قـبلك لـم يكُـن لـي في الحـياة سـوى أمـي

69 7 4
                                    

ارسلت له رسالة اخبرته بأنني سأسافر غدا في الصباح الباكر كان يريد بعض التفاصيل عن حياتي لكنني اخبرته انه يجب علي ان انام كي استيقظ مبكراً وايضا إنني اريد أن استمتع في ليلتي الاخيرة بمنزل عمي لأطول وقت ممكن ، في اليوم التالي تمام الساعة الخامسة صباحاً أتت السيارة الى بيت عمي كي نعود للمنزل وفي أثناء الطريق  عدت الى التامل واستنشق هوا بغداد وافكر بمرض امي والكاتب اخذت افكر طوال الطريق نام الجميع امي واخواتي
واخيراً وصلنا بعد ان قطعنا طريقاً طويلاً
دخلنا الى منزلنا وجدنا نصف اغراض المنزل قد سرقت تفاجأت امي بما حصل ومن يقف خلف كل هذا!!
حاولت أن أخفف عن امي ولكنني لم  استطع فلقد تعبت أمي كثيراً من اجل ان يكون لنا منزل مستقل يحتوينا بعد ان تزوج ابي بـ امراة أخرى قبل اربعة عشر عاما لكون امي لم تنجب له ذكر نحن خمسة بنات جميع اقاربي ينادون امي دائما ب (ام البنات) هذا اللقب وحده كان يؤلمها حاولت قدر الامكان ان اخفف عنها الكثير من الاوجاع وبفضل الله استطعت ان اكون صديقتها واختها كوني الفتاة الكبرى ولا احد لها من بعدي  كلفني هذا الامر كثيراً ،
اضطررت الى ترك الدراسة عاماً كي اساعد امي واكون الى جانبها احتوتنا امي بكل ما اوتيت به من قوة وصبر وحب وحنان وفرت لنا جميع ما نحتاجه اهل ابي كانوا لا يودوا لنا الخير ماعدا عمي ابا يونس يحبنا كثيرا ويتفقد احوالنا ونحن كذلك نحبه كثيراً فقد عوضنا عن نقص وفراغ كبير في حياتنا رغم المسافات التي بيننا  لكنه كان يختصرها بسؤال وبمفاجاة كم احبك يا عمي واتمنى ان يمد الله بعمرك.
زوجة ابي تبغضنا وتمنع ابي ان يكون بقربنا يغيب ابي عنا كثيراً تارة يخبرنا انه مسافر وتارةاخرى يقول مشغول كان يتحجج بالعمل ومشاغل الحياة وكأننا لا نعني شيئا له ولايهتم لأمرنا،أخرجنا من حياته كانت حياته لزوجته وابنه الوحيد محمد. لطالما أفتعل ابي المشاكل وصنع  الحجج لان البنات لن يساعدوه مستقبلاً  اذكر ذات مرة وانا في سن الثامنة  من عمري طلب من امي ان تجلب لـ الماء كان  مزاجه في ذلك الوقت متعكر بعض الشي احضرت امي له كأس الماء  واذا به يضربها به كانت حجته ان الماء حار دخلت امي المستشفى وقاموا بتضميد الجرح لان الاصابة كانت طفيفة،تصاعدت وتيرة الخلافات في بيتنا وحجج ابي الذي لم تنتهي بعد مرور شهر سمعنا ان ابي تزوج من فتاة تقرب له تلقينا الخبر بصدمة وقعت امي وعلى اثرها اصابها مرض السكري انقطعت اخبار ابي كنا نتصل به مرارا وتكرارا ولكن لا يجيب امي تنوح وتبكي كل يوم ربما نصيبها من الحياة ان تكافح من اجل البقاء صبرت كثيراً من اجلنا كي نعيش بسعادة وتقلبت موازين الحياة عادت امي الى وظيفتها التي تركتها بسبب ابي كونه يرفض ان تكون زوجته عاملة او موظفة تغيرت احوالنا  كانت تحاول أن تخفيف ألامنا واوجاعنا فعلاً صدق من قال( ان البيوت تبنى على صبر النساء) مرت سنين ولا نعرف عن ابي شيئا بعضهم  كانوا يقولوا انه سافرا خارج البلد.

لا بد من فراقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن