الفصل الثالث

4.4K 165 6
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
لا تدع القراءة تلهيك عن الصلاة
الفصل الثالث
🎀🎀🎀🎀🎀🎀🎀🎀🎀🎀
دلفت "سابين" الى داخل شقتها بعد ان ادخلت الرقم السري الخاص بها وما ان اغلقت الباب حتى بدأت تتخلص من حذائها تلاه المعطف الخاص بها وقبل ان تتجه الى غرفتها سمعت صوت هاتف المنزل فتركت المجيب الالي يجيبه وخلال ثواني تعالى صوت انثوي على الهاتف وكان يقول مؤنبا

الصوت: حقاً سابين ستتركينني على المجيب الالي ،انا اعلم انك بالشقة الان وهاتفتك لاخبرك ان شقيقك مازال يبحث عنك ولكني لم اخبره اين انتِ فأنتِ تعلمين لماذا يريدك؟ والان هاتفيني عندما تستمعين الى الرساله على الرغم من انني اعلم انك تستمعين لها الان

ابتسمت "سابين" وهي تدعو المتصلة بالحمقاء ودلفت الى غرفة نومها وتكمل خلع ملابسها لتتجه مباشرة الى دورة المياه وبعض لحظات خرجت منه وارتدت منامتها لتحصل على بعض النوم وما تن وضعت رأسها على الوسادة حتى تذكرت الرجال الثلاثة وما فعلته معهم ورؤسهم التي تناثرت اجزائها ملطخة كل ما حولهم فضمت ساقيها الى صدرها وبكت بقوة وهي تضع كفيها على اذنيها لعل صوت الضحكات التي تسمعها حولها تتوقف ،اخذت تتقلب على الفراش وهي تبكي بقوة والصور تتوالى في رأسها ولعنت عدم تناولها لدوائها ولكنها تخشى ان تذهب للطبيب فيعلم شقيقها اين هي واذا فعل سيقتلها .
توقف جسدها فجأة عن الحركة وارتسمت ابتسامة واسعة على وجهها وهي تعتدل وتنظر الى باب شرفتها ، هبطت من الفراش وسارت ببطء الى النافذه وهي تشعر انها تتجه الى الراحة التي تستحقها ،فتحت الشرفة وهي تدندن اغنية علقت بعقلها كانت تسمتع اليها عندما يقوم شقيقها بأعماله في القبو وكانت تدعى لحن الموت وقامت بتحرير ربطة شعرها وقامت بالصعود على حافة الشرفة ونظرت الى الاسفل بأبتسامة واغمضت عينيها وقفزت
🎀🎀🎀🎀🎀
تأفف "ماكسيم" للمرة التي لا يعلم عددها وهو يتحدث مع مدبرة قصره فقد كان موعد عودتهوالى القصر يجب ان يكون منذ سهرين كاملين ولكن الى الان الترتيبات لم تنتهي بسبب ان القصر قديم من القصور التاريخية قد ورثه عن والده وهناك الكثير من الغرف التي لم تجهز بعد وكثيراً من الحطام الذي لم يقوموا بأزالته ،اغلق الهاتف وهو يستمع لوعودها بأن يقوموا بأنهاء كافة الترميمات بحلول نهاية الشهر ،اتجه الى الشرفة وهو يفكر ان بعض الهواء النقي سيفيده كثيراً وما ان اصبح بالشرفة حتى استمع الى صوت بكاء صادر من غرفة "سابين" الملتصقة بغرفته بسبب تصميم المبنى السكني فأنحنى بكامل جسده على الحائط الفاصل بينهم لعله يتمكن من رؤية اي شيء ولكنه لم يفلح في ذلك وفجأة توقف البكاء وسمع صوت تحركات تقارب منه وراقبها وهي تخرج الى الشرفة ولكنها كانت تبدوا غريبة نوعاً ما فقد كانت تبتسم بصورة هيسترية وكأنها لا تراه على الرغم من ان منتصف جسده بداخل شرفتها  وما ان اقتربت من حافة الشرفة حتى صعدت فوقه بأستخدام المقعد الموجود في الشرفة فعلم ما ستفعله وحاول امساكها ولكنها قفزت ،لعن بصوت مرتفع وهو يتشبث بذراعها الذي تمكن من الوصول اليه قبل ان تقفز وقام بأستخدام كل قوته لرفعها الى الاعلى فقد كانت لا تقاومه وما ان تمكن من رفعها حتى سقط بها ارضاً للخلف وتأوه من الم ظهره الذي اصطدم بأرض الشرفة بقوة وقام بوضعها على الارض بجانبه ولكنه وجدها فاقدة للوعي جلس على الارض وهو يتنفس بعمق فقد كانت على وشك القفز من شرفة بالدور الحادي عشر دون ان تهتم وها هي الان فاقدة للوعي بداخل شرفته ،حملها بهدوء ودلف الى الدلخل ليضعها على فراشه ويجلس بجوارها ليتأملها قليلاً ثم وقف وقام بحمل المقعد ليضعه امام باب السرفة من الداخل وجلس عليه حتى لا تتمكن من الوصول الى الغرفة اذا ارادت الانتحار مرة اخرى ،حاول تهدئة انفاسه فما حدث الان لم يكن بالحسبان ابداً
🎀🎀🎀🎀🎀
في الصباح
فتحت "سابين" عينيها ونظرت حولها بتشوش لعدة ثواني قبل ان تتذكر ما حدث بالامس فأعتدلت على الفراش وهي ترى الرجل الذي يجلس على المقعد ويقوم بمراقبتها ،تذكرت انها قد رأته سابقاً في المصعد وفي المقهى الخاص بها ،هبطت من الفراش وكانت تريد الخروج دون ان يوجه اليها اي حديث ولكن خاب املها عندما سمعته يقول بهدوء

ماكسيم: هل لي ان اعلم ما الذي دفعك للالقاء بنفسك من الشرفة؟

نظرت "سابين" حولها بتوتر فهي بالطبع لن تخبره انها مصابة بأنفصام الشخصية والجسد الذي امامه الان يتحكم به ثلاثة شخصيات وليست شخصية واحده  ،تنفست بعمق وقررت تجاهل سؤاله واتجهت الى باب العرفة ولكن قبل ان تصل الى المقبص قبض "ماكسيم" على ذراعها وهو يقول بغضب

ماكسيم: لم تجيبي على سؤالي لترحلي

اغمضت "سابين" عينيها بغضب ثم فتحتها وهي تدفعه بقوة الى الخلف وتقول بصراخ

سابين: هل جننت؟ كيف تجذب ذراعي بتلك الطريقة الهمجية؟
ماكسيم: بندم: انا اسف ولكن على الاقل اجيبي تساؤلي قبل ان ترحلي ،لقد قمت بأنقاذك واظن ان اخباري سبب محاولتك للانتحار هو رد فعل بسيط لما فعلته
سابين: بغضب: ليتك تركتني اسقط ،ليتك فعلت

انهت "سابين" حديثها واتجهت الى خارج الغرفة ثم الى خارج الشقة بأكملها واتجهت الى شقتها وما ان اصبحت بالداخل حتى بكت بقوة فحالتها اصبحت اسوء من قبل على الرغم من انها قد مر وقت طويل منذ ان ظهرت شخصياتها الى العلن ،لعنت ما حدث بالمقهى فلابد ان الغضب الذي شعرت به هو ما اخرج "سلاي" التي قتلت الرجال الثلاثة و "ساي" التي تريد دائماً الانتحار؟
هي تعلم انها تحمل دائماً سلاح ناري من اجل "سلاي" فهي اقوى من شخصيتها الحقيقة ولا تتركها مثل "ساي" وتظهر في وقت الحزن ،لا انها دائماً معها تسخر من ضعفها وبكائها وتتحكم في افعالها قبل حتى ان تظهر هلى السطح
🎀🎀🎀🎀🎀
قص "ماكسيم" ما حدث على صديقيه وكانوا بستمعون له بأهتمام وما ان انتهى حتى تحدث "يوري" قائلاً

يوري: وما هو سبب اهتمامك بها ماكسيم؟ ،فلتقفز وتموت
الكسندر: اعتقد ان شيطان على حق ،يبدوا انها تحمل لغزاً بداخل حياتها  ولا شأن لك به
ماكسيم: انتم على حق ولكن تلك الفتاة تبدو ضعيفة للغاية وما ان تنظر اليها تشعر انه من واجبك ان تقوم بحمايتها

اقترب "يوري" منه وقام بالتربيت على كتفه وهو يقول بتفهم

يوري: انا افهم ما تقصده فقد شعرت بذلك منذ ان رأيت اماليا للمرة الاولى ولكن الامر الان مختلف
ماكسيم: وما هو الاختلاف الذي بينهم؟
يوري: اماليا كانت طفلة اما سابين تلك يبدوا ان قصتها غامضة للغاية فكيف تضرب اولئك الرجال بتلك الشراسة وكيف تحاول الانتحار بتلك البساطة
الكسندر: شيطان محق تلك الفتاة لغز كبير ومن الافضل ان تبتعد عنها ماكسيم قبل ان يحدث ما لا تريد حدوثه

حرك "ماكسيم" رأسه فهو يعلم ان اصدقاءه على حق في ما يقولونه ولكن هناك شيء ما يرغمه على التفكير في تلك الفتاة وفي السبب وراء ما تفعله
🎀🎀🎀🎀🎀🎀🎀🎀🎀🎀
#جوي

حطام ملاك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن