10

709 131 49
                                    

مصدوماً مُعلَّق البصر بجثمان الخادمة المسكينة - صرختُ بآڤنتين - " أعتقد أنني طلبتُ منك ألا تقتل أحداً ! "

" لن أسمح لأحدٍ بأن يخبرني كيف يفترض بي الانتقام لعزيزتي جيكاترينا ! " قال آڤنتين وهو يُعيدُ مُسدّسه من حيث أخرجه.

" لا داعٍ للانتقام ! ستتصرف الحكومة بتسليمك الفاعل لها ! " قُلتُ غاضباً.

" تصرّف الحكومة سيكمن في " سجن " القاتل ما بين ٦ إلى ١٥ عاماً ، هذا قليل في حق ما فعله بعزيزتي ! " قال آڤنتين مبرراً وجهة نظره الخاطئة للغاية.

" ا-ااهه ! فقط .. ف-فقط لا تقتل الم-مزيد من الأشخاص ! رجاءً ! أنت ت-تصعب الأمر علي ! " قُلت وقد تمكن غضبي مني ، لطالما كان من السهل السخرية مني عندما ينتابُني الغضب ؛ فعندها أبدأ بالتلعثم. ولكنني تخلّصتُ من هذه المشكلة عندما بلغتُ الثامنة عشرة ، من الغريب أن تعود الآن.

همهم السيد آڤنتين قائلاً أن العشاء سيُعَد قريباً وأن علي الاسترخاء ؛ فلو لا إرهاقي لما تمكن مني غضبي ، وبقدر ما أكره الاتفاق مع مخبولٍ مثله إلا أنه مُحق .. أحتاج إلى الراحة قليلاً ، ولكن ليس أمامي الكثير من الوقت ، بقي ثلاثة أيام قبل أن يُبيدنا هذا الأهطل وعليّ معرفة القاتل وكذلك إيجاد مخرج ! لربما تواطُئي مع أوليڤيرو ليس بالفكرة السيئة ؛ فأنا معتادٌ على التحقيق في مثل هذه القضايا برفقة فريق من المحققين والذي يتكفل كلٌ منهم بجهةٍ ما ، أما الآن فأنا وحدي لأحمل القضية كلها على عاتقي ! سيكون عليّ ترك أمر البحث عن مخرج لأوليڤيرو بينما سأتكفل أنا بالفاعل أو على الأقل شركاءه ، وسأكون شاكراً لو قرر حضرة الملك أوليڤيرو التواضُع قليلاً بإخباري بهوية القاتل أو التلميح لها على الأقل.

نزلتُ لقاعة الاحتفالات ماراً بجثمان تاليا على الدرج والذي تقزز الخدم من إزالته ، هذا القصر لا يحترم الموت ..

دخلتُ القاعة لأجد الحضور وهم يرتدون أحذيتهم الموزعة عليهم - بضيق ، وما أن لاحظوا دخولي حتى تمكنتُ من سماع بعض الشتائم المهموسة لأنفسهم ، يبدو أن طبقة النبلاء لا تُقدِّر صعوبة التحقيق.

تقدّمتُ نحو السيد أوليڤيرو الذي كان قد ارتدى حذاءه بالفعل بينما تجلس بجواره الآنسة إيڤا تحاول ربط حذاءها غريب الأطوار ، لا أفهم النساء وهوسهم بارتداء الأحذية معقدة التصماميم كهذه.

" توصّلتَ لهوية الفاعل ؟ " سأل السيد أوليڤيرو.

" لا أدري ، ولكن يبدو أن إحدى الخادمات كانت متواطئة بالأمر ، تلك التي نادتنا لتناول الغداء اليوم بعد وفاة تاليا " قُلت.

همهم السيد أوليڤيرو قبل أن يقول " لا عجب أن الآثار في مسرح الجريمة غير مخفية بشكلٍ جيد ؛ المسكينة كانت صغيرة البنية ، هزيلة ولا تكاد تتوقف عن الارتجاف "

روليت روسي - Russian rouletteحيث تعيش القصص. اكتشف الآن