الجزء الاول

2K 49 33
                                    

إلى اين سنذهب ؟! هل سنروي رواية؟!! لنتفق سريعًا ولا داعي للحيرة ؛ حسنا ، اراكي هناك.

أقفلت ران سماعة الهاتف وذهبت لإيقاظ كونان لتقول له بأن أباها قد خرج وأنها الآن ذاهبة مع سونوكو إلى أحد الأسواق ذهبت ران وبقي كونان وحيدًا فالمنزل ، كل شئ طبيعي ، لم يكن أحد يتوقع أن أمرًا بسيطًا سيحدث سيغير من نمط الحياة.

نزل كونان إلى غرفة التحري والملل بجانبه صديقٌ وفِيْ  .. فلم يدري ماذا يفعل ! فرأى كتابًا يتحدث عنوانهُ عن الشوق والحنين ، فأخذه ليقرأه ، وصعد للأعلى وعاد ليستلقي على فراشه.  بدأ بالقراءة وهو يشعرُ بالحماس شيئًا فشيئًا .. فكلما قرأ حرفًا يرن عقله بإحدى الذكريات التي قضاها مع ران في أيام طفولته أو دراسته . لم تمر دقيقة قد توقف فيها كونان عن القراءة .. فقد أصبح يقرأ مندمجًا داخل الكتاب ، لا يشعر بما حوله ولا يسمع ولا يرى إلا ما يدورُ فى مخيلتهُ وكأنَّ روحهُ قد خرجت إلى عالمٍ آخر تاركةً جسدهُ مُمَدًّا بلا حراك .

صار الوقت يمضي ويمضي وكونان مازال يقرأ ويقلب صفحات الكتاب تارةً وجسده يمنةً ويسرة تارةً أخرى وهو مازال مندمجًا في الكتاب لا يخرج منه أبدًا ، فبدأت الشمس بالغروب وأحمرت آفاقُ السماء وأصبحَ النسيمُ لهُ حلاوة وفي برودتِهِ تلطيفٌ للمشاعرِ وراحةٌ للنفس ، في هذه الأثناء .. أنهى كونان قراءة الكتاب ، وعندما أقفله ضمَّهُ بكِلتا يديْهِ إلى صدرهِ الذي يكاد أن ينفجر من كثرة ما ملأه من الحنينِ والحبِّ والإشتياق .. وعقلهُ لا يَكْفُّ عن بذل كل مشاعره إلى ران التي قد طال غيابهُ عنها. أمسك كونان هاتفَ سينشي وصعد علي سرير عمِّهِ توجو وفتح النافذة لتصْطدِمَ أحاسيسُهُ الرقيقة بنسيمٍ هادئ باردْ يداعب أنحاء وجهه ويخلِّلُ (يتغلغل في) حبالَ شعره ،
اِتصلَ على ران .. وبدأ الهاتف يرن ويرنُّ معه قلبهُ الصغيرُ الذي ملأه حبًّا واشتياقًا ، فردت ران علي الهاتف ؛ ولكن أين ران ؟!!!
ران بذاتِ (بنفس) المنزل ، لقد عادت منذ مدة .. ولكنها لم تشعر بكونان حين عادت ولا شعر بها كونان ، والسبب هو ذلك الكتاب الذي قد سجن كونان في داخلهِ وهو يقرأه ، فقد اتصل عليها وهو يظن انه مازال وحيدًا في المنزل .

استغربت ران من حديث سينشي ! فهو يتكلم على غير عادته ، سينشي كان يتحدث إلى ران وكأن قلبه هو الذي يتحرك بالكلام وليس لسانه ؛ فارتسمت علامات الحب على وجهِ ران وهي تخرجُ من المطبخِ ذاهبةً إلى غرفتها .. وسينشي منطلقٌ في لا يتوقف ابدًا ، يصِفُ مشاعرهُ  والأحداث التي كان يقرأها في الكتاب . *وفجأة!!* توقفت ران في مكانها بعد أن سمعت تَمْتَمَةً كحديث سينشي آتية من غرفة أبيها ، فتغيرت العلامات إلى صدمةٍ حين بدأت تقترب رويدًا رويدًا من باب الغرفة الدي لم يكن مقفلًا لآخرهِ .. فقد اترقت السمع ، فإذا بنبضات قلبها تتسارع!  ما هذا !! سينشي الذي يكلمني علي الهاتف في داخل الغرفة !! أصبحت ران تفتح الباب في هدوء شديد دون أن تصدر أي صوت .. فزادت صدمتها ، أين سينشي؟!! هذا كونان !! فما إن رأت ران أن كونان الذي أمامها يتكلم بصوت سينشي حتي تحركت مشاعرها فقد أيقنت أن كل تلك الشكوك في الماضي كانت صحيحة ، وأن كونان هو ذاته سينشي ، فصارت تقترب في هدوءٍ والدموع تسيل من عينيها إلى أن أصبحت خلفه.

غربت الشمس ، وأصبح اللون البرتقاليُ يعمُّ أركان الوجود ، وذلك النسيم اللطيف لا يترك أحدًا إلا ويبثه بالإحساس المرهف العذب ، كونان أمام النافذة يستنشقه ..  وران خلفه يخالط ابتسامتها دمعها ، بعد حديث طويل تحدثه كونان دون توقف بصوت سينشي ختمه قائلًا :  ران .... أنا حقا لم أنساكي يومًا بطول غيابي عنكي
فإذا بصوتٍ مدفون خرج من خلفه يقول : يبدو بأنني علمت السبب .
التفت كونان سريعًا وعيناه قد توسعت من الصدمة التي أحسَّ بها وهو مازال يضع الهاتف علي أذنه ليرى ران واقفة تنظر إليه متابعة قولها قائلةً : يا سينشي! .
ليفكر كونان في شئ ليفعله بل اكتفى بإظهار ابتسامة متألمة لران التي تسيل الدموع على خديها من الفرح ، فجلست علي السرير بجانبه وحضنت جسده الصغير بقوة بعد أن علمت بأنه سينشي .. وهي تقول بصوتٍ حزين : لِما أنت هكذا ؟! ومتي صرت وكيف أصبحت ؟! وكلُّ هذه المدة لما لم تخبرني ؟! ومن ثم تابعت قولها : كثيرًا ما فكرتُ بهذا .. فبحثتُ وحاولتُ ومكثت ، ولكن في كل مرة يخيبُ ظني وأقول بأنني حمقاء تفكرُ في أشياء غير واقعية !! والآن أري بأن كل شكوكي قد كانت صحيحة .. أنت سينشي .

بدأ كونان بالحديث وهو يخفض رأسه وينظر إلى الأسفل مسترجعًا بإِبتسامة تلك اللحظات الحزينة حين كانوا في مدينة الملاهي ، وصار يروي ما حدث وقتها ومن ثم ما حدث بعدها ويخبرها لما عاش عندها في بيت توجو ولماذا لم يكن يود أن يخبرها ، سواء بحقيقته أو حقيقةِ هايبرا التي هيا بتفس حكايته .. ومن يعرفه على حقيقته ومن لا لا يعرفه والمنظمة السوداء وغيرها وغيرها من الأمور إلي أن انتهي من كل شئ .

تأخر الوقت وصار في منتصف الليل ، والقمر يحتل وسط السماء علي شكل الهلال ، فتحدثت ران وقالت لكونان أنها تريد أن يعود كسينشي مهما كانت الأخطار ومهما كانت الأسباب ، وبعد نقاش بسيط لم يستطع كونان أن يرفض طلب ران التي كانت تبكي أمامه فرحًا وحزنًا ، فذهبا من فورهما إلى بيت الدكتور أجاسا .. وأخبرهم كونان بما حصل ، ولم يمكث الأمرُ مدَّةً تُذكَرْ حتي يئِستْ هايبرا من كونان الذي كان مصرًّا على عودته حتي ولو كان يعلم يقينًا أنه في الغدِّ سيقتل.

يتبع

رايكم يهمني

تري ما الذي سيحدث؟! 😇

ران تعانق الموت   Ran hug the deadحيث تعيش القصص. اكتشف الآن