هل تكون الأيـام دائمًا كفيلة بإنهاء كل شكوكنا التي لم تنبني إلّا على منطق و واقع ؟!! أم أن الحُب وحده من يمنحنا وهمًا ورديًا يصور لنا كل العالم بالطريقة التي نتمناها نحن !!
تتوالى الأيام تباعًا و تتوالى معها مخاوفها المُبطنة كلما شعرت بقوتها تتخاذل تحت وطأة دفئه الكاسح و اهتمامه المميز..
إن ذلكَ الشخص الذي قابلته بعد سنوات..و الذي يتوافد إلى منزلها كل يوم ليس نفس الشخص الذي كانت تعرفه في الماضي !
إنها رغمًا عنها مهما تسلحت بذكاءٍ و حذر لا حدود له تجد نفسها تنجذب لتياره ببطءٍ..ليس شديدًا لكنه مهلك و قاهر..إنها تكاد أن لا تعرف نفسها..لقد كانت تظن بأنها تعودت على الحياة بدونه..
كانت تظن بأنها تجاوزت حدود حبه و ما ينشئه بداخلها من ضعف!
لكنها لا تجد نفسها إلا تقترب منه كل يوم خطوة جديدة لا تملكُ أمر التراجع عنها..أحاديثه مع أبيها..ابتسامته الهادئة الرصينة بشكل مبالغ به..نظراته الحانية و الشديدة التفهم و العشق لها..
صوته الرخيم الذي فقد جنون الماضي و اكتسب بحة مغرية..
و كأن كل ذلكَ لا يكفي..فما إن تلتفت من حولها لا تسمع إلّا المديح عنه..سواء من خفقات قلبها التي تكاد أن تقودها إلى الجنون..أو من والدها الذي كان يبدو في أوج السعادة التي تمناها طويلًا..
لطالما كانت تشعر بأن والدها رغم كل جفاءه الماضي و قسوته و غضبه من جاد..و رفضه لعلاقتهما..يكن مشاعرًا عائلية حقيقية نحوه..فهو في النهاية ابن أخته العزيزة..تلكَ التي رأته يذرف الدموع المكتومة حسرة على رحيلها..
حتى علاقته بسيلين تحسنت كثيرًا مقارنة بما سبق..هي فقط من كانت تبدو متباعدة عنهم في هذه الأجواء..أحيانًا تشعر بأنها هي الشخص الغريب هنا لا هو !
و مع ذلكَ لا تنكر بأنها أحبت هذا الدفء العائلي الذي غلف منزلها الدافء أساسًا بعد عودته..و لا تنكر بأنها في داخلها عميقًا كانت قد بدأت تميل إلى رغبة الإستسلام !
تتمنى أن يكون ما تعيشه حقيقي..أن تكون همساته و ابتساماته و نظراته صادقة..أن تبتسم من أعماق قلبها..
بعد أن تتخلص من كل التردِّد و الشكوك و الحذر المزعج نحـوه !
لكنها كلما اقتربت..إبتعدت..و العكس صحيح تمامًا !
_صباح الخير يا مزعجة..ماذا تريدين ؟!!
قالت بصوتٍ ناعسٍ و جفون نصف مغلقة و هي تنظر لسيلين الواقفة أمامها تحاول إيقاظها بكل طريقة ممكنة منذ لحظات.. فاندفعت سيلين لتزيل عنها الغطاء هامسة بخبث ؛
_لستُ أنا..ابن عمتنا العزيز و حبيبكِ الوسيم هنا..و ينتظركِ في الأسفل..
ابنة عمتهما ؟ حبيبها الوسيم !!!
أنت تقرأ
حتى آخر رمق !
Contoو عندما نظرت إلى عينيكِ..في تلكَ اللحظة بالذات.. أدركت بأنكِ تخصّينني و هذا ما لن أستطيع لا أنا و لا أنتِ نكرانه..لقد كنتِ من الجمال بحيث فقدت كل قدرتي على الكلام و بقيت هائماً بكِ..أحاول أن أشبع اشتياقـاً دام لسنواتٍ دون أن أرى ملامحكِ الحبيبة التي...