مرّت سنة و عشر أشهر و أربعة و عشرون يوما .. ثلاثون نصّا ، سنفونياتاني و الكثير من الأغاني و ألاف الكؤوس من القهوة ..
لازلت أتذكّر كلّ الأحداث بالتّدقيق ،
بعد شهر من فقدانك عرضت على طبيبة نفسيّة و خلال الجلسة كانت تقنعني بالتّجاوز و أنّ هذه قوانين الحياة .. قطعت كلامها مقترحة عليها أن تتوقّف على التّنفس لبرهة فأجهشت بالبكاء ..
في أوائل الشّهر الثّاني قرّرت الخروج من غرفتك و التعايش مع العالم ، أنت العالم ، عدت إلى الغرفة ..
بعد مرور أربعة أشهر عرضت للمرّة الثّانية على الطبيبة نفسها أخبرتني أنّني لست بخير و أنّ عليّا الأكل و النّوم و الرّاحة .. قلت لها أنني أسهر معك كلّ ليلة و لا أستطيع تركك مفردك فصاحب الوعد لا يخون .. فقالت لي أنّك قد متّ ، حمقاء لا تعلم أنّك تعيش في داخلي .. !
قضيّت يوم عيد ميلادك معك ، جلست حذوك .. أخبرتك أنّني أفتقد ريحك كثيرا ، طلبت منك أن تتمنّى أمنية لم تجبني ، أذكر أنّني تمنيت عوضا عنك ..
في الشّهر السّادس في ليلة من ليالي الأرق جلست في الحديقة المنزلية أراقب النّجوم ، كانت نجمتك منطفئة قليلا أظنّك كنت مشتاقا لي - مثلما كنت - ..
مرّت ٣٦٤ يوما على فراقك .. لا حياة بعدك صورك في كلّ جزء منّي ..
بعد سنة و ٦٠ يوما و ساعتان، صعدت لأوّل مرّة على خشبة المسرح ، بحثت عنك في وجوه الحاضرين لكنّك لم تأتي على الرّغم من أنني أخبرتك أنّني خائفة ..
مرّت على السّنة خمس أشهر .. سمعت صوتا كصوت عكائزك ، ركضت تجاه الباب لفتحه من أجلك .. لم تكن أنت ..
بعد مرور عام و ستّ أشهر مررت لأوّل مرّة -بعد رحيلك - أمام المقهى الّذي كنت تجلس فيها ، مكانك مازال محفوظا .. أظنّ أن الجميع مشتاق .. !
نشرت كتابي الأوّل بعد مرور حول و ثمان أشهر و ثلاثة أيام، ليتك كنت معي ..
و اليوم ألن تأتي ؟