لم نجتمع على طاولة الطعام معاً منذ...الأبد.
عادة واحدة تواجدت وطبقها تقريباً الجميع بالرغم من أنها ليست إجبارية ولم أسمع بأن أحدهم تم توبيخه للتغيب عن هذه المناسبة. كل عام وتحديداً بداية كل سنة قمرية جديدة نجتمع للعشاء على طاولة واحدة.
لطالما كان العشاء صامتاً ومربكاً بأجواء لم تبدو قط وكأنها أجواء عائلة واحدة، فنوكتس كان يأكل بصمت مطبق من بداية الجلسة وحتى نهايتها. أبي هايدن كان يحاول تلطيف الأجواء مع العمة ناتالي -والدة بيير- التي ورث عنها ابنها كل صفاتها الخلقية والأخلاقية فهاهو ذا يحاول فعل المثل بيننا الآن.
أذكر أن الأمور لم تنتهي لا بطريقة سيئة ولا جيدة إلا مرة واحدة كنت قد نسيتها بنفسي ولم يكن الختم السبب...أردت أن أنسى وحسب.
"فالتراقبا تصرفات ابنتكما..."
كان نوكتس من يتحدث جالساً عند رأس الطاولة وهو يناظر والدتي التي عقدت حاحبيها على الفور ووالدي الذي تحدث بهدوء:
"نحن اتفقنا ألا نتسبب بتغيير الأجواء من حولها، حتى يحين الوقت فقط."كنت أقف عند باب القاعة اتنصت بصمت فلم أفهم سوى أن ابنة والديَّ الوحيدة والتي هي أنا قد قامت بما أزعج الجد نوكتس.
أذكر أن فاهي تحرك لمحاولة الكلام والتعليق. السؤال عما أزعجه وربما الاعتذار لكن حين تموضع كفان على كتفي تراجعت لسحبهما إياي للخلف.
حدقت بنوڤا الذي جثا أمامي وأشار لي بالهدوء عن طريق ترك سبابته تلامس شفاهه للحظات بصمت تام وأنا فعلت حتى فتح فاهه وتحدث أخيراً:
"لا يجب علينا الاستماع لأحاديث الكبار."قمت بعجن قماشة فستاني وأشحت بخجل من تصرفي ولكن حين ربت على رأسي بلطف وابتسم هامساً أمام عيني "لأنهم غالباً ما يتفوهون بالهراء." لم أستطع أن أمنع ضحكة مشاكسة من الفرار من بين شفاهي.
أغلقت فاهي بكفي سريعاً خوفاً من أن يتم سماعي ثم غمغمت بارتباك:
"لا يجدر بنا الحديث هكذا عن جدي."
كانت محاولة جيدة بالنسبة لطفلة لإصلاح ما أفسدته. أنا أظهرت ما أفكر به في الحقيقة ولم أستطيع إخفائه، لكنني حاولت."أنتِ متواضعة بالنسبة لشخص يحمل اسم آلهة الربيع."
أذكر فقط أنني حدقت به يسند وجنته لكفه للحظات وصلت الدقائق بصمت مأخوذة بابتسامة عبرت عن تهكمه."سر؟"
بيير كان يسير على أربع فبالكاد لمحته حين ظهر من خلفي ليدخل بيننا وهو يحرك أنفه بفضول هامساً:
"أريد المشاركة.""ما هذا على وجهك؟"
نوڤا غمغم رافعاً أحد حاجبيه وهو يبعد بيير الذي كان قد تلطخ وجهه كاملاً بما بدا ألواناً زيتية ذات رائحة نفاذة."بيير!"
صوت تيسا الحاد كان مسموعاً من بداية الردهة حين ظهرت والغضب بادٍ على ملامحها مع والدة الذئب الضال التي أمسكت به من ياقة قميصه ما أن حاول الفرار لتوبخه:
"تيسا أخبرتني أنك قمت بتخريب لوحتها...."
أنت تقرأ
حارس التوازن
Paranormalهم أفـراد مميزون ومن صلب عائلـة واحدة لا تشابههـا أخـرى ينحـدرون. ظنوا أنهم مثاليـون وأسمـى من أي وجود بدمـائهم المختلـطة ولم يعلموا أن أسوأ كوابيسـهم سيعـود وسيتجدد على شـكل كائــن من صلبهـم بسببـها. سلسلة حراس التوازن الكتاب الأول: حارس التوازن ت...