شتـات | 𝒹𝒾𝒶𝓈𝓅𝑜𝓇𝒶

١٢:٠٦

الخميس ١٢:٠٨ .
منتصف الليل .
كنتُ أراسل أصدقائي كعادتي لتضييع الوقت حتى أنام .
لكن مع ذلك لم انَم تلك الليلة .
لاحظتُ أَنِّي افتقد شيئًا ما . أو شخصًا ما .
لاحظتُ أن أحد أصدقائي لم يرُد على رسالتي التي ارسلتها له منذ أسبوع .
في البداية ظننت انه ربما حصل شيء لهاتفه أو ما شابه .
لكن علمتُ أنه كان يحاول الانتحار طيلة تلك الفترة .
رايان، لديه بعض الظروف العائلية التي تزعجه ، أو لنقُل أفسدت حياته .
والداه انفصلا ، والده تزوج من إمرأة شريرة ، و والدته تحب شخصًا ما .
هو أخبرني ذات مرة، أنه إن تزوجت والدته من ذلك الشخص، قد يضيع مستقبله هو و إخوته.
عندما أخبرني بذلك رأيت عيناه، كانتا حزينتان و تحملان همًّا ثقيلًا ، بعدها رأيت دموعًا.
في تلك اللحظة لم أستطع منع نفسي ، وبدأت بالبكاء.
هو ظن أني أشفق عليه ، لذا غَضِب كثيرًا.
كنت أريد جعله يفهم ، كيف أشعر.
هو يظن ان حياتي مثالية، خالية من العيوب ، و انني أعيش بسعادة .
اردت إخباره بكم الألم الذي بداخلي ، لكن في ذلك الوقت ، كنت ضائعًا .
لم أكن اعرف أي شيء عن حزني.
نسيت كل شيء ، نسيته تمامًا .
لذا مهما حاولت جعله يعرف ما يؤلمني ، لن أنجح .
لكن مازلت أفكر، بأنه مازال يظنني مجرد طفل لا يفهم أي شيء .
لكني أفهم ، أفهم كيف يشعر.
أرسلت له الكثير من الرسائل، أسأله فيها عن سبب غيابه الطويل.
تحدثت مع جميع زملائي و أصدقائي الذين املك أرقامهم .
بعضهم لم يهتم . لكن أغلبهم بدأ بالخوف من أن مكروهًا أصابه .
بدأوا بالاتصال به اكثر من مرة ، ارسلوا له الكثير من الرسائل .
مع ذلك لم يرُد.
دعوت أن يكون بخير. لم استطِع تخيل أن يتأذى بينما لا أستطيع فعل شيء لمساعدته .

١:٤٦ .
لقد ردَّ على رسائلي.
يبدو حزينًا .
كان يستمر بقول أنه بخير، مع ذلك لم أصدقه .
بدأت بالبكاء، لم أستطِع إيقاف نفسي.
قد تضحكون على هذا ، فتى في ال ١٦ يبكي ؟!
لكن لا يهمني، انا فقط لا أستطيع تحمل أن يتأذى الأشخاص من حولي.
ما يشعرني بالأمان هو كون جميع من حولي ممن أحب ، بخير و يبتسمون .
بالطبع ابتسامة حقيقية ، اكره المزيفة منها .
اكره عندما يبتسم شخص مهم بالنسبة لي ابتسامة مزيفة.
لانه حينها لن اعرف إن كان بخير أم لا .
و حينها لن استطيع المساعدة ، وسأكره نفسي اكثر.
و قد اجرحه دون ان اعرف اني فعلت ذلك ، مما يزيد كرهي لنفسي .
قال أنه كان يحاول الموت .