-9- قاتل للقتلة

5.3K 441 499
                                    

"أودريك!"
ناديت وصدى صوتي ارتد في المنزل بأكمله لكن بلا جواب.

قمت بتسيير المنشفة البيضاء على شعري المبلل عدة مرات في حين رحت أجوب الأرجاء في الطابق السفلي بحثاً عنه.

الشمس انخفضت منذ دقائق وهذا هو اليوم الرابع الذي أقضيه هنا.

"هل نام بالفعل؟"
غمغمت بشيء من التعجب ورأسي اتجهت نحو باب غرفته المغلق ما أن صعدت للطابق العلوي مجدداً.

تسللت على رؤوس أصابعي نحو غرفتي وأغلقت الباب خلفي برفق. إن كان قد غفا فلا أريد إزعاجه.

قمت بعصر شعري بين أقمشة المنشفة قبل أن أتوقف أمام المرآة وأرفع قميصي ناحية خصري لأرى مكان الجرح سابقاً. لاشيء. كما أنه لم يحدث.

زحفت فوق البطانية ورميت رأسي على الوسادة بتعب فقد قمت بعدة تمارين قرأت عنها سابقاً قد تحفز ذاكرتي على إستعادة ما خُتم منها، أو حتى لأتواصل مع دمائي.

رغم أنني لا أحبب ذلك إلا أن التواصل معها قد يوطد العلاقة بيننا ويدخلها حالة من السلام كما وصف أودريك الأمر.

ما أن يسيطر ساحر الظلام على رغبته بالأذى للتغذي على المشاعر السلبية للأفراد حتى يسيطر على جماح دمائه التي تطوق لها.

حالياً علي أن أبقى هادئة وألا أفكر ببغض، كره أو الانتقام من أحدهم رغم أن الأمر صعب للغاية حالياً. أخشى أن مشاعر الخذلان والحزن في قلبي ستصبح غذائاً لدمائي المظلمة والتي ترغب بأن تستولي على جسدي.

أغلقت أهدابي بنية النوم لكن كلما رأيت الظلام حتى تظهر لي الخرزتان الدمويتان تلمعان خلاله وكأنهما تنتظران أن يُكسر أخر عمود زجاجي أستند له.

سحرنا ليس سوى بلعنة.

لكن...لا يحق لأحد قتلنا، حتى وإن كنا لا نتحكم بدمائنا كلياً.

"هذا صحيح."

نحن أيضاً أراوح تسير على الأرض، وكل من قـتل أو مازال يقتل بني جلدتنا يجب أن يُعاقب.

يجب أن يفعل الحراس أمراً بشأنهم.

"ماذا سيفعل الحراس؟"

لا شيء. أسلافي تركوا بني نوعي يموتون بصمت، كانوا مقتنعيين بأننا سيئون...إذاً....

"يجب أن نثأر لأنفسنا!"

أهدابي ارتفعت حين شهقت بدهشة واستقمت بجلوسي على الفراش أفرك عيني بقبضتيّ بعنف.

تباً لما لا تأتي سوى ليلاً؟!

هذه الوسوسات طبيعية...على حد قول أودريك، دمائي لن تتملكني مادامت في الداخل، لا يوجد أي جروح لكن...
الصوت بدا أكثر حقداً من قبل وتغير ليصبح أجشاً عميقاً. ليس خاصتي إنما مزيج من الأصوات التي سمعتها من قبل غالباً.

حارس التوازنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن