انتهى عمل البناء الذي كان فيه و قد أعطاهم المدير أخر أجورهم و صرفهم، فعادة جواد للحالة التي كان عليها يجوب الشوارع صباحا مساءا عسى أن يجد عملا أخر.
لكن هذه المرة لم يكن الحظ حليفه. وهو في يجوب الشوارع التقى بأحد الأصدقاء الذين كان يعمل معهم يدعى حمزة و أخبره أنه كان يبحث عنه، فهناك شيء يريد التحدث معه بشأنه و طلب منه الإلتقاء في أحدى المقاهي بعد يومين ليخبره بالتفاصيل.
بعد موت أم جواد كسا اللون الرمادي حياته بعد أن كانت ملونة بألوان زاهية و أمه حية. إنقضى اليومان و ذهب جواد إلى المقهى المحدد فوجد حمزة في انتظاره، فحياه و جلس معه
_جواد: إذا ما الأمر يا حمزة ماذا هناك؟
_حمزة: أولا أريدك أن تعدني بأنك لن تخبر أحدا بحديثنا هذا أو حتى تفاصيله
_جواد: لماذا؟
_حمزة: عدني أولا
_جواد: حسنا أعدك أخبرني الآن
_حمزة: لقد إلتقيت ببعض الأصدقاء الطيبين من التنظيم الإسلامي الجديد
_صرخ جواد بتعجب و توتر : أتقصد داعش!!!
_حمزة: أخفض صوتك و استمع لي جيدا
إن هذا المصطلح خاطئ فهناك من يحاول تشويه سمعة النظام بهذه المصطلحات و الإشاعات
_جواد: لكنهم يقتلون الأبرياء باسم الدين
_حمزة: إنها مجرد إشاعات لا أساس لها من الصحة، بالعكس فهم يجعلون الجميع يعيش مكرما
_جواد: حسنا و ما شأني أنا؟ لماذا تخبرني بهذا الكلام؟
_حمزة: ألم ينتهي عملنا منذ فترة وعدنا إلى الشوارع للبحث عن عمل أخر
_جواد: نعم
_حمزة: هنالك مناصب عمل جيدة في النظام ستعود علينا بالمال و ستوفر لنا عيشة كريمة و سنخرج من هذا الفقر العفن و كل هذا سيكون بفضل النظام
بدأت الفكرة تعجب جواد و بدأ بالإقتناع بها، لكن ذلك الشعور الغريب بالخوف و عدم الطمأنينة ظل مسيطرا عليه و قد لاحظ حمزة ذلك فحاول بث الطمأنينة في قلبه، وأخبره بأنهم سوف يلتقون برجل ما وهو من سيخبرهم بتفاصيل أكثر و بعد ثلاثة أيام سيلتقيان في نفس هذا المقهى و نفس الوقت و من ثم سيذهبان إلى الرجل.