★ الفصل السادس ★

2.4K 119 2
                                    


★ الفصل السادس ★
*************
★ أرتفع جانب شفته العليا بإستخفاف وقال :
_( وبتقولي انك مش بتكرهيها ؟؟؟ امال لو بتكرهيها كنت قولتيهالها من امتا ... من يوم السبوع )
أطرقت برأسها والتمع الدمع بعينيها شاعرة بفداحة فعلتها ..... حاولت تبرير موقفها هامسة :
_( انا كنت رضيت باخواتها ... بنتين وولد كفاية جدا عليا وكنت سعيدة ..... انا مخطتش اني اخلف تاني ولما هي جات حسيت .... حسيت ان كدا كتير عليا ومعدتش قادرة اهتم بأطفال اكتر ..... غصب عندي كنت بتعصب اول اما تزعجني او تكسر حاجة )
اشار اليها بيده وقال وكأنه يصف واقع ما حدث :
_( فبقيتي في كل فرصة تقوليلها انك تعبتي وبتكرهيها وماشاء الله الى حواليكي هم كمان مقصروش ... الا يقولها بطلى تضايقي ماما والى يقولها ابعدي من قدامها انتى بتتعبيها ... لحد ما البنت كبرت مع فكرة انها لازم تختفي لانها عضو غير مرغوب في عيلتكم الكريمة مش كده ..... تصدقي كتر خيرها والله انها استحملت كل ده انا لو مكانها اقل حاجة كنت انتحرت والله)
كلماته لم تخفف عنها على الإطلاق بل زادت من وقع الصدمة عليها وكأن كلماته سياط من نار تطرق قلبها بلا هوادة لتدرك الآن بفداحة ما جنته يداها على ابنتها
رفعت كفها لتكفكف دموعها التى تفجرت من ينابيع عينيها لتغرق وجهها وهمست بإستجداء الخلاص :
_( أرجوك يابني ساعد بنتي .... انا بحبها والله انا مش بكرهها ... دي الى فاضلالى بعد ما كلهم اتجوزوا وشافوا حياتهم ... انا بحبها والله دا انا ... دا انا حتى أشتريتلها فستان ابيض وخبيته في الدولاب من كام شهر وكنت بنام واصحى وانا بحلم باليوم الى هشوفها لابساه فيه .... قولها اني بحبها الله يخليك ... قولها ترجعلى زي الأول وانا مش هضايقها والله..... والله مش هضايقها ) رفعت كفيها وغطت بهم وجهها وراحت تنشج شهقاتها بحرقة على ضياع ابنتها منها
وقع عن مقعده واقترب منها ومد كفه يربت على رأسها بدعم وهنس بنبرة شاردة ( هترجع .... أبرار هترجع زي الأول واحسن كمان يا حجة متقلقيش .... بس مش هترجعلكم انتوا ... هترجعلى انا .... وانا الى هرجعها )


**********
★ فتح باب غرفتها بهدوء وتقدم الى الداخل .... جالت عيناه على محتويات غرفتها الصغيرة لتستقر على ذاك الجسد الضئيل المتقوقع على نفسه فوق الفراش ..... وكعادتها منذ فقدها ذاكرتها وكما اخبره اخيها تجلس على فراشها ضامة ركبتيها اليها ومحيطة إياهم بذراعيها ونظراتها مسلطة بشرود على نقطة معينة بأحد أركان الغرفة ....
تقدم منها بخطوات بطيئة لتلتقط أُذنيها وقع خطواته على أرضية غرفتها _ العارية من المفروشات بحسب رغبتها القديمة _ لتصب كامل تركيزها على علو وقع الخطواط وأقترابها منها دون ان تصدر اي حركة وكأنها تمثال رخامي .....
شعرت بعلو جانب فراشها الصغير وانخفاضة مرة أخري فعلمت ان أحدهم جلس بجوارها و لم تعلم من هو بل لم تحاول الالتفات اليه او الحركة لمعرفة كينونته الا ان شعور الأمان الذي أكتنفها فور دخوله أعلمها انه شخص مألوف لها ..... مألوف أكثر من عائلتها ولكن... من هو ؟؟؟ تسائل بسيط دار بخلدها وسرعان ما جائتها الإجابة حينما أحنى رأسه وأقترب من أذنها هامساً ...
_( وحشتيني)
عقدت حاجبيها بتوتر والتفتت إليه وكانت هذه أول حركة تبدر عنها منذ دخولها ..... طالعت عينيه بصمت للحظات ثم حركت شفتيها همس :
_( انت مين ؟؟!!!)
تشكلت ابتسامة على شفتيه إثر تجاوبها معه والذي كان يخشى في البداية منه الا انها لم تخيب آماله ....
حرك شفتيه بهمس مقارب لهمسها وقال :
_( أنا خطيبك )
تبسمت للحظة ... فقط لحظة وسرعان ما انمحت وحل محلها عد التصديق وقالت بصوت مستنكر مرتفع بعض الشئ :
_( انا مش مخطوبة !!! انت كداب صح ).
تظاهر بالحزن وقال :
_( انا مصدقتهمش اما قالولي انك فقدت الذاكرة وقولتلهم انك مستحيل تنسيني ... ودلوقت ... انتى حتى مش فاكرة اني خطيبك )
اطرقت برأسها محاولة التذكر ثم عادت للصياح بعناد :
_( لا ... انا متأكدة اني مش مخطوبة )
أرتفع حاجبه الايسر بمكر وقال بنبرة ملتوية :
_( متأكدة ازاي ؟؟؟ انتى مش فاقدة الذاكرة ؟؟؟ وبعدين لو انا مش خطيبك امال انا ايه !! صاحبك مثلاً !!!)
رفعت كفها تدلك به مقدمة رأسها علها تستطع تذكر شئ ثم عادت للهتاف :
_( لا انا معنديش صحاب لا بنات ولا ولاد انت مش صاحبي )
تظاهر بالاندهاش وهتف :
—( معقول !!! هو في حد معندوش صحاب !!!)
حركت كتفيها بلا مبالاة وقالت :
_( عادي .. انا مش عندي صحاب )
زفر بقلة حيلة واشار بيده :
_( يعني لا مخطوبة ولا عندك صحاب ... انتى عايشة ليه يا بنتي )
مطت شفتيها بلا مبالاة وقالت :
_( ما هم الى مش عايزيني ... خلاص بقى انا مبسوطة لوحدي )
أحنى رأسه امام وجهها وركز انظاره على عينيها وهمس :
_( انتى متأكدة انك فاقدة الذاكرة !!!! امال عرفتي ازلى انهم مش عايزينك ؟)
عقدت حاجبيها بغضب وصاحت :
_( ايوة انا مش فاكرة حاجة ومش عارفة انت مين اصلاً )
حرك رأسه لأعلى ولأسفل متفهماً وصمت لبرهة ثم عاود الحديث وكأنه يقر واقع قائلاً :
_( كدابة .... انتى مش فاقدة الذاكرة .... انتى الى قافلة على الذاكرة وفي فرق بين انك تفقديها وانك تقفلى عليها يا أبرار .... انتى مبسوطة وانتى مش فاكرة حاجة ؟ مرتاحة يعني )
شردت بأنظارها بتلك النقطة الوهمية مرة اخرى ونطقت بشرود :
_( انا تعبانة ... بحاول افتكر مش عارفة ... الناس الى برة دول بيقولوا عيلتي بس انا مش حاسه بـ ده )
رفعت انظارها اليه تطالعه بنظرات مستنجدة وقالت :
_( هم كويسين صح ؟ طاب انا مش حاسه بكده ليه ؟ )
وضع كفه على كتفها وربت عليه يطمئنها وتسائل :
_( عايزة تفتكري يا أبرار ؟؟ عايزة ترتاحي ؟؟)
أومأت برأسها عدة مرات بلهفة فعاود الحديث مستأنفاً :
_( غمضي عنيكي يا أبرار )
*********
وانكشف عن روحي الستار
بقلمي بسمة عبد الغني

وأنكشف عن روحي الستار ..بقلمي بسمة عبد الغنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن