تَرمي عَليه الأوراق و تَذهب لِغرفتها و تُغلق الباب بقوةٍ خَلفها .
يَنظر لِلأوراق التي بِيَده حَتى يَتنافسان مَن مِنهما سَيَبكي و تَتَعالى شَهقاته أكثَر مِن الآخَر ...
مينا مِن خَلف الباب و هِيَ تَبكي موجهةً حَديثها لِنَفسها بِالتَحديد بِصوت عالٍ مبحوحٍ وَسط شَهقاتها و دُموعها الحارِقة : ألستُ أنا تِلك الفَتاة القَوية ؟ تِلك التي لا يَجرأ أحَد عَلى الإقتِراب مِنها ؟ أنا التي سَمحت لي أمي بِأن أتي لِلدراسة هُنا في لندن لِوحدي لأنَّها تَثق بي ، أنا التي كَسرت ثِقتها الآن ، أنا التي لا تَعلم كَيف سَتخبر أمَّها بأنَّها حامِل الآن بِلا زَواج و غَير إرادَة و هِيَ تَعلم إنَّ رَدة فِعلها سَتؤلم قَلب أُمها و قَلبها ايضاً لدرجةٍ تَفوق تَصورها حَتى !
هوسوك بألمٍ ممزقٍ قَلبه لأشْلاء و دُموع تَنهمر لِوَحدها و صَوت يُنافس الأخرى بِشَهقاته العالِيَة : كَيف سَمحتُ لِنَفسي بِأن أفعَل هَذا ؟! أنا الذي ظَننت نَفسي بِأنَّني أُحبها و لَكنني أذَيْتها ، هَل هَذا هُوَ مَعنى حُبي لَها ؟ لِماذا لَم أُسيطر عَلى نَفسي ؟ قَضينا سِنين معاً و أنا كابحٌ حُبي لَها و لَم أُفكر أن أقتَرب مِنها أبداً ، لِماذا شَربت كثيراً تلكَ الليلَة ؟ لِماذا شَرب كِلانا الكَثير مَع البَقية تلكَ الليلَة ؟ عَلى الأقَل هِيَ لَم تَكُن بِوَعيها و لا تَتَذكر شَيئاً ، أما أنا فَما هُوَ عُذري لِنَفسي التي تَتَذكر بِالفعل كُل شَيء و كانت شِبه واعِيَة ؟ لا أستَحق أن أُحبها حَتى ، لأختَفي فَقط !
لَم يَسمع أيٌّ مِنهما الأخر بَل كانَ كُل ما يَدخل طبلةَ أُذنيهما هِيَ أصوات شَهقاتهم المُتعالية و حديثٍ مُتقطع بِلغة غَير واضِحة ..
هَدأت أصواتُهما بِالفعل بَعد مدةٍ لَيست بقصيرةٍ أبداً ، نامَت مينا وَسط بَحر دُموعها الحارِقة ! أمّا هوسوك فَقد ظلَّ سارحاً في اللا مَكان الخالي مِن أيِّ فِكرة فَقط شاشَة بَيضاء فارِغة حتّى نامَ مَكانه هُوَ الأخَر !
_______
أنت تقرأ
نجمة
Kurzgeschichtenإن رزق الشمس و القمر بطفلة ، فماذا ستكون ؟ نجمة ' جونغ هوسوك ، مينا ' Septemper 2018