها ، فأين هو ذلك الصديق الذي يستمع لك بتأن ثم يوافق على رأيك بلا مناقشة ، فسكوته هو علامة رضاه .

كان نعم المرافق والصديق ، ينام بجانبي على فراشي ليلا ويرافقني بجانب مكتبي أثناء مذاکرتي ، بالطبع لم أسلم من السنة أخوي وأمي وسخريتهم مني ، كيف هو من في مثل سني ويهتم بدب بتلك الطريقة الصبيانية

كنت أجعله أمام نظري معظم الوقت فأثناء أكلي أضعه على مرمي بصري ، وأثناء نومي أضعه بجانب وسادتي أو على مكتبي ، لم أكن أتركه وأنا في المتزل إلا أثناء دخولي دورة المياه فقط ، فأنت معي أن دورة المياه من الأماكن الخاصة جدا حتى ولو كان

يعلق الأمر ( مصيلحي ) وحتى ولو كان مصيلحي ) هو دمية ولكن المشكلة ليست في دورة المياه بل المشكلة حدثت الأسبوع الماضي ، وكان « مصيلحي ) أحد أطرافها

الثلاثاء ، يا له من يوم جميل من بدايته ، ما أجمله ، أمي ذهبت لزيارة ( أم منصور ) - لا أعرفها - وأخي الأكبر في عمله ، أختي الصغيرة ( رغدة مازالت في المدرسة ، لا محاضرات اليوم ، إذن الحياة بدأت تبتسم لي ، فليكن إفطارا مهولا ، ذهبت للمطبخ وجمعت كل ما رأيته أمامي ، طبق من الفول وخبز وجبن رومی وبيض وقطعة من فخذ دجاجة رأيته يختبئ داخل الثلاجة وامتدت يدي داخل برطمان المخلل أصطاد القليل منه لتكتمل الحفلة .

فتحت التليفزيون وأخذت أقلب قنواته حتى وجدت أحد الأفلام المصرية القديمة و ( محمود المليجي يقف أمام فريد شوقي ) | ينظر له بخبث وهو يتحسس على شاربه باستمتاع ويضع يده اليسرى في فتحه قميصه من عند الصدر كنابليون ويتحدث عن قتل أحدهم ، هجمت على فخذ الدجاجة بشراسة وأنا أستعيد روح ( محمود المليجي متابعآ فيلمه .

فجأة سمعت من يدق باب الشقة بقوة توشك على تفجيره ، یا ترى من يدق بابنا بهذه الطريقة ؟ ؟ ؟ ؟ ؟

زادت الطرقات قوة ثم سمعت جلبة على السلم ؟ ؟ ؟ ؟ ؟

فاتجهت ناحية الباب لأفتحه ، وبمجرد أن فتحت الباب رأيت شابا في ملابس قد تمزقت من أكثر من جانب وقد كان هناك أكثر من جرح في أكثر من موضع بجسده ، عندما رأني وأنا افتح الباب أخذ يصرخ كالمجنون مما جعلني أنا أيضا أصرخ

حكايات فرغلي المستكاوي لـ حسن الجندي   حيث تعيش القصص. اكتشف الآن