مُحتجزٌ في غُرفةٍ ضيقة مع أشخاصٍ لا أعرفهم - أخذَت الجدران بعَصرِنا في أحضانها أكثر حتى بدأتُ أسمع طقطقة عظام مَن حولي وفي الخلفية صوتٌ خفيضٌ لا يُفقَه ما هو.
كُلما صرخ أحدهم من الألم ارتفع الصوت الخافت في الخلفية قليلاً إلى أن بدأَت عظامي أنا بالطقطقة فأصبح الصوت في الخلفية أوضح .. هذا صوت منبه الساعة السادسة صباحاً !
استيقظتُ فزعاً من هذا الكابوس المُرعِب ونظرتُ إلى يميني ، كانت تنام هناك بسلام كالملائكة. هبطتُ بوجهي نحوها بهدوء واسترقتُ قُبلة خفيفة من خدِّها المُقابِل لي. أحياناً أتسائل ؛ إن كُنتُ أستيقِظُ من هذه الكوابيس ولا أجدُ أحداً بجواري .. اكنتُ سأشعر بالوحدة ؟ بالضعف رُبَّما ؟
مارستُ روتيني الصباحي من الاستحمام وإعداد الفطور لبيلا والطفلتين ثم إيقاظهم.
انتظرتُ الخُبز بالمحمصة لتسري قشعريرة على طول عمودي الفقري تفاجُؤاً بقُبلة ناعمة على مُؤخرة رأسي ، يبدو أنها استيقَظَت.
" راودَكَ ذلك الكابوس مُجدداً ؟ " همسَت بنعومة وهي تحتضنُ ظهري الواهن دونها بجواري.
لم أُجِب لتقول " لقد كانَت وسادتك مغطاة بالعرق كما يحدُث كُلّما راودَك ذلك الكابوس " ثم وضعَت يدها برفقٍ على رأسي وطبَعَت قُبلة طمأنة بجوار سابِقَتِها.
" لا أدري .. ما معنى ذلك الكابوس ولا لماذا يراودني ، أنا لا أحلم حتى في العادة " أقررتُ بما يدور في رأسي من أفكار.
" لربما الضغط ؟ أعني .. هذا أقرب ما يمكن تفسير ضغط جدران الغرفة في الكابوس به " قالت بعد أن أرخت رأسها على ظهري.
زفرتُ مُعلناً نهاية هذا الحوار وقد أخرجتُ الخُبزَ من المحمصة مُتمًّا الفطور وموقظاً الطفلتين. بعدَ إفطارٍ عائليٍّ دافئ كالمُعتاد وردَني اتِّصالٌ من المركز ، لمَ الاتصالُ قبل حضوري بنصف ساعة ؟
أجبتُ ليُقابِلَني صوت رئيس المركز " جوهن ، أريدك بمكتبي في أسرع وقت ، لقد وقع جاسوسنا بمشكلة " ثم أنهى المكالمة قبل سماع ردّي ، لقد قلتُ لهم منذ البداية أن إرسال ذلك الرّجُل كجاسوس ليست بالفكرة السديدة ؛ فرجالُ طبقة الأغنياء ليسوا مؤهلين للقيام بأي شيءٍ سوى التصرف كرجال من طبقة الأغنياء !
تناولتُ ما تبقى من طعامي بضيق وودعتُ بيلا قائلاً لها بأن عليها إيصال الفتاتين للمدرسة بنفسها كوني مستعجلاً.
في مكتب الرئيس كانت خيبة الأمل جليّةً على ملامحه ، " هذا الجاسوس هو أكثر شخصٍ سيِّء الحظ قابلته في حياتي ! "
رددتُ باستغراب - " تقصد أنه أفسد المهمة بسوء حظٍ منه لا سوء تصرُّف ؟ "
" لقد حدثَت جريمة قتلٍ في الحفلة التي حضرها الجاسوس وتم احتجازه هو والحضور مِن قِبَلِ المُضيف المجنون والذي قال لهم أنهم إن لم يعرفوا من القاتِل في غضون خمسةِ أيامٍ فسيقتلهم جميعاً وحسب " قال الرئيس ممسِكاً رأسه بإحباط.

أنت تقرأ
روليت روسي - Russian roulette
Mystery / Thrillerآنا ألعب الروليت الروسي دون علمي الآن ؟! A4 , C3