- روميوا و جولييت -

963 37 5
                                    

_أنا...لقد فكرت مليًا و قررت بأنني...موافقة ،أنا أوافق عليك!

للحظة شعرت بأنه تجمد مكانه و لن يتحركَ بعد الآن..إلّا من عينيه اللتين انتقلتا بين عينيها بدهشة..أو صدمة..أو سعادة..أو بريق فوز برز عميقًا فيهما و جعلها هي من تنقل أنظارها بينهما بشيءٍ من الرهبة الرهينة بهذه اللحظة الحاسِمة !

إنها تسلم نفسها إليه !

لقد أسقطت كل الحواجز و بئست كل وعودها السابقة لنفسِها و استسلمت..إنها تمنحه صكّ ملكية جديد كان قد طعن في مصداقيته هو بنفسِه في الماضي !!

إنها تدركُ ذلك..لكنها تؤمن أيضًا..هو من جعلها تؤمن..بأن جمالية الشعور تستحق المجازفة !

حاولت أن ترسم ابتسامة جديدة تقنع نفسها هي بها بأن ما تراه في عينيه هو مجرد بريق سعادة طبيعي.. لكن ابتسامتها ماتت قبل أن تكتمل و اتسعت عيناها حينما شعرت به يقترب منها على حين غفلة ليحاوطها بين ذراعيه في عناق هادئ جدًا..

عكس خفقات قلبها التي أخذت تتضارب بقوة كبيرة..جدًا !

لم تستطع أن تتحركَ قيد أنملة..ظلت عيناها مستقرتان أمامها بلا هدف..بحيرة يشوبها قلق..تشوبه سعادة غير مكتملة..مشاعر متضاربة جعلتها تفقد سلطتها على كل حواسها..

غير قادرة لا على مبادلته هذا العناق الذي شعرت بأنه حقيقي صادق...و لا دفعه !

لكنها تمكنت في النهاية من أن تطرف بعينيها راسمة نفس الإبتسامة الشاحبة قليلًا و هي تقابل وجهه.. لكنها تفاجأت و هي تراه يلتفت فجأة عائدًا إلى الغرفة..

ثم عاد بعد لحظة واحدة يحمل في يده علبة صغيرة فتحها ليخرج منها خاتمًا ذهبيًا رفعه بأنامله أمام عينيها المشوشتين به..

اتسعت ابتسامتها المرتجفة المندهشة بقدر ضئيل جدًا..

و لم تستطع أن لا تستقبل برحابة تلكَ السعادة الخائنة التي غلفت مشاعرها عندما مدّٓ يده لها و كأنه يستأذنها في أن يلبسها إياه..بدون أن يأخذ إذنها فعلًا..

فقد امتدت يده قبل حتى أن تستطيع تشكيل إيماءة صغيرة تدل على موافقتها لتتمسكَ بيدها باحتواءٍ أثناء مهمة إدخال ذلكَ الخاتم ببنصرها..

تاهت عيناها عليه و هي تتركُ يدها بين يديه لعدة لحظات.. لحظات سمحت له هو بقراءة تعابيرها..و قد استطاع أن يلمح الكثير من الحب و العجز و الإنصهار..لمح ذلكَ بقلبه فقط..أما عقله فقد كان عالقًا في دوامة سحيقة تمنع عنه تمييز الحقيقة بوضوح!

تركَ يدها أخيرًا ليدخل كفه في جيب سترته و يخرج خاتمًا رجاليًا بسيط الشكل وضعه في راحة يدها ببطءٍ و كأنه يتعمد تعذيب خفقات قلبها بشر..و لم ترفض أبدًا إشارة عينيه و هي تلتقط يده الممتدة نحوها لتدخل الخاتم في بنصره ناظرة له من بين غمامة دموع خفية..

حتى آخر رمق !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن