3

8.1K 440 42
                                    


حكايتي مع الحاج مرسي

١ - الشيخ حامد

اسمي هو . . احم . . ( فرغلي ) ، وطبقا لا داعي للسخرية من اسمي ، فوالدي هو من أصر على إطلاق هذا الاسم على منذ مولدي ، وقد سبب لي هذا الاسم الكثير من الحرج طوال حياي لأن كل من يسمع الاسم يعتقد أنني تربيت في المدبح ، أو يظن أنني أحد المسجلين خطر في دوائر الأمن ، والذي يغيظك أن شقيقي يدعی ( سامح ) وشقيقتي الصغرى تدعى ( رغدة ) ، فلماذا سماني والدي سامحه الله ( فرغلي ) ؟

المهم ، أنا الآن في المرحلة الثانوية وقد اعتدت من شقيقي الأكبر ( سامح النصيحة دائما ، ولكنني في الغالب أضرب بكلامه

عرض الحائط بالرغم من رغبتي في العمل بنصيحته والتي تكون صحيحة غالبا

" - یا ( فرغلي قوم صل في المسجد "

كانت تلك العبارة من أخي وهو يقولها لي برفق وآذان العشاء يتردد في المسجد القريب من بيتنا

" هأصليها هنا "

" - يا ( فرغلي ) مستحيل يكون المسجد جنبنا وأنت عايز تصلي في بيتك ، أنت عمرك ما روحت المسجد اللي جنبنا حتى علشان تصلي صلاة الجمعة "

" ما أنا بأصليها في مسجد تاني "

" . طب ما تصلي كل الصلوات في المسجد اللي جنبينا وأنت تأخد ثواب كبير "

كانت تلك المحادثة هي الألف على ما أتذكر بيننا والتي ينصحني فيها بالصلاة في المسجد ، وكنت دائما أتهرب منه وهو مازال لي ناصحا ، في اليوم الذي تلا تلك المحادثة كنت عائدا من عند أحد أصدقائي فمررت على مسجد السلام ) - الذي بجوارنا - وكانت صلاة العشاء قد أذن لها وقربت إقامة الصلاة ، ففكرت في نفسي أن أدخل لأصلي العشاء بالمسجد ، ولكنني لن أرى شقيقي اليوم لأنه سیبیت الليلة في العمل ، إذن فلأدخل

* * *

توضات ولحقت بالصلاة في الركعة الأولى ، وبعد انتهاء الصلاة وقد خرج معظم المصلين من المسجد

رأيت شخصا

يقترب مني ، كان طويلا مهابا ويلبس جلبابا و عباءة وتلفيحة اعطتةمظهىر تجار المخدرات في السينما المصرية .

جلس هذا الرجل جاني وقال : " - السلام عليكم ورحمة الله " " . وعليكم السلام ورحمة الله " " أعتقد أنك ( فرغلي " ( " - بالظبط ، هو انت تعرفني ؟ " ابتسم الرجل بهدوء وقال لي :

" - طبعا عارفك كويس ، دا أنا استنيتك كتير ، كتير أوي ، فيه خدمة عايزك تعملهالي بس قبل ما أقولك عليها عايزك تستناني هنا الأول "

" . أستناك ، انت مين أصلا ؟ " نظر الرجل في عيني بحزن وهو يقول :

" - أنا الشيخ ( حامد ) إمام المسجد ، اصبر بس وانت هاتعرف كل الحقيقة في وقتها "

حكايات فرغلي المستكاوي لـ حسن الجندي   حيث تعيش القصص. اكتشف الآن