★ الفصل السابع والأخير ★
★وضع كفه على كتفها وربت عليه يطمئنها وتسائل :
_( عايزة تفتكري يا أبرار ؟؟ عايزة ترتاحي ؟؟ )
أومأت برأسها عدة مرات بلهفة فعاود الحديث مستأنفاً :
_( غمضي عنيكي يا أبرار)
عقدت حاجبيها بشك ونظرت إليه بتردد ليعاود همسه مرة أخرى ورافقه هذه المرة بإغماض جفنيها بكفيه :
_( غمضي عنيكي يا أبرار)
صمت لبرهة ليعطيها المجال لإراحة عينيها ثم عاود الهمس بنفس النبرة الخافته :
_( شايفة ايه يا أبرار؟)
زفرت بضيق وقالت :
_( مش شايفة حاجة )
صمت للحظات أخرى ثم عاود الهمس :
_( دورى جوه نفسك ..... أفتحي عقلك الى انتى قافلاه .... شايفة حاجة ؟ )
عقدت حاجبيها بتركيز ثم همست بتمتمة خافته :
_( شايفة بنت ..... بنت صغيرة قاعدة في الضلمة بتعيط ..... )
صمتت وقد أرتفع وجيب خفقاتها وزادت سرعة تنفسها فعلم بأنها قد لمست خيط ذاكرتها المفقودة ... عاد يهمس ولكن هذه المرة بنبرة شديدة الخفوت تكاد لا تسمع :
_( شايفة حاجة يا أبرار ؟ )
أرتخت شفتها السفلى وكأنها أوشكت على البكاء وقالت بصوت تخنقه الدموع :
_( واحدة ست لابسة ابيض بتزعق في البت الصغيرة وبتضربها ..... )
تنهد بضيق وهمس مرة اخرى :
_( شايفة حاجة تانية ؟ )
عقدت حاجبيها بتركيز اكبر وهمست :
_( بابا بيقولى متزعليش هي متعصبة بس هي بتحبك !!)
وعند جملتها الاخيرة هذه فتحت عينيها مجفلة ونظرت إليه ثم جالت انظارها في أركان غرفتها وما هي الا لحظات حتى خرت فاقدة للوعي ....
أسرع بإسنادها ومددها على الفراش ثم هرول الى باب الغرفة ليفتحه سامحاً لفريقه الطبي الذي ينتظر خارج الغرفة بحملها ونقلها ...، أسرع حسام وأبيها بالذهاب خلف الطبيب وفريقه الطبي الذين أخذوا جسد أبرار المسجي على الناقلة بينما أسندت أمها ظهرها للحائط واضعه كفيها الأثنين على فمها بصدمة مما أستمعت اليه من فم ابنتها بعد ان أمرهم الطبيب بالبقاء خلف باب الغرفة ليستمعوا لما بداخلها نحوهم .... معقول !!! ابنتها روحها تبكي في الظلمات وحيدة وهي تنام الليل بهناء طوال هذه السنوات ولا تعلم !!!! معقول ابنتها تخافها لهذه الدرجة !! لدرجة ان تراها بخيالاتها تضربها !!!! ما الذي أوصلت ابنتها إليه !!! لقد أضاعت ابنتها بيديها وسلمتها للهواجس والضلالات ... لم تستطع أرجلها حملها لتخر ساقطة هي الأخرى فاقدة الوعي تصاحبها صرخات زوجة ابنها التى بقيت معها بعدما رأت حالتها .......
**********
أستفاقت من غفوتها الطويله لتجد نفسها ممددة على فراش ذو أغطية شاحبة وبداخل غرفة ذات بياض زاهٍ... رفعت رأسها تُطالع المكان حولها بتعجب متسائلة بداخلها عن ماهية هذا المكان ...
فُتح باب الغرفة ليظهر من خلفه طبيبها النفسي الذي أقترب منها مبتسماً بفرحة وصاح :
_( وأخيراً صحيت الجميلة النائمة ..... اربع ايام يا مفترية وانتى نايمة ... ايه بقالك سنين منمتيش يا بنتى ولا ايه !! )
أعتدلت من رقدتها وعقدت حاجبيها بتعجب قائلة :
_( دكتور سليم !!! حضرتك بتعمل ايه هنا ؟؟ وانا هنا فين وازاي ؟)
جلس على المقعد المجاور للفراش وقال :
_( انا هنا بعالجك ... وحصل ايه حضرتك اغمي عليكي بعد الاجهاد الى حصل لدماغك وانتى بتحاولى تفتكري و ترجعي ذاكرتك والحمد لله الاجهاد جه بفايدة والذاكرة رجعت .... اما فين بقى فانتى في المصح النفسي )
هبت من الفراش بعنف صائحة :
_( ايه !!! مصح ايه !!! انا عايزة اروح )
زفر بتعب وأشار لها بكفه مهدأً وقال :
_( انتى مش قولتي عايزة ترتاحي ؟؟ دا طريقك للراحة ... هنا هتتعالجي افضل واسرع ودا طبعاً بعد ما عرفت كل الاسباب الى بسببها حصلك الانفصام ..... ) ورفع حاجبه الايسر ناظراً لها بلوم على إخفائها تلك الاسباب عنه مما أدى الى تأخر علاجها على مدار عامان ونصف ...
رفع كفه مشيراً للباب قائلاً :
_( الباب مفتوح يا أبرار .... عايزة تخرجي وتمشي اتفضلي ..... بس خليكي فاكرة انك رجعتلك الذاكرة لكن لسه الانفصام موجود ... انتى لسه مخفتيش .... وعلى فكرة عيلتك كلها وأولهم والدتك موجودين بره ومستنيينك تخرجيلهم ... يا ترى هتخرجي و تتقوقعي على نفسك وتختفي تاني وتالت وعاشر ؟؟ ... ولا عايزة تخفي وترتاحي وتكملي حياتك طبيعي .. مع عيلتك .... الى بيحبوكي وشدد على آخر كلمتين لينبهها إلى خطأ أعتقادها الذي أودي بروحها الى الهلاك النفسي )
أطرقت برأسها مفكرة ليحسها على اخذ القرار سريعاً وقال :
_( انا وعدت والدتك انك هترجعي طبيعية .... عايزاني اخلف بوعدي ؟؟؟! )
عقدت حاجبيها بإندهاش قائلة :
_( وعدت والدتي !!! عايز ترجعني طبيعيه عشان وعدت والدتي )
ضيق عيناه ونطق بإلتواء :
_( أمال هرجعك ليه يعني ؟؟؟ عشاني مثلاً !!! دا انتى قرفتيني بخيالاتك واوهامك بقالك سنتين ونص يا شيخة )
جزت على أسنانها بغيظ وقالت بعناد :
_( مدام تعباك قوي رجعني ليهم احسن ... انا خلاص قررت اخرج من هنا )
شردت انظارها ونطقت بصوت مختنق :
_( انا دايماً تاعبة كل الناس الى حواليا .... مش عارفة انا جيت الدنيا دي ليه !! )
زفر بضيق من نفسه فيبدوا انه بالغ في التحامل عليها وهو يعلم بأنها لازالت تحاول تخطى اول خطوة في طرءق العلاج ... أقترب منها بهدوء وهمس بجوار اذنها :
_( ولما مكنتيش جيتي كنت أعنس انا ولا ايه !!! دا انتى حتى اول حالة اكشف عليها ايام اما مكانش حد بيعبرني في العيادة الى كانت بتنش دي ... امال انا مقعدك سنتين ونص جنبي ليه ؟ مش عشان ملاقيش عيانين اكشف عليهم !!! )
أنفلتت ضحكة خافته رغماً عنها ليبتسم هو بهدوء وقال بهمس :
_( على فكرة ... انا وعدتها انك هترجعي بس مش ليهم )
عقدت حاجبيها وطالعته بعدم فهم لتقول :
_( مش هرجعلهم !!! امال هرجع لمين ؟)
حرك كتفيه بلا مبالاه ونطق ببرود :
_( انتي نسيتي ان انا طلبت ايدك قبل الحادثه وقولتلك بلغيني بموافقتك عشان اطلبك من ابوكي وانتى مرديتيش عليا ؟ هترجعيلي طبعاً هو مرمطة ومن غير جواز كمان !!! ها هتتعالجي ولا هتمشي ؟ )
أطرقت رأسها بخجلو وهمست :
_( لا خلاص هتعالج )
زفر براحة وأمسك بيدها وسار معها الى مقاعد جانبية بالغرفة وقال
_ ( طاب علشان نبدأ العلاج صح المرة دي .... ايه بقى الى مخبياه عني تاني ؟؟؟ )
تطلعت امامها بشرود ونطقت :
_( ما عادش في حاجة مخفية عنك يا دكتور .... خلاص ... أنكشف عن روحي الستار )
*************************
رسالة الى كل ام .... قبل ان تقولى بأنك تعرفين ابنتك .... تقربي منها وتوغلي بأعماقها عساكِ حقاً تدركين كينونتها وألم روحها قبل فوات الأوان
أنت تقرأ
وأنكشف عن روحي الستار ..بقلمي بسمة عبد الغني
Romance★ وانكشف عن روحي الستار ★ ★ المقدمة ★ ألقت برأسها للخلف بعنف مسندة أياها على ظهر المقعد الخلفي للسيارة وعاد عقلها يسترجع تلك الكلمات التى تقاذفت على لسان أمها في شجارهم الأخير منذ لحظات قبل أن تحمل حقيبتها وتندفع بغضب أعمى الى الخارج ... أدمعت عين...