البارت الثاني

10.9K 349 17
                                    

الفصل الثاني
**********
دخلت شقتها بهدوء بعد ما خلص اليوم وبمجرد ما دخلت سمحت ان شخصيتها الحقيقيه تظهر وظهر علي وشها ملامح الحزن والوحده طول ماهي موجوده ف الشقه دي بتفتكر انها لوحدها حتي لو كان ف اكتر من صاحب ليها فهي ف الاخر بترجع لحقيقتها المُره بمجرد ما بتكون لوحدها انها فعلا لوحدها!
دخلت اوضه اهلها بهدوء وبصت علي الصور اللي متعلقه وبنت عندها 15 سنه وسط اثنين حضنينها بحب وابتسامه صادقه مفيش فيها مجاملات شالت الصوره بهدوء وقعدت ع السرير
نواره بابتسامه حزينه : ازيك يا بابا .. ازيك يا ماما .. وحشتوني اوي عده عشر سنين علي اخر مره كنت فيها ف حضنكم لما كنت بنت 15 سنه .. لما مكنش عليا لا مسؤليه ولا حاجه .. كانت عايشه وسايبه هم الدنيا كله عليكم ويمكن دي كانت اخر مره اكون بنتكم البريئه اللي ملهاش لا في مسؤليه ولا ف الدنيا دي كلها .. بقيت نواره جعفر ف عين الكل او الشاويش لا ذي البنات ميك اب ولا كتب وبرفان بريحه بشعه عشان اجذب الناس ليا .. بقيت اقل من العادي عشان احافظ ع نفسي .. عشان احافظ ع شرف بنتكم اللي سبتوها ف اكتر وقت هي كانت محتجاكم فيه .. عارف يا بابا لما كنت بتيجي متأخر واتخانق معاك وتقولي شغلي يا بنتي .. كنت كل يوم بستني انك تخش عليا عشان احضنك مش اتخانق معاك واقولك اني بحبك اوي .. كان نفسي انا كمان لما ارجع من البيت ولو متأخره دقايق الاقيك بتزعقلي وتقولي مبترديش علي تليفونك لي وانا اقولك معلش اسفه مش هتتكرر واحضنك وانت ترضي وتحضني بابتسامتك اللي وحشتني اوي يا بابا وتقولي انا خايف عليكي يا بنتي واقولك متخفش بنتك وحش واضحك .. وانتي يا ماما عارفه لما بفتح الباب بشم ريحه اكلك وريحتك اللي بتملي المكان واجري ع المطبخ عشان احضنك واقولك اي الروايح دي يا جميل زي زمان بس بدخل واتفاجئ انك مش موجوده واعيط بهدوء لوحدي لانك وحشتيني .. وحشني لما كنت اتخانق معاكي واقولك انا اللي هسرح شعري وانتس تضحكي وتسبيني وبعدها اجيلك وانا مبتسمه واديكي الفرشه وانتي تعمليلي احلي ضفيره منك وتبوسيني علي دماغي وتدعي ربنا يحميني وينجيني من ولاد الحرام ..
شهقت بعنف وهي بتكمل : بنتكم مبقتش المدلعه اللي انتوا سبتوها لا بقت واحده الكل بيخاف منها تعبت واشتغلت عشان اوفر فلوسي وفلوس مذاكرتي وف الاخر دخلت كليه صيدله وبقيت شغاله ف اكبر شركه ادويه ف مصر .. بنتكم بقت حاجه تشرف اوي ياريت تكونوا فعلا فخورين بيا وياريت تزوروني ف الحلم مره ع الاقل عشان احضنكم واقولكم قد اي انتوا وحشتوني.
مسحت دموعها بهدوء وابتسمت وحضنت الصوره اوي وباستها وبعدها رجعتها مكانها وطلعت من الاوضه وقفلت الباب وقعدت ع الكرسي بملل وشرود واضح افتكرت ساعه ما جالها اتصل ان اهلها عملوا حادثه وبما انها من عيله ملهاش قرايب اخدت جيرانها وطلعوا واستلموا الجثث ومن ساعتها اتحولت من واحده متدلعه لوحده لازم تعتمد علي نفسها ولم كانت بتنزل الشغل بعد المدرسه والمضايقات اللي كانت بتتعرض ليها وكانت بتتجاهلها عشان كلام الناس ولما قعدت سنه كامله  بتاعت الثانويه العامه تصلرف من الفلوس اللي حوشتها ع القد وبس وكانت بتاكل ساعتها عيش وخيار واحيانا جبنه عشان الفلوس تقضي معاها لحد ما جابت مجموع الصيدله وفرحتها ورجعت تشتغل من تاني وهي بترفض اي حد يحاول يقرب منها ولولا البيت اللي ابوها اشتراه قبل ما يموت كان زمانها ف الشارع !
غمضت عينها بوجع وسمحت لدموعها تنزل بهدوء يمكن تخفف الالم اللي جواها ده مهما اتظهرت بالقوه قدام الناس فهي لوحدها ضعيفه قامت بسرعه واخدت شنطتها ونزلت من البيت بسرعه لانها حست انها لو فضلت ممكن تتخنق.
دخل الفيلا بتاعته بتعب وهو بيبص فيها باستغراب من الهدوء ده وبص ع السلم يمكن حد ينزل بس مفيش
حسن بصوت عالي : نازلي .. نازلــــــــي
جت نازلي بسرعه : نعم يا حسن بيه؟
حسن : مازن فين ؟!
نازلي : مع الداده بتاعته ف الجنينه يا بيه
حسن : اني جنينه بالظبط
نازلي : جنينه بعدنا بشارعين
حسن : اه تمام .. ماشي روحي ع شغلك
وسابها ومشي علي الجنينه اللي قالت عليها وهو متشوف يشوفه لانه متعود يشوفه كل يوم بعد رجوعه.
وصلت نواره ع الجنينه وقعدت فيها وهي بتبص للخضره بهدوء وشرود
نواره لنفسها : بحس انك زي الخضره دي يا نواره .. الكل عايز يلمسها وف نفس الوقت بيدوسوا عليها وبيحفروا ف تربتها ويقطعوها مش مقدرين انهم بيأذوها وبيضيعوا نضارتها بالزباله اللي بيرموها كمان وفوق ده عايزين لونها وقوتها تفضل زي ما هي .. الكل عايزك زي الخضره يعملوا فيكي اللي عايزينه بس ف نفس الوقت متضعفيش وانا مش هسمح لنفسي ان ابقي زي الخضره .. ان حد يحصل عليا ويحبني ويقرب مني ويلمسني وف نفس الوقت يوسخني ويموتني ويقضي عليا الوحده تكفي!
طلعت دفترها بهدوء وقعدت تدون فيه مذكراتها زي ما تعودت كل يوم بس قبل ما تكتب حرف شافت اكتر حاجه بتعصبها واحده ماسكه طفل وبتضربه وبتزعقله
سالي بغضب : انت مبتسمعش الكلام لي ها؟
قربت منها بعصبيه وشدت الولد من ايدها ورا ضهرها وهي بتبصلها بغضب
نواره : انتي بتمدي ايدك علي الولد لي؟
سالي بغضب : وانتي مالك كنتي امه مثلا!
نواره بزعيق : ده طفل يا غبيه يعني اتعملي معاه باسلوب كويس تتعملي معاه عدل
سالي  : انتي بتزعقيلي يا ..
قاطعتها : اقسم بالله هتغلطي ما عندي غير اللي ف رجلي واديني حذرتك
بصت ليها بنظره قاتله واتعدلت وبصت للطفل الصغير وسمحت دموعه بهدوء وابتسامه حانيه ع وشها
نواره بلطف : اسمك اي يا حلو انت
الطفل بابتسامه حزينه : مازن
نواره : مازن .. اسم حلو اوي .. مالك بتقولها كده لي قولها وانت فرحان ده اسمك ولا انت مبتحبش اسمك
مازن : لا بحبه
نواره : امال اي بقي .. انا يا سيدي اسمي  نواره هو وحش انا عارفه
مازن بسرعه  : لا اسمك حلو
سالي بحده : مازن تعالي هنا
مسك ف هدوم نواره جامده وهي مسكت ايده بحمايه وبتبص لسالي : سيبي الولد ف حاله .. انتي امه
سالي : والله اعتقد ميخصكيش
نواره : لا والله يخصني .. امك دي يا مازن
نفي مازن براسه بسرعه داست نواره ع ايدها يعني مش امه وبتعمل فيه كده وقبل ما تتكلم جري مازن منها وهو بينادي : باااابي
بصت سالي ليها باشمئزاز ومشيت ناحيه مازن ووالده بصت نواره ف المكان اللي مشيت منه واتفجأت بمديرها الجديد ف الشغل وهو بيحضن مازن ابتسمت بحب لملامح مازن السعيده وهو ف حضن ابوه
سالي بتوتر مخفي : اهلا يا مستر مازن .. حضرتك مقولتش انك جي يعني
حسن : وانا لازم اقول امتي اجي لابني ولا اي
سالي : لا طبعا يا مستر حسن
قربت نواره منهم وهي بتفتكر اللي سالي عملته وقبل ما مسن ينطق اندفعت هي كالعاده ف الكلام : البت دي بتمد ايدها علي ابن حضرتك وحضرتك طبعا مش عارف عشان ف شغلك ومسلم ابنك لواحده زي دي متستهلش اصلا انها تهتم بطفل زي ده كانت بتضربه وبتزعقله من شويه والله اعلم لو مكنتش موجوده كانت عملت فيه اي وهي بتعمل فيه اي اصلا ف الاحوال العاديه .. اهتم بابنك شويه مش كل حاجه الفلوس علي فكره وقول لانه تهتم بيع اكيد مهتمه بالازياء والهبل بتاع البنات اليومين دول
حسن بزعيق : بس كفايه اي مش فاهم ولا كلمه من اللي انتي قولتيه اي راوتر ده حتي الراوتر بيفصل يا شيخه
نزل لمستوي ابنه وهو بيبص ليها بحنق وحول نظره لابنه
حسن بحنيه : مازن حبيبي اتكلم ومتخفش تمام .. سالي بتضربك
بص لسالي لقاها بتبص له بتحذير وبص لنواره اللي بتبص له بحث انه يقول الحقيقه
مازن : ايوه وبتزعقلي كتير
سالي : كدب يا ااااااه
قبل ما حسن يعمل حاجه كانت ايد نواره سبقته ع وش سالي اللي بصت ليها بغضب من عملتها
سالي : انتي
قاطعتها بغضب : لو سمعت نفسك والمصحف ما هرحمك وغوري من وشي مستغنيين عن خدماتك غورررري
بصت سالي لحسن لقته بيبص لنواره بتعجب قامت  ومشيت بغل وهي نفسها تطلع روح نواره ف ايدها
حسن : اي اللي انتي عملتيه ده؟!
نواره : نيابه عنك يا مدير لانك اكيد كنت هتعمل كده لانها شخصيه زباله .. اكيد انا غلطت بس الصراحه مستفزه لسه هتقاوح كمان
حسن : والمفروض
نواره : مش فاهمه
حسن : يعني انتي مشيتي الخدامه بتاعت ابني عندك بديل يعني ولا اي
نواره بفهم : امتي
حسن باستغراب : نعم
نواره : اجي اهتم بمازن امتي
حسن باعجاب : لا نبيه .. من بكره بعد الشغل عقبال ما اشوف بديل
نواره : تمام .. نزلت ع الارض لمستوي مازن .. موافق يا سي مازن ابقي انا البودي جارد الخاص بيك ولا اي لو مش عايز امشي ع فكره
مازن : لا انا حبيتك
نواره بسعاده حقيقيه : يا حبيبي وانا كمان ع فكره ممكن حضن
حضنته وهو بادلها الحضن وحسن بيبص ليهم بدهشه كبيره ابنه مش من النوع اللي بياخد ع حد بالسهوله دي وانه يلمسها ده معناه ان فيها شئ غريب ومميز !
مشيت بهدوء من غير ما تتكلم ولا هو كمان اتكلم واخدت شنطتها وحاجتها ومشيت من غير ما تتكلم واكتفت بابتسامه بسيطه لمازن قرب من ابنه بهدوء
حسن : مقولتليش لي علي اللي بتعمله فيك سالي
مازن : لانها كانت بتخوفني وتقولي انك هتضربني ومش هتصدقني
حسن بعتاب : وانا عمري مديت ايدي عليك قبل كده
مازن : لا بس انا كنت خايف
حسن بحنيه : خلاص يا حبيبي محصلش حاجه بس من هنا ورايح متخبيش علي بابي اي حاجه تاني تمام يا مازن
هز راسه بالموافقه وحضنه بحب طفولي صادق بادله بحضن ابوي حنون وهو بيفتكر موقف نواره الغريب اكيد البنت دي مجنونه اللي تقف مع حد متعرفوش وتتصرف بالطريقه دي تبقي مجنونه وستين مجنونه اخد ابنه ومشي بهدوء علي البيت ومنساش يشتري العاب كتير عشان يتأسفله بطريقته ع اهماله ويتوعد لسالي بعقاب شديد!
وصلت بيتها وقعدت علي الكرسي بتعب وبعدين افتكرت اللي حصل وكلامها كله جحدت عينها بصدمه وهي بتهتف : هااراسووح انا اي الوقعه السودا اللي وقعت نفسي فيها دي !! هتحول من دكتور لمربيه؟! كان لازم انسحب من لساني اوي يا مصيبتك يا نواره ! زغرطي ياللي مش دريانه نواره بقت بيبي سيتر!
*******************
... يتبع
#Nemo


 لأنكَ المُراد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن