لقد مضت ثلاثة أيام، فير لاحظ أن إليزا تنجنبه، حتى أنها لا تعطيه الدروس بحجة أنهم لن يكتبوا اختبار إلا بعد أسبوعين، خصوصاً اليوم شاهد زجاجة حليب الشوكلاطة على طاولته، لقد جلبه لأجلها لكنها أرجعته في غيابه وبدأ الأمر يغضبه.
جلس في مكانه ورغم أن الحصة بدأت حمل هاتفه من تحت الطاولة وكتب لها "هل كل شيء على ما يرام؟"
خلال هذا الوقت كانت هي في الحمام تتهرب من الحصة المملة، ضغطت على رسالته وكتبت "لدي ظروف" زمت شفتيها ثم حذفت كل كلامها وغادرت الدردشة إلى تطبيق آخر تتابع فيه الدعابات ومقاطع قطط لطيفة، يجب أن تفكر في ردّ جيد أولاً.
كانت جالسة على المرحاض كأنه كنبة مريحة وتعبث بهاتفها، الأمر لم يعد مسلي بعد دقائق لذا خرجت وقررت العودة للفصل لكن شاهدت شابان يدخلان الحمام ويقفان أمام المخرج، عقدت حاجبيها وقالت "هذا حمام للبنات"
"من أخبركِ أننا تائهان" قال أحدهما بلؤم، أمرهما مريب، لم تشأ أن تتدخل وحاولت أن تتخطاهما لكن أحدهما وقف في طريقها وقال بتبسم "لدينا رسالة من كيليان"
بدأ الخوف يظهر عليها، الفوبيا زادت الأمر سوء والآن فكها السفلي يرتجف، شدت قبضتها على صاعق الكهرباء بينما حملت هاتفها باليد الأخرى محاولة الاِتصال بمن يساعدها لكنه استل منها الهاتف على حين غرة ورماه أرضاً فقالت بغضب "ابتعدا عن طريقي!"
تلفظ الفتى بسخرية "اه لقد أخفتني، ماذا ستفعلين مثلا، أنتِ لا تملكين أظافر طويلة حتى"
صديقه تابع "أجل، يقول كيليان أنكِ فتحت أبواب الجحيم على نفسك"
كانا يتبادلان الكلام كأنهما كانا يتدربان عليه عن ظهر قلب لأجل مسرحية "أجل، هو سيعطيك فرصة إغلاقها مجدداً، عندما تسحبين الشكوى من الشرطة"
"ولكن في الحال"
ابتسمت بسخرية لتتفوه "أهذا كل ما يقدر عليه؟ أتساءل أليس لديكما حياة تقلقان بشأنها بدل أن تكونا كلاب حراسته"
الفتى صك على أسنانه ومدّ يده محاولاً إمساكها ما جعل إليزا تضع الصاعق على ذراعه وتصعقه بلا رحمة ليرتفع صوت صراخه، صديقه حاول مساعدته وإبعاده لكنه كان غبي ولمسه بيديه العاريتين لتتوصّل إليه الكهرباء أيضاً ويصنعان سيمفونية صراخ.
بعدما أنزلت الصاعق عنهما سقطا أرضاً وهنا لاذت بالفرار بكل سرعتها لكن قدمها ماتزال ملتوية وأثناء ركضها المترنح شاهدت فير يمشي في الممرات بخطوات مستعجلة وبغضب فارتمت إليه متمسكة بقميصه وقالت بخوف "ساعدني إنهما يطارداني!"
سمع هو صوت خطوات سريعة على الأرضية وشاهد شخصان يركضان نحوهما في الممر لتمسك إليزا ذراعه وتسحبه "يجب أن نهرب!"
طقطق فير بلسانه ليستطرد بإحباط "لماذا تصرّون على إخراج السفاح الذي في داخلي" أنهى جملته ليخرج سكين من جيبه ويفتح شفرتها ما جعل إليزا تبتعد خطوتين عنه بذعر وتتلفظ "هل جننت!"
أنت تقرأ
المُحِبّة لجذب الأنظار
Teen Fictionam I a pick me girl? إنه مصطلح انشهر في الفترة الأخيرة، هذا الشيء يعني حرفياً، الفتاة التي تحب جعل نفسها محط لأنظار الجميع، أنا كذلك، كل ما كنت أريده طوال حياتي هو جذب الأنظار... قبل أن أعثر على نفسي واقفة هناك وفي يدي قطعة كريستال مليئة بالدماء، كا...