١٨

887 150 86
                                    

سيارة ما انتظرت إليزا خارج منزلها وشعرت بساقيها تعجزان عن الحركة فور رؤيتها، الموضوع يرعبها لكن سلامة فير تدفعها للتقدم.

السائق لم يكلمها أبداً وقام بوظيفته ليوصلها إلى مكان غريب في ذلك الشارع وتركها أمام منزل متوسط ذو سياج أسود، كانت خائفة وقلبها يخفق بعنف وهي تمسك بكلتا يديها حبال حقيبة كتفها، لقد خبأت بها شيء مفيد في حال تعرضت للهجوم.

هذا المنزل كان يبدو نظيف من الخارج على عكس المرة السابقة، تقدمت من البوابة الفولاذية وضغطت الجرس، كانت هناك آلة مراقبة فوقها، فُتِحت البوابة ودخلت بخطوات سريعة بينما تتنفس بشكل منتظم لعل قلبها يتوقف عن الخفقان هكذا.

شاهدت باب المنزل يُفتَح مِن قِبَل رجل لاتيني، زفرت أنفاسها بقوة ووضعت قناعها المعتاد لتدلف إلى الداخل وسار الرجل أمامها بهدف أن يريها الطريق، لكنها لم تجد صعوبة بالعثور على خافيير فقد كان يصدر الضوضاء من أقرب غرفة، كان هناك يقف بلا قميص في وسط المكان يحمل الأثقال ويتنفس بصعوبة، كانت تبدو كغرفة تدريب، رمى ذلك الوزن من يده ليصطدم بالأرض بقوة وهذا جعلها تبتعد خطوة للخلف باِرتعاب، خطى نحو إليزا بتبسم "لقد جئتِ فعلاً!"

فتح ذراعيه فجأة ما جعل إليزا تندفع للخلف مجدداً وتتحدث باِنفعال "ما مشكلتك! لنتفق على شيء واحد، لا أحد يلمسني! وعليك أن تلبس شيء في الحال"

رفع كلتا يديه كما لو أنها تشهر عليه سلاح "حسناً لا تغضبي" فرقع أصابعه وتحدث إلى الرجل الآخر باللغة الإسبانية، لا بد أنه يطلب منه قميص أو شيء كهذا، أومأ وغادر بينما خافيير فتح زجاجة ماء وقرّبها إليها "هل تريدين؟"

حركت إليزا رأسها برفض وأشاحت بأنظارها إلى مكان آخر، إنه نصف عاري ويحدق بها طوال الوقت، أسوأ كوابيسها تتحقق الآن، كانت تلوم نفسها من الداخل بقوة بينما تشاهد خياله بزاوية عينها وهو يفرغ الزجاجة في حلقه.

بعدما ارتدى سترته أشار بيده مطالباً إياها أن تتبعه حتى يوصلها إلى غرفة المعيشة ويطلب منها أن تجلس، أخذت مكان على الأريكة وبدأت قدمها تهتز بتوتر.

همهم بينما يجلس "لقد افتقدتك حقاً، من المؤسف أني لا أستطيع معانقتك"

إليزا تكره البقاء حوله والكلام الذي يتفوه به، كانت تحاول الحفاظ على جديتها "لم آتي لأسمع هذا الكلام، لدي طلب منك"

صنع ابتسامة جانبية "حقاً! هل هذا يعني أنكِ تثقين بي الآن"

"هذا ليس له علاقة بالثقة بل بالإضطرار"

"أعرف ذلك، كنت أمزح فقط"

حركت رأسها باِستسلام متنهدة، اعتدلت بجلستها وتابعت كلامها "أريدك أن تتوقف عن مطاردة فير"

فتح خافيير فمه للحظات ومع اتساع عينيه قال بجدية "لا يا إليزا! ذلك أمر شخصي جداً، لا يمكنك التدخل… خصوصاً أنه يأخذكِ مني الآن"

المُحِبّة لجذب الأنظارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن