الفصل الأول

15.2K 343 14
                                    

الفصل الاول

تدور عيناها للمرة التي لا تذكرها، محاولة استكشاف
مكان احتجازها مغلولة الذراعين خلفها، ومكممة الفم
وخصرها محاط بحبلٍ غليظ يُلصقها لصقًا بمقعدٍ من حديد!!
لينتهي الأمر عند قدميها المكبلةِ بذات الحبل. لتصير عاجزة تماما عن الحركة بشكلٍ كامل!!!

حركت عنقها لليمين لتطالع جارتها "سمر" المقيدة مثلها!! واخر شيء تذكره، عندما كانت تُعد عشاء بسيط في مطبخها بعد يوم عمل شاق!
نمى لسمعها أستغاثة تصدر من بيت الجارة، لتهرول إليها تطرق الباب بإصرار، خاصًا أنها أكيدة من وجودها بالدخل، فقد شاهدتها أثناء وقوفها في شرفتها تدخل حيز البناية، ولا يعقل أن تعود للخروج ثانيًا بهذا الوقت!!

ظلت مواصلة الطرق ولم تجد إستجابة، فاسرعت تحضر نسخة أخرى لمفتاح شقة سمر، التي اعطته لها تحسبا لأي ظرف طارق، وما أن عالجت المزلاج وعبرت داخل شقتها، حتى فوجئت بأحدهم يغرز نصل محقن في جانب عنقها ليتدفق بوريدها سائل ما..!!
وما هي إلا ثواني وفقدت الوعي هاوية أرضا واخر ما وقع بصرها عليه قبل إغمائتها، ذاك الظل القريب لجسد رجل لم تتبين ملامحه!
******************
أدي أخرتها، اتحولت من واحد محترم، لهجام وصاحب سوابق، وجبت مصيبتين في الشقة القديمة بتاعة والدك ووالدتك الله يرحمهم! وقاعد بارد ولا همك حاجة! أنت يابني مش قلت هتخطف البنت اللي خدعتك بس؟! جبت نصيبة تانية معاها ليه يا مروان؟! أنا لسه مش مستوعب أني وافقتك على كده اصلا!!

_ كفاية تقطيم بقى يا غسان، أنا مش بمزاجي عملت كده ، وبعدين أنا كنت خلاص خدرتها بعد ما روحت بيتها وأوهمتها إني عايز اتكلم معاها، ولسه هاخطفها من غير ما حد يحس! لقيت حد بيخبط على باب شقتها بإلحاح، وبعد دقايق لقيت الباب بيتفتح ، جريت استخبيت وراه، وأول ما دخلت واحدة وهي بتنادي عليها، غرزت حقنة مخدر تانية في رقبتها، وجبتها مع صاحبتها..!
ولا كنت اسيبها تصوت وتفضحنا.. ؟!

غسان بتهكم: لا أزاي، واهو زيادة المصيبة أتنين!
ربنا يستر ومايبقاش أخرنا زنزانة معفنة في طُرة!

مروان بنفاذ صبر:
خلاص كفاية ندب بقى، وأهي التانية جت لقضاها، تعالى نفوقهم من نومة أهل الكهف دي، ماكنتش حتة حقنة اللي تنيمهم ده كله.. بنات خرعة صحيح!

*******************

اقتحما سويا تلك الغرفة المحتجز فيها الفتاتين، فطالعهما وجه إحداهما وقد بدت مستيقظة تمامًا عكس الأخرى الغارقة في نومها..!

فهتف مروان بنظرة مرعبة ونبرة غليظة :
أنا هشيل اللذقة واخليكي تتكلمي، بس يمين بالله لو فتحتي بقك وصرختي، ما هرحمك، فاهمة؟!

طالعته بنظرة هادئة وخيل له أنها ترمقه بإمتعاض!!
تعجب داخله وبحث عن أي اثر للخوف بعيناها، فلم يجد سوى قوة غريبة على انثى بوضعها..!!

فاقترب منها مصوبًا من حدقتيه نظرة قاسية،
ونزع الشريط اللاصق من حول فمها بقسوة، فتآوهت بصوت خافت، ومنحته نظرة نارية هاتفة:

_براحة يا حرامي يا وقح!

أتسعت عين مروان بذهول لجرآتها، والتفت لغسان، فوجده يدير وجهه كاتمًا ضحكة تعافر للظهور!!

فعاد ببصره لتلك الخرقاء هاتفًا بغضب:
أنتي اتجننتي؟! أزاي تكلميني بالطريقة دي، مش خايفة أموتك؟!!

أجابت بشجاعة فاقمت دهشته: لا مش خايفة!!!
فاقترب أكثر محدقا بعيناها:
لازم تخافي لأني اقدر اعمل فيكي أي حاجة، وانتي لا حول ليكي ولا قوة.. افهمي وضعك وبلاش غباء.
قالت بصوتٍ هاديء مشبع بثقة أبهرته:
أنا فاهمة كويس وضعي، أنت مش هتعملي غير المكتوب عليه، وأنا مسلمة امري لله وواثقة أنه هيحفظني منك!!!

تحير كثيرًا من تلك المتنمرة!
لم يصادف أنثى بمثل جسارتها وشجعاتها.. فتاة أخرى كانت ستزرف أنهار من الدموع متوسلةً إليه بتركها.. أما تلك تناطحه الكلمة بعشرة، ولا تهابه!!
افاق من شروده على همهمة خافتة من صديقه:
_مروان، تعالى برة عايزك!!
**********************

أنا غبي عشان ساعدتك.. ادينا خاطفين اتنين منهم واحدة شكلها هتجيب اجلنا وتدخلنا ابو زعبل!!

مروان: يعني كنت عايزني اتختم على قفايا واسكت؟؟ بعد ما الكلب شاهين اخد المعرض بتاعي بخدعة؟! اسمع يا غسان لو ندمان، ابعد أنت خالص وانا لوحدي هتصرف واجيب حقي، وبأي طريقة هرجعه!

غسان بعد أن استعاد تعاطفه معه صديقه:

يابني افهمني الخطوة غلط، كان لازم تلجأ للقانون يامروان وهو يرجع حقك..!

أجاب: القانون لا يحمي المغفلين يا غسان.. الزفتة اللي جوه دي ضحكت عليا وفهمتني إنها ظروفها صعبة ومحتاجة شغل، وانا خليتها المسؤلة عن حسابات معرض السيارات بمرتب محترم، أنما هي غدرت بيا ولعبتها صح، فضلت عايشة دور الشرف والأمانة لحد ما اطمنتلها، وخلتني امضي على ورق كتير وأنا مشغول في مكالمة مع عميل، واتاريها حطيت وسط الورق عقد بيع المعرض كمان!!

يعني الإمضى بتاعتي، هبلغ البوليس واقولهم معلش اصل ضحكوا عليا وانا رجعت في كلامي وعايز معرضي؟؟؟؟

تحير غسان امام منطق صديقه، هو محق، لن ينصفه القانون.. ولا يحق له الاعتراض إن صنع مروان قانونه الخاص حتى يسترد حقه المسلوب!!

اقترب منه وربت على كتفه هاتفا:
عندك حق يمكن دي الطريقة الوحيدة اللي هتاخد بيها حقك.. بس اللي مش هسمحلك بيه إنك تتحول مجرم وتأذي حد في البنتين دول.. فاهم؟! ساعتها انا اللي هقف في وشك!

قال متعجبا:
أأذي مين يابني.. انت مش شايف البت اللي جوة عاملة ازاي.. دي مش مقدرة انها مخطوفة، وأول ما شلت عنها اللاذقة شتمتني!!!!

انفجر غسان ضاحكًا بعد أن أعاد عقله مظهرها و ردها عليه منذ قليل! وصفق بكفيه هاتفًا من بين ضحكاته:

_ انا مسكت نفسي جوه بالعافية.. دي شوية وكانت هتتف في وشك 😂

مروان بحنق: ماشي اتريق براحتك.. ماهو مش انت اللي اتهزأت من بت ماتجيش طول دراعك!!

الجرم الأكبر " كامل"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن