فارس: حكاية أيه ياماما؟
والدته " صفاء": البنت بتاعة النادي، اللي اسمها سمر!
صمت برهة ينتقي الكلمات التي تعبر عما يريده:
بكل صراحة ووضوح ،البنت دي عجباني يا أمي وشاغلة تفكيري بشكل كبير، لدرجة إني سألت عنها عشان اعرفها أكتر!
_ وعرفت عنها أيه ومن عيلة مين؟
_ بنت بسيطة. جدا من وسط متواضع مالهاش غير اخوها حاتم الصغير..! والدها والدتها متوفين، ومافيش اهل تاني ليها..!
_ واضح من اللي حكيته يافارس إن مافيش أي تكافؤ اجتماعي بينكم، ولا عيلة معروفة ولا حالة مادية توازي حالتنا.. أيه اللي يلفت نظرك في بنت زي دي. وتسيب كل بنات طبقتنا اللي بتمنوا تشاور بس ليهم وخصوصا ميار اللي هتموت عليك، ومن مستوانا ونفس حالتنا الاجتماعية!_ أهي ميار دي بالذات اكتر واحدة خلتني انجذب لسمر.. عكسها في كل حاجة، ميار بنت فاضية من جواها وتافهه ومتكبرة ومغرورة، إنما سمر مكافحة وعارفة قيمة الحياة وفاهمة الدنيا وشايلة. مسؤلية اخوها وعزيزة النفس وتقيلة ورزينة مش خفيفة زي غيرها.. وبعدين موضوع العيلة والكلام ده بقى قديم، أنا اللي هرفعها لمستوايا،ة يا ماما، ومش محتاج تكون غنية ، يكفيني انها مؤدبة وجميلة جمال هادي حبيته.. وهي بس اللي لفتت انتباهي، شوفتي بقى مميزاتها عن غيرها.. ؟!
بدا عليها عدم الاقتناع وبوادر الرفض تلوح بتعابير وجهها، وقبل أن تتفوه بكلمة، قاطعها فارس:
ماما لاحظي إن اللي المفروض يرتاح ويوافق ويقتنع بسمر، هو أنا مش حضرتك.. أنا اللي هتجوز وهعيش معاها، ولا عشان ارضيكي اتجوز واحدة مش عايزها ومش حاببها وتشيلي انتي ذنب تعاستي طول العمر؟
افزعها مجرد التصور أن تكون سببًا في تعاسة ولدها وقرة عينيها فارس، ربما حقًا تبالغ في أمر الفتاة، أن كانت على خلق فهذا يكفي، وستتغاضي عن أي شيء.. في سبيل إسعاد فارس!
_____________________________
هات التليفون من عندك يا حاتم عشان ايدي مش فاضية! أحضره الصغير وبدأ المكالمة وفَعلَ خاصية" الاسبيكر" لأنغماس كفيها بالطحين والماء، وهتفت:
السلام عليكم يامريم أخبارك أيه؟
_ الحمد لله حبيبتي كله تمام.. في صدى صوت ليه، أنتي فين؟
_ لا أنا في المطبخ وحاتم فتح "الاسبيكر" عشان ايدي مليانا عجين!
مريم بتلذذ: واااااو أنتي بتعرفي تخبزي معجنات؟!!
سمر بفخر: أنا أستاذة يابنتي وفكرت مرة اعمل مشروع معجنات ويبقي شغل ليا..!
_ لا ده أنا هستغلك بقى، وهطلب منك طلبين مش طلب!
_ انتي تؤمري يا روما..!
_ تسلمي حبيبتي.. اولا تعملي حسابي بكرة في اللي هتعمليه ده مهما كان نوعه لازم ادوقه..!
سمر بدهشة: بس بكرة مش الجمعة هقابلك ازاي، أنا باجي النادي بس في أجازتي يامريم!_ ماهو ده طلبي التاني.. عايزة اقابلك في النادي ضروري ياسمر في حاجة مهمة جدا ومش هينفع تتأجل للجمعة!
تمتمت بتردد: بس يامريم انا بكون في شغلي، وبعدها بعدي اجيب حاتم من مدرسته وبيبقي الليل دخل وانا بفضل اكون في البيت عشان مذاكرته و……… ..
مريم مقاطعة: حاولي تستأذني في نص النهار وترجعي تاني وأنا هوصلك بنفسي ماتقلقيش"
_ بس… ..
_ بقولك محتاجاكي ياسمر، هتكسفيني؟!
هزت رأسها بأستسلام: لا يامريم مش هكسفك، خلاص ياقمر بكره هستأذن بعد الظهر كده في البريك، وهاجيلك اخطف ساعة معاكي وارجع تاني
وواصلت لتطمئن: بس هو مش خير يعني؟
_ خير بأذن الله.. يلا هسيبك لمعجناتك واوعي تنسي نصيبي بكره.. بوسي حاتم.. يلا باي!
………………………
أستأذنت باليوم التالي من مروان، وذهبت للقاء مريم كما اتفقا، وجلست تنتظر قدومها.. وراحت تتصفح هاتفها وأثناء انشغالها، عبر صوت " النادل" لأذنيها يقول: تؤمري بحاجة يافندم؟
همت برفع عيناها عن الهاتف والرد عليه بالرفض لحين قدوم صديقتها، فقاطعها صوت أخر انبعث من خلفها: اتنين ليمون بالنعناع لو سمحت!
أنت تقرأ
الجرم الأكبر " كامل"
Mystery / Thrillerمغامرة غير محسوبة كشفت للجميع طرقٍ جديدة لم يسلكوها يومًا وأزاحت الستار عن خفايا طُمست لأعوام بعيدة مغامرة بدأت بجرم كبير وانتهت بعشق أكبر..!