9

709 133 70
                                    

بقيتُ صامتاً مُعلقاً بصري بالأرض أفكر في من عساه يكون الفاعل ليُقطع حبل أفكاري بقول إحدى الخادمات بصوتٍ مهزوز وعلامات رعب واضحة - " ا-الغداء ج-جاهز .. " يبدو أن المسكينة تشوهَت نفسياً مما رأت.

اجتمعنا في غرفة الطعام وقد كانت الأجواء كئيبة للغاية ، حتى السيد آڤنتين الذي كان يحاول جاهداً إخفاء حزنه على موت زوجته سابقاً - استسلم لحزنه وغضبه ليُظهِر هالة مرعبة من الكئابة حوله ، بالتأكيد لهو شعورٌ بشع أن تتلقى طعنة سكين ولكنها أبشع عندما يكون الطاعن هو شخصٌ لم تتوقع منه أن يرفع سكيناً نحوك أصلاً.

لم يمس بعض الحضور طعامهم بل لم ينظروا له حتى ، بينما تناول البعض الطعام بالإكراه ، وأخيراً هناك أوليڤيرو الذي يتناول طعامه كما لو أن شيئاً لم يحدث ، أريد معرفة ما يدور في رأسه وبشدة ! ما الذي يعرفه ويمده بكل هذا البرود والثقة ؟ لا يعقل أنه الجاسوس ، لا أريده أن يكون الجاسوس !

كان بإمكاني ملاحظة نظرات الاشمئزاز الملقاة نحو السيد أوليڤيرو من قِبل السيد آڤنتين ، هذا فقط يثبت لي أكثر أن لأوليڤيرو يداً في معرفة آڤنتين بشأن تاليا.

وأنا أضع إحدى اللقمات عديمة الطعم في فمي - صعقتني فكرة ، السيد أوليڤيرو دخل الحفلة بمسدس محشو ! كيف سُمِحَ له أن يدخل به ؟ وهل سُمِحَ لغيره بالدخول بأسلحتهم ؟ إن كان هو الوحيد الذي سُمِحَ له بأخذ سلاحه معه فهذا يعني أن أحدهم بالفعل يحاول إلصاق الجريمة به ، ويعني أيضاً أن الفاعل قد يكون أحد طاقم الخدم ! .. أو .. آڤنتين ؟ قبل الوصول إلى استنتاجاتٍ علي سؤال الحضور أولاً عن أسلحتهم ، سأفعل هذا بعد الغداء.

غادر السيد آڤنتين الغرفة بغضب بعد أن شَبِعَ تاركاً خلفه صحنه الشبه ممتلئ ليبدأ الحضور بالتسرب من الغرفة كالأموات.

" ما هي خطواتك التالية حضرة المحقق ؟ " قال السيد أوليڤيرو وهو يمسح شفتيه تاركاً صحنه يلمع.

" سأتجول بالأرجاء أسأل الحضور حول شيءٍ ما " قُلت مُظهراً ضيقي ، لم أعد أشعر بالراحة حول إقحامه في تحقيقاتي بعد الآن.

تركته ونظرات الاستغراب تعلو محياه لأبدأ بالتنقل بين الحضور أسألهم عن الأسلحة والتفتيش ، قابلني أغلبهم بالضيق والاستحقار ، أعتقد أنهم يلومونني على وفاة تاليا !

انتهى التساؤل بأن تعقد الأمر أكثر ؛ لم يتم التفتيش أصلاً وبالفعل بعض الحضور لديهم أسلحة دفاع عن النفس ، الآنسة ميلودي وحدها معها مسدس صاعق ، رذاذ فلفل ، سكين جيب وإنذار تحرش !

ما عقَّد الأمر حقاً هو أن السيد أوليڤيرو ليس الوحيد الذي يحمل مسدساً يطلق رصاصة بحجم ٦مم ؛ السير سليمان يحمل مسدس Guardian 25NAA ؛ أي أن استنتاج السيد أوليڤيرو بأن القاتل يحاول إلصاق التهمة به باستخدام مسدس يطلق رصاصة ٦مم - ليس دقيقاً ، خصوصاً وأن المسدس الذي استخدمه القاتل يستخدم قوة ضئيلة وهذه هي الحالة مع مسدس السير وكذلك الـ CZ92 الأصلي ، ولكن هنا تكمن المشكلة ؛ CZ92 السيد أوليڤيرو مُعدّل لتكون القوة خلف رصاصته أقوى ، أي أنه إن كان القاتل يحاول إلصاق التهمة بأحد فهذا الأحد هو السير سليمان.

روليت روسي - Russian rouletteحيث تعيش القصص. اكتشف الآن