😊3😊

610 29 0
                                    

بزغ الفجر و أضائت الشمس العالم،  إستعد جواد و ودع أمه بعد أن حضر لها الطعام و اتجه إلى عمله الجديد.  مرت الأيام و الشهور و جواد يعمل بجد في ذلك العمل المتعب الشاق و يتقاضى أجرا مكنه من معالجة أمه و اكتسب بعض الاصدقاء. بدأت حالة أمه الصحية تتحسن.و في إحدى دوراتها العلاجية قام الطبيب المشرف عليها بالكثير من الفحوصات التي جعلتها تقلق و اكتشف الطبيب أنها مصابة بورم خبيث في الدماغ وهو في أخر مرحلة له و لا يمكن علاجه.  تحطمت و شعرت بخيبة الأمل و خافت من تحطم إبنها جواد فطلبت من الطبيب ان يعدها بابقاء الأمر سرا بينهما هما الإثنان فقط.
مرت أربعة أشهر على إكتشافها للورم و حالتها تسوء يوما بعد الأخر،  فلاحظ جواد حالتها التي تزداد سوءا كل يوم فأراد أخذها إلى الطبيب لكنها أبت الذهاب خوفا من معرفته فلن يستطيع تحمل الأمر.
ماهي إلا أيام قليلة حتى يفاجأ عند عودته بأمه ملقاة على  الأرض فظن أن أبوه قد فعل لها شيئا ما فحاول إيقاظها بشتى الطرق لكنه لم يستطع فاتصل بسيارة الإسعاف لأخذها للمستشفى،  خرج الممرضان يجران ذلك السرير الأبيض المحمل بأمه المغطاة هي الأخرى بملاءة بيضاء و تلاهما الدكتور. 
إنهار جواد على الارض باكيا غير مصدق يترجى الدكتور أن يقول بأن الذي يفكر فيه غير صحيح و ما هذه إلا مجرد مزحة،  لكن الدكتور أخبره بسبب موتها و حاول تهدئته، و كيف له أن يهدء وهي الوحيدة المتبقية له.
بعد مراسم الجنازة لم يذهب جواد إلى عمله مدة أسبوع،  وكان يحاول النسيان و تهدئت نفسه. وعند عودته إلى العمل كان أقل نشاطا عما سبق كان كالجثة منزوعة الروح.

أصبحت داعشيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن