الفصل الرابع والأخير

1.3K 59 0
                                    

بعد خروجها من منزل جوزيت عادت لمنزلها, فقابلتها ميلا بحفاوة تقبلها، وتسألها عما حدث،

ووالدها الذي هرع إليها يحتضنها بقوة, يتفحصها إن كان قد أصابها مكروه,

يعاتبها على رحيلها بهذه الطريقة, مسببة الكثير من المشاكل,

لكن قاطع ذلك ظهور ماري التي اقتربت بخطوات مشتعلة, ناظرة إليها شزرًا بغضب،

قابلته تينا بهدوء، تقترب منها متأسفة بزيف، تتودد إليها بتصنع، تبدي أسفها على

ما فعلته:" آسفة.. لم أقصد ما فعلته.."

إلا أن ماري لم تكلف نفسها عناء الرد, تعاتبها بنظراتها الساخطة,

قبل أن تشيح بوجهها عنها,

وتينا تعلم أنه السكون الذي يسبق العاصفة,

فاقتربت منها تسبل أهدابها بأسى مفتعل, معللة غضبها حين علمت بالخدعة,

فتضيف:" لقد فوجئت بالأمر.. ولم أستطع التفكير.."

التفتت إليها بحدة, تعنفها بحنق:" وهل هذا يبرر ما فعلتِه تينا!.. لقد أصبحنا حديث الجميع.."

ثم بدأت بالنواح تبكي, متحسرة:" يا لها من فضيحة.. الجميع يتحدث من خلف ظهري.. أسمعهم يتهامسون بسخرية عني.."

رمقتها بنظرة مغتاظة, قبل أن تُكمل بخيبة:" أنتم لا تفكرون سوى بأنفسكم..

لا تفكرون بي أبدًا.. هل هذا جزاء تربيتي لكم لتردوه إلي بهذا الشكل!.."

نظرت كل من تينا وميلا لبعضهما البعض بملل,

ثم اقتربت منها تضع يدها على كتفها, تتوسلها برقة:" آسفة لا تغضبي..

سأفعل ما تريدينه.."

أزاحت يدها بحنق, تهدر بعصيبة مشتعلة:" لم أعد أريد منكِ شيئًا.. ابتعدي عني.."

رسمت تعابير البؤس على ملامحها, تنظر إليها بحزن مصطنع:" ألم تعودي تريدينني!.."

ثم احتضنتها وسط, تململها تحاول التملص منها,

فتقول بنعومة مستسلمة:" سأفعل ما تريدينه.. أمي.."

توقفت ماري عن الحركة لسماعها كلمة أمي,

فتينا تقولها حين تحاول استرضائها,

فتسألها بشك من فوق كتفها:" أحقًا ما تقولين!.."

هزت رأسها بقوة مؤكدة:" بلى.. سأتزوج مارتن كما تريدين.. أمي.."

مشددة على كلمة أمي من بين أسنانها بغل,

فتشعر باسترخاء جسد ماري, قبل أن تبتعد عنها مهللة:" هذه هي طفلتي..

أنا أحبكِ تينا.. حتى أكثر من تلك الحمقاء ميلا.. أنتِ ابنتي المطيعة.."

عروس من السماء (مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن