★الفصل الثاني ★
★ جلست أبرار مع عائلتها لوقت ليس بالقليل وقد حاول الجميع خلال هذه الجلسة جعلها تعتاد عليهم مع مراعاتهم لوضعها الجديد .....
شعرت أبرار بألم غير مبرر برأسها لذا رفعت كفها لتدلك مقدمة رأسها بخفة محاولة تخفيف الألم مما جعل من حولها يلاحظ ذلك ...
ربتت أمها على يدها وقالت بنبرة متفهمة :
_( واضح انك تعبتي من رغينا معلش من فرحتنا برجوعك يا بنتي للبيت نسينا انك لسه تعبانة ..... تعالي اما أخدك أوضتك ترتاحي يا أبرار ) مدت كفها لها لتلتقطه الأخيرة بوجل وهي لاتعلم ما هذا الشعور الذي أنتابها حيالهم حينما ذكرت أمها أمر فرحتهم برجوعها .... تسائلت بداخلها متعجبة من شعورها بالشك حيال فرحتهم الا أنها حركت رأسه منفضة عنها هذه الأفكار مقنعة ذاتها بأنهم عائلتها وأمر سعادتهم برجوعها امر بديهي وطبيعي في حالتها هذه ....، انتبهت على صوت والدتها وهي تنبهها من شرودها ....
أشارت أمها بكفها الى أثاث الغرفة الصغيرة قائلة :
_( نورتي أوضتك يا حبيبتي الف حمدالله على سلامتك يا بنتي .... أرتاحي ولو احتاجتي حاجة ناديلي وانا ساعة كدا وهاجي أشوفك )
التفتت حولها متأملة الغرفة الصغيرة ومحتوياتها البسيطة شعرت بالرهبة من هذه الغرفة وأثاثها وزاد شعورها حينما وقعت أنظارها على الفراش الصغير الذي يحتل أحد أركان الغرفة .... أنقبض قلبها فجأة لتمد كفها سريعاً متشبثة بذراع والدتها هاتفة :
_( أستني .... متسيبينيش لوحدي الله يخليكي )
عقدت امها حاجبيها بتعجب وهمست دون تفكير :
_( ليه يا بنتي دا انتِ كنتِ بتقفلي على نفسك فيها دايما ومكنتيش بتقعدي معانا ولا بتخرجي منها حتى !!! )
جحظت عيناها وشحب وجهها فجأة وتلاحقت أنفاسها بسرعة لتصرخ بلا وعي :
_( بقولك مش عايزة أقعد لوحدي أنتي مبتفهميش )
أتسعت عيني والدتها من مرأى حالة أبنتها الغريبة عليها فلطالما كانت هادئة مسالمة لا ترفع صوتها على أحد الا أنها أرجأت هذا الى حالتها الصحية والذهنية الحالية لذا لم تتردد في مد كفيها و جذبها الى أحضانها لتشعرها بالأمان .....
شعرت بهدوء جسدها وسكونه بين أحضانها لتتنهد براحة بينما أبرار تشعر بهذه اللحظة بشعور غريب ... وكأنها لم تجرب هذا الحضن وهذا الأمان من قبل ..... أبعدتها أمها بهدوء عن أحضانها وساعدتها في الوصول الى الفراش ودفعتها بخفة لتتسطح على الفراش الا انها تشبثت بمقدمة ردائها بقوة ورفضت تركها مما أضطرها للتمدد بجوارها ضامة إياها وما هي الا لحظات حتى شعرت بإنتظام أنفاسها لتمد كفها وتقوم بفك تشبث كف ابنتها بمقدمة ردائها وتتسلل الى خارج الغرفة بهدوء ......
*********
★_( ها ... نامت يا ماما ؟)
خرج التسائل من فم حسام سريعاً حينما عادت والدته الى مجلسهم .... تنهدت بإرهاق ونطقت بصوت متخنق بدموع حبيسة :
_( نامت يا ابني ..... انا مش عارفة ايه الى جرالها دي مش فاكرة حاجة ) جلست بجوار زوجها وضربت بكفيها على فخذيها وهتفت نائحة :
_( عين وصابتكِ يا بنتي ..... عين وصابتك يا حبيبتي ) وراحت تبكي بخفوت
زجرها زوجها ناهياً اياها عن ذلك :
_( عين ايه بس يا سماح دا مقدر ومكتوب روحي صلي وأدعي ربنا هو الى بإيده الأمر )
كفكفت دموعها بكف يدها وأومأت مؤيدة وهمت بالذهاب لتتوضأ قائلاً :
_( عندك حق يا أسماعيل هروح ادعي ربنا ملناش غيره دلوقت ) ثم التفتت لتوجه حديثها الى زوجة ابنها ( وانتي يا أسماء يا بنتي معلش هتعبك تحضريلنا الغدا على ما أصلي و ...) قطع استرسالها في الحديث صراخ أبرار المتصاعد بهياج مدوي ليهرول الجميع راكضين إليها .......
********
★ شعرت بحركة خافته بجوارها فأعتدلت على جانبها الأيسر متمتمة بصوت ناعس :
_( ماما .... ماما متمشيش وتسيبيني )
لم يصلها رد على تمتمتها ولكنها شعرت بإزدياد الحركة بجوارها ... حاولت فتح عينيها فلم تستطع وبعد عدة محاولات أستطاعت التفريق بين رموشها وفتح عينيها النصف مغلقة ...... جابت أنظارها الضيقة ارجاء الغرفة فلم تجد امها ... شعرت بتحرك شئ ما جوارها على الفراش الصغير فالتفتت جوارها لتستطلع الامر ...
وجدت إمرأة ترتدي رداء ناصع البياض طويل وله بريق يغشي العين وشعرها أسود طويل كسواد ليل حالك وله برق لامع يصل لأسفل خصرها .... دققت النظر إليها محاولة تبين ملامح وجها فلم تستطع فملامح وجهها مبهمة لا تستطع تمييزها الا انها تبدوا لها مألوفة .... نعم ان هذا الوجه مألوف بطريقة ما لها الا انها لا تستطيع تبيين ملامحها ...
تعجبت من هذا فكيف هي امامها ولا تستطيع تبين ملامحها !!!!
عادت حركة المرأة بجوارها فحاولت تبين ما تفعله هذه المرأه لتجدها تضع لفافة بيضاء صغيرة بجوارها .... دققت النظر الى تلك اللفافة لتجدها طفل صغير ..... تسائلت بداخلها بتعجب من هذه المرأة ..... من هي ومن هذا الصغير الذي تضعه بجوارها !!!
حاولت تحريك شفتيها لسؤال المرأة عن ماهيتها الا انها لم تستطع ... حاولت اخراج صوتها فعجزت وكأنها قد فقدت السيطرة على صوتها لا بل فقدت السيطرة على جسدها كله ....حاولت الحركة بإستماته ... حاولت وحاولت الا ان جسدها مثبت بالفراش وكأنها مقيدة به كلياً ... أزدادت حركتها هياجاً دون جدوي الا انها وفي خضم محاولاتها وجدت نفسها تنقلب على جنبها الأيمن فتضغط على جسد الطفل الصغير ....
تحجرت عيناها وهي تحاول استطلاع الأمر .... لقد دهست اللفافة البيضاء ... لقد دهست الطفل الصغير .... هتفت بداخلها بخوف وترقب من القادم (هو ايه الى بيحصل !!! انا عملت ايه !!! انا دوست على الصغير ... طاب هو كويـ)
قطع استرسال أفكارها تلك المرأة ذات الرداء الأبيض وهي تنظر لها بغضب ...
ابتلعت ريقها بخوف ورهبة وهي تطالع ذاك الشرار المتوعد المنطلق من عينيها ... حاولت رفع كفها للإعتذار لتلك المرأه الا ان الاخيرة لم تمهلها ذلك وسرعان ما انقضت عليها تضربها بعنف ضربات قوية ومؤلمه شعرت معها بتمزق بعض أجزاء جلدها ...
وأخيراً خرج صوتها لتصرخ بقوة الا انها لم تصرخ سوى صرخة واحدة فقط وسرعان ما انقلب صراخها الى ترديد آيات قرآنية والدعاء والاستغاثة من الله ان يكفيها شر هذه المرأه .... فهل ستنجو ؟؟!
************
وانكشف عن روحي الستار
بقلمي بسمة عبد الغني
أنت تقرأ
وأنكشف عن روحي الستار ..بقلمي بسمة عبد الغني
Romance★ وانكشف عن روحي الستار ★ ★ المقدمة ★ ألقت برأسها للخلف بعنف مسندة أياها على ظهر المقعد الخلفي للسيارة وعاد عقلها يسترجع تلك الكلمات التى تقاذفت على لسان أمها في شجارهم الأخير منذ لحظات قبل أن تحمل حقيبتها وتندفع بغضب أعمى الى الخارج ... أدمعت عين...