جلستٌ بينَ أحضانِ الليلِ الساكن
أسافرُ بينَ تياراتِ ذاكرتي
أبحثُ لعلي أسترجع دفئاً قديماً
لعَلّي أعثر على نفسي
****
وقفَ بي الرِكبُ عِند شَجرةٍ حكيمة
عهدتها بُرعماً بساحاتِ طفولتي
****
لمحتُ بين ذكرياتي ورقاً دفنتُه تَحتَ تُراب شجرةِ الأماني
بعثرتُ التُرابَ تحتَ ظلالِ شجرتي لتُكشف صفحاتُ الماضي
رائحةٌ عذبةٌ وفواحةٌ استنشقتُ عبيرها بين ثنايا الأوراق
طالعتُ أياماً خَلدَتها جٌدران حياتي ونغم أوتاري
****
اشتقتُ لأناسَ فرقني الزمانُ عنهم وما بقيتْ إلا ذكرى كلماتهم الهنية
منهم بقي بجانبي قريباً، منهم تركني غريباً
افتقدتُ مشاعرَ حُفرت بثنايا الضلوعِ عنواناً
****
افتقدتُ أياماً ترعرعتْ أحلامي فيها بكنفهم، أين أنتم بهذه الأراضي الواسعة؟
افتقدتُ المكان الذي وُلِدتْ فيه أحلامي، أين مكاني؟ أين مكان ذكراي؟
بأطلالهِ اندثرَ دونما أثر، حتى رِكبُ الذكريات يكاد عاجزاً عن إيجاده
****
أصواتٌ واسام عبرتْ مُخيلتي، همساتٌ وابتساماتٌ سُرقتْ مني
ما بقي إلا الصدى يُردد أسطراً وأحرفاً، خَلّفها أناسٌ أعزاء
بكذبهم، بحزنهم، بألمهم، بضحكهم ودعمهم... بقوا غوالٍ بذكراي
****
هزتْ الشجرةُ أغصانها ... تساقطتْ أوراقٌ ميتة
هبتْ نسمةٌ باردة ... تجهزتْ الطبيعةٌ للشتاء
تحضرتْ السحبُ تنثرُ حيرةَ السائلين بلوراتِ سلامٍ بآن وأحزان الراحلين جوداً وفيراً بآن
****
انتهتْ صفحاتُ الذكرى بورقةٍ بيضاء ناصعة قلبتها أمواج التاريخ
أطلالُ ذكرياتي اختفى؛ أحبابٌ تركوا مساري غارقين بقدرٍ عظيم
****
رفعتُ رأسي عالياً
الأغصانُ لا تزالُ ثابتة
حفيفيها إيقاع تسللَ بهدوء
خريرُ النهرِ، لا يزالُ جارياً بنعومةٍ وصفاء
الرياحٌ تعصفْ؛ جارةً معها أيامَ الماضي والحاضر
****
لا زالَ معي ورق أبيض
لازال بجسدي عِرقٌ نابض
***
كل ورقةٍ ساقطة ينتظرها بُرعمٌ جديد
كل أطلالٍ اندثرتْ ينتظرها بناءٌ جديد
كل رياحٍ عاتية تفتحُ طريقاً جديد
كل نبعٍ منبثقٍ يحفرُ طريقاً بسكون
كل غيمةٍ عالية تتراكم لتُفَجِر مكنوناتِ الزمانْ
****
لازالتْ جذورُ الشجرةِ حيةً
لا زالَ القلبُ ينبضُ شغفاً
لازالتْ الأنغامٌ تتسابقْ
لا أزالُ أعيشُ وأتذكرُ
نعم فالأقدارٌ مجهولة الخِتام رغم الحِصار.
DiamondRose-2015
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
ذكـــــريـــــات فتاة رحالة
أنت تقرأ
مُذكراتُ فتاة ٍ رحالة
Poetryهمساتٌ ينطقها عقلي وصورٌ تَحيكُها مشاعري باتَ ضجيجها عالياً. تتزاحمُ الأحرفُ وتتنافسُ اللقطات... يأتونَ جميعاً إلى قلبي مُهاجرين وطالبين الحُكمَ العادلْ: "أين منفذُنا؟ أرشدنا!" أهزأ منكَ يا عقلُ؛ فقد لجأتَ إليّ أخيراً! احرفي مسارَ الكون أيتها الكلم...
