الفصل الثاني

1.8K 68 0
                                    

يدور بالمكان ذهابًا وإيابًا بعد أن علم بفرارها, تبًا..

كم يشعر بالغيظ والسخط من كل ما حدث, ود لو يلكم أحدهم كي يفرغ شحنة غضبه, ذلك الغضب المتراكم بداخله منذ أن أُجبر على الزواج منهاه, بُناء على رغبة والدته,

والتي هي بحالة من فقدان الوعي منذ دلفت إلى الغرفة ولم تجدها,

بل اتسعت أعين الجميع حين لم يجدوها, ووجدوا رسالتها السخيفة التي قامت بكتابتها على مرآة بأحمر الشفاه..

" تبًا لك مارتن, ولوالدتك.."

مع رسمها بجوار جملتها لذلك الوجه المُبتسم باستفزاز, مصحوبة بقُبلات متفرقة من شفتيها..

فتتجمد والدته أمام الرسالة بعينين متسعتين بذهول, قبل أن تضع يدها على صدرها موضع قلبها, فاغرة فاها شاهقة, وتسقط فاقدة الوعي,

رمق جسد والدته المسجى على الفراش وقد بدأت بالإفاقة بنظرة حانقة,

وزوج والدته جالسًا بجوارها, ممُسكًا بيدها على وجهه علامات الأسى,

يتمتم بكلمات مواسية, ووالدته تهز رأسها بضعف باكية..

أخذ أنفاسًا مشتعلة يكتمها قليلاً, ثم ينفثها بقوة..

جز على أسنانه بقوة, مع تكويره لقبضتيه حتى ابيضت مفاصل أصابعه,

يُحاول ألا يقوم بعمل جنوني إجرامي, فهو إن رآها أمامه يُقسم أنه سيقتلها,

التفت بحدة إلى ميلا الواقفة بركن تتطلع إليهم بعينين متوترتين, رُغم ذلك العبوس الذي يغطي ملامحها..

اقترب منها بخطوات متأنية كفهد يكاد ينقض على فريسته, جعلها تبتلع ريقها بصعوبة..

ميلا رفيقتها الوفية, من على دراية بكل ما تقوم به..

رُغم أنها شقيقته إلا أنها تُفضل تينا عليه, بل وتساندها بكل شيء..

ارتفع حاجبه, بعد أن وقف أمامها, قائلاً بنبرة مشتدة بتحذير:" ميلا؟.."

ازداد انعقاد حاجبيها زامة شفتيها, حدقتاها تدورها بمحجريهما, تتطلع لكل مكان سواه,

مغمغمة بنزق:" ما الذي تريده مارتن؟.. لا أعرف شيء.."

لم تتغير هيئته, لكنه اقترب حتى لم يعد يفصلهما سوى خطوة, يميل برأسه مقابلاً عينيها المتهربتين,

قائلاً:" ميلا.. لا تكذبي.. أين ذهبت؟.."

زفرت بحنق, تجيبه بعناد:" لا أعرف.. لم تُخبرني.. كنت معكم ولم أرها.."

رفع ذقنه يأخذ أنفاسه بقوة, قبل أن يكور قبضته يرفعها بوجهها,

مُهددًا:" لا تتذاكي ميلا.. تلك السخيفة لا تفعل شيء سوى بمعرفتكِ.."

عروس من السماء (مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن