★ الفصل الثالث ★

2.9K 122 3
                                    

★ الفصل الثالث ★ 


حاولت رفع كفها للإعتذار لتلك المرأه الا ان الاخيرة لم تمهلها ذلك وسرعان ما انقضت عليها تضربها بعنف ضربات قوية ومؤلمه شعرت معها بتمزق بعض أجزاء جلدها ...
وأخيراً خرج صوتها لتصرخ بقوة الا انها لم تصرخ سوى صرخة واحدة فقط وسرعان ما انقلب صراخها الى هياج وهستيريا ما بين ترديد آيات قرآنية والدعاء والاستغاثة من الله ان يكفيها شر هذه المرأه .....
********
★ فُتح الباب بقوة وأضيئت أضواء الغرفة وسرعان ما وجدت جسدها مكبل بين ذارعي والدتها تضمها إليها وتردد بعض الآيات القرآنية في محاولة لتهدأتها بينما وجدت باقي أفراد عائلتها يلتفون حول الفراش بقلق وترقب ...
دفعت أمها بقوة إلى الخلف وأبتعدت عنها مسرعة وأخذت تتلفت حولها بخوف ورهبة ولازالت نظراتها مضطربة .....
دارت عيناها على تلك الوجوه المراقبة لها وصرخت بقوة :
_( مين الست الى كانت هنا ؟؟ )
تعجب الجميع من حالها بينما قالت امها محاولة تهدأتها :
_( إهدي يا بنتي مفيش حد دخل عندك خالص اهدي )
حركت رأسها برفض هستيري وصرخت بأمها :
_( لا ... انتي كدابة في واحدة دخلت هنا )
شد حسام على كفه بغضب من إهانتها لوالدته وزجرها بعنف :
_( أبرار... خدي بالك من كلامك هي مين دي الى كدابة انتى اتجننتي )
أشار له أبيه مهدأ :
_( استنى بس يا حسام اما نفهم اختك مالها ) التفت الى ابنته وسألها مستوضحاً :
_( ست ! ست مين يا ابرار الى دخلت ؟ انتي شوفتيها ؟)
أومأت إيجاباً ليعاود سؤالها مستفهماً :
_( طيب كان شكلها ايه ؟ )
حركت كتفيها بعدم معرفة قائلة :
_( معرفش ... مقدرتش اشوف شكلها لكن هي وشها حسيته مألوف بالنسبالى .... بس هي كانت لابسة ابيض ) ... عقدت حاجبيها بتركيز محاولة التذكر واخذت تصف لهم ما تتذكره وتحرك ذراعيها مع وصفها بتوتر وإجهاد لازال ينتابعها من تلك الحالة التى كانت عليها منذ قليل :
_( ايوة كانت لابسة فستان ابيض طويل .. و...وو.وشعرها طويل كمان ... اه شعرها طويل واسود ...وو و جات هنا ... ) ثم أشارت الى تلك الجهة من فراشها الصغير وتابعت ( ايوة جات هنا في الحته دي ونيمت طفل صغير )
ظهر التعجب وعدم التصديق على الوجوه المحيطة بها لتهتف بهستيريا :
_( انا مش بكدب والله .... و .. و .وو .والله مـ.... ـش بـكدب هي نيمت طفل صغير هنا وانا اتحركت ودوست عليه وووو ... ووو هي ... هي ... ) جحظت عيناها وشحب وجهها واخذت تتمتم وكأنها تهذي ... ( وهي بصتلي بغضب ..وضربتني .. اه .. ضربتني و ووو و .. وضربتني جامد ووجعتني هنا قوي ) وأشارت الى جزء من جانب بطنها وسالت دموعها وتابعت هذيانها بنبرة خافته ... ( و انا ... انا قرأت قرآن عشان تيسيبني ... ودعيت كتير بس ... بس هي مسابتنيش )
تطلع الجميع الى بعضهم البعض دون فهم لحالتها ليقترح حسام (انا هروح اكلم دكتور احمد وأشوف هيقولي ايه ) ثم خرج من الغرفة ليهاتف الطبيب بينما تمتمت زوجته بخفوت ( انا هروح اعملها حاجة تاكلها) وأستأذنت هي الأخرى تاركة لأبويها المساحة اللازمة لأحتواء ابنتهم .....
جلس والدها على أحد المقاعد الموجودة بالغرفة وركز أنظاره على ابنته الجالسة على فراشها تهذي وأخذ يتفكر في كلماتها بينما اقتربت منها والدتها واخذتها بأحضانها مرة اخرى تحاول تهدأتها .....
**********
★في المساء جلس الطبيب مع حسام ووالده يحاول فهم ما يحدث لأخت صديقه دون جدوى ليتمتم بتردد :
_( بص يا عمي ... انت زي والدي وحسام صاحبي ... الاول دخلت في غيبوبة من غير سبب وبعدها فقدت الذاكرة ودلوقتي الهذيان الى بتقوله ده ودا ملوش غير تفسير واحد .... بنتك محتاجه شيخ يا عمي ..... خلينا نعرضها على شيخ متدين وهو يقولنا مالها ) صمت لبرهة محاولاً استشفاف قبول او رفض الفكرة لدى ابيها ثم تابع بارتباك :
_( لو حضرتك موافق في الجامع الى جنب بيتي شيخ كويس حافظ قرآن وإمام في الجامع ودارس احكام الدين وكدا ... ايه رأيك نسأله يمكن يعرف يفيدنا ؟ )
تنهد اسماعيل بحزن على ما حل بصغيرته وتمتم بنبرة خافته :
_( عندك حق يابني بما انه عالم بأحكام الدين والقرآن يمكن يفيدنا ... يقرألها قرآن ولا حاجة يمكن يكون الشفاء على ايديه )
*********
★ وقد كان وتم عرضها على هذا الشيخ الذي وضع كفه على رأسها وأخذ يقرأ بعضاً من الآيات القرآنية والرقية الشرعية بنبرة خافته ....
وبعد انتهائه انفرد بأبيها وحادثه بنبرة ناصحة ودودة قائلاً :
_( بنتك كويسة يا عم اسماعيل مفيهاش حاجة ... اوعي تصدق في الى يقولك مس ودجل ... صدقني يابني لو كان في بنتك حاجة مكانتش استحملت تسمع قرآن ولا كانت قبلت ايدي وانا بحطها على رأسها علشان أرقيها رقية شرعية .... خد بنتك وروح يابني والشفاء بإيد الله )
******
جلس إسماعيل ليحكي لزوجته عما قاله الشيخ بينما اخذت زوجة حسام أبرار الى غرفتها وجلست معها تحاول التهوين عنها ....
ظلت زوجة اخيها تحكي لها عن تلك المواقف المضحكة التى مرت بها من زواجها بهذا البيت وتتبادل معها النكات الطريفة حتى دخلت عليهم امها مبتسمة بسعادة واحتضنتها بقوة قائلة :
_( الحمد لله يابنتي الشيخ طمني عنك ) قبلتها بإحدى وجنتيها بسعادة لتتفاجأ بدفع ابرار لها وهي تصيح :
_( ابعدي انتي مش امي )
صدمت امها من رد فعلها بينما توسعت عيني زوجة اخيها التى رأت رد فعلها العنيف تجاه والدتها ... اقتربت منها زوجة اخيها بحذر قائلة بنبرة خافته :
_( ليه كدا يا ابرار ماما مضايقتكيش في حاجة )
نظرت لها بغضب وصاحت ( ماتقوليش ماما دي واحدة بتكرهني )
اتسعت عيني زوجة اخيها بينما راحت امها تسكب دموعها وقالت بنبرة لائمة :
( معقول يا أبرار !!! انا بكرهك يا بنتي !!! ليه بتقولى كده يا حبيبتي .. دا انتِ بنتي هو في واحدة تكره بنتها )
حركت كتفيها بلا مبالاة وقالت :
_( هو قالى كده )
عقدت حاجبيها بتعجب وتسائلت :
_( هو !! هو مين يا بنتي ؟)
رفعت ابرار سبابتها مشيرة الى احد اركان الغرفة وقالت :
_( الولد الى كان واقف في الركن ده امبارح قبل ما تاخدوني عند الراجل الى حط ايده على دماغي ) ......
وانكشف عن روحي الستار
بقلمي بسمة عبد الغني

وأنكشف عن روحي الستار ..بقلمي بسمة عبد الغنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن