هل سمعتـم من قبل بتدبير القدر ؟!!
القدر يشبه كتابًا مغلقًا تظن بأنكَ تملكه.. لكنكَ و ما إن تضع يدكَ عليه عازمًا على فتحه تجده مغلقًا بإحكام بمفتاح مفقود..
ربما في ثنايا عقلكَ تشعر بأن ذلكَ المفتاح وقع بين يديكَ ذات يوم ثم اختفى بدون أن يلفت انتباهك..لكنه يبقى محض شعور عابر..
ثم تضطر بعدها للإحتفاظ بالكتاب..و تقبل حقيقة أن ما بداخله سيبقى بداخله..حتى و لو كانت حياتكَ نفسها مرهونة به !..
هنا عاشت...وسط تلكَ المزرعة ذات الطابع الهادئ و المريح للعين و القلب..بذلكَ المرج الذي يحتضن حوض أزهار مشرقة..
و الأهم من كل ذلكَ كان...الاصطبل الكبير الذي يتوسط ساحة أكبر منه لطالما كانت تحِب أن تلجأَ إليها لتأخذ جولة على ظهر حصانها الأبيض - أبيض - !
المزرعة التـي تضم قصر والدها رفيع الطراز..لم ترَ بجماله يومًا..كما لن ترى !
فهذا القصر ليس عاديًا..ما يميزه هو أنه يضم بداخله كل ذكريات طفولتها الجميلة...الجميلة جدًا !!
" سارة فؤاد الغالي "
عاشت حياة شديدة الرفاهية..بمكانة مميزة تحسدها عليها كل فتيات جيلها..مكانة لم تصنعها بنفسِها لنفسها..بل وجدت نفسها عليها..
كما يقال " ولدت و في فمها ملعقة من ذهب " !
فقد كان والدها من أغنى أغنياء البلد..و هي كانت مدللته الصغيرة..أو ربما الكبيرة !! فأختها سيلين تقاسمت معها نفس المكانة و رفاهية الحياة..
مكانتها المرموقة لم تجعل منها إنسانة متكبرة..بل على العكس تمامًا..كل شخص عرفها أحبها..
و كل من سيعرفهاسيقع لها دون تردُّد !!
اليوم تعود سارة لقصرها الحبيب بعد طول غياب..فقد كانت تدرس في العاصمة..كانت قد درست أولى سنوات دراستها هنا..لكنها فضلت أن تتم الأخيرة منها هناك..
و بالفعل هذا ما حدث..
الآن تجد نفسها و قد أصبحت " دكتورة نفسية " لها صداها و اسمها في العاصمة..كما تمنت دومًا أن تكون !..
توقفت بسيارتها الفاخرة بعد أن وصلت إلى وجهتها..لتفتح الباب و تطرق الأرض المصقولة بكعبِ حذائها الرفيع الذي زادها طولًا فوق طولها الفاره..
راقبت عيناها من تحتِ نظاراتها الشمسية الحارس و هو يقترب بسرعة لينزل حقائبها هاتفًا بأجمل كلماتِ الترحيب التي لم تنتبه لها لشدة اشتياقها لمنزلها..
فكان أن اكتفت بايماءة صغيرة مع ابتسامة هادئة و هي ترفع النظارات إلى أعلى شعرها البني في أفتح درجاته..قبل أن تقترب من الباب الداخلي للمنزل الذي كان مفتوحًا على مصراعيه كما العادة..
أنت تقرأ
حتى آخر رمق !
Short Storyو عندما نظرت إلى عينيكِ..في تلكَ اللحظة بالذات.. أدركت بأنكِ تخصّينني و هذا ما لن أستطيع لا أنا و لا أنتِ نكرانه..لقد كنتِ من الجمال بحيث فقدت كل قدرتي على الكلام و بقيت هائماً بكِ..أحاول أن أشبع اشتياقـاً دام لسنواتٍ دون أن أرى ملامحكِ الحبيبة التي...