نهض من نومه الطويل .. لم يكن يرى لكن الضجيج ايقضه ، سمع الهتاف باسمه ، فنهض مستفسرا ...
لم الحشد خارجا يناديني ، هل هناك خطب ...
يزداد الصراخ ... يا علي باعوها .. يا علي ...
ما الجديد في قضيتهم يا ترى؟ ...
يزداد نحيبهم في الخارج ، صراخ اطفال و رجال باسمي ... اقشعر بدني ، لا اعلم كم لبثت هل يوم ام مئة عام ، لكني ايقنت اني لم انمحي من التاريخ ، اني مسجل في رقعة ما من الكتاب العريق ، كتاب وطني الغالي ، انا هنا ، و هم هناك يجلبون سيرتي ...
يا علي باعوا لبلاد يا علي ...
كنت بينهم في اول تظاهر ، تسربت روحي و روح الشهداء معي ، احطناهم بهالة من الامان ، و بثينا في قلوبهم القوة و الشجاعة ... كنا بينهم كلنا فخر بما انجبت البلد بعدنا .. بما بقي في البلد بعد رحيلنا ...
يا علي باعوها يا علي !! خرجت الاغاثة من القلب ، رق قلبي انا الاخر ، شعرتني اب اشاهد ابنائي يبكون و يصرخون ... لكني عاجز هنا .. فقد انتهى عهدي ، وصلني صوتكم فما ينبع من القلب يتعدى الحدود ... و انا هنا فخور بكم يا رجال الجزائر ... انا هنا فرح و كلي امل بنهاية كتلك التي خلفناها لا يهمني ما اتى بعدها ... فما اعلمه انه بعد الحرب حصدنا استقلالنا ، و ما آمله فيكم انكم بعد حربكم تحققوا هدفكم ، بلد احسن و حياة افضل اتمناها لكم ... صدقوني انا هنا و قلبي معكم ... يا علي باعوها يا علي !!! كونوا شعبا واحدا ، فالجزائر ليست هي لولا صحرائها و جبالها و ساحلها ليست هي لولا الابيض و الاسمر و الاسود الذي فيها ، الجزائر تبدأ الفوق و تنتهي هناك في الاسفل و ما بين النقطتين كله واحد لن ينجح ان انقسم و لن يقوى ان اختلف
مهما تطلب الامر ، ضحوا بالنفس و النفيس من اجل الوطن كما ضحيت و اخوتي ... صونوا الامانة التي تركناها لكم ، فذلك الامان الذي انا مؤمن انكم وصلتم اليه بفضل الله و الشهداء لم يكن سهلا الوصول اليه .. فكم من روح انفجرت و كم من روح انفطرت و كم من روح تعذبت ، كم من عائلة تشردت و تيتمت ، لكن حب الوطن تملكنا و غلب حب النفس و العائلة ، اعلم انكم ورثتم هذه الخصال منا ، و اعلم ان دمكم حام ، لا تستسلموا فلكل بداية نهاية ، حققوا الامان و ابحثوا عنه في كل الثغر عله فر او اختبأ ربما خاف او عجز !!!
