Chapter two

679 43 0
                                    

أشعلت غليوني وأتكأت للخلف في كرسيي قائلاً :
ربما ستوضح الأمر الذي تتكلم عنه .
إبتسم زبوني إبتسامة عريضة بخبث قائلاً :
- لقد مضيتُ في سبيل الأفتراض إنك تعرف كل شيء دون أن تُخبَر به .. لكنني سأعطيك الحقائق وآمل من الله إنك ستتمكن من إخباري بمعناها .. فقد بقيت مستيقضاً طوال الليل محتار الذهن وكلما فكرتُ أكثر كلما أصبحت الأمور لا تصدق أكثر ... عندما التحقت في كانون الثاني من عام 1901 منذ عامين تماماً كان الشاب غودفري إمسوورث قد التحق بنفس سرية الخيَّالة ، كان الابن الوحيد للكولونيل إمسوورث -إمسوورث الحائز على ميدالية صليب الملكة فيكتوريا في حرب كرايما - وكان دم القتال يجري في عروقه لذلك لاعجب في إنه قد تطوع ، ولم يكن في الفوج فتى أروع منه ، شكلنا صداقة ، ذلك النوع من الصداقة الذي لايحدث إلا عندما يعيش المرء نفس المعيشة ويتشارك نفس الافراح والاحزان ، كان شريكي وهذا يعني الكثير في الجيش ، تجرعنا المر والحلو معاً طوال عام من القتال العنيف ، ثم اصيب بطلقة من بندقية لصيد الفيلة في الأحداث التي جرت بالقرب من دياموند هيل خارج بريتوريا . تلقيت رسالة من المستشفى في كيب تاون وأخرى من ساوثامبتون ، ومنذ ذلك الحين لم أتلقى كلمة ، ولاكلمة واحدة ياسيد هولمز طوال ستة أشهر وأكثر وهو صديقي المقرب إلي .
حسناً عندما أنتهت الحرب وعدنا جميعاً ، كتبت إلى أبيه وسألته أين غودفري ، لا جواب ، إنتظرت قليلاً ثم كتبت ثانية وفي هذه المرة تلقيت جواباً كان مقتضباً وفظاً (لقد ذهب غودفري في رحلة بحرية حول العالم ومن غير المرجح أن يعود قبل عام ) . كان ذلك كل شيء ، لم أقتنع ياسيد هولمز وقد بدا الأمر لي بأكمله غير طبيعي بشكل لعين ، لقد كان فتى طيباً ولم يكن ليتخلى عن صديق بهذا الشكل ، لم يكن هذا من شيمه . ثم تصادف ثانية أن عرفت إنه كان ينتظر وراثة الكثير من المال وايضاً انه وأباه لم يكونا دائماً منسجمين جيداً ، كان العجوز متنمراً أحياناً ولدى غودفري الشاب روح معنوية أعلى من أن يتحمل هذا . لا لم أقتنع وقررت أنه يحب أن اصل إلى جذر المسألة ، لكن حدث أن إحتاجت شؤوني الخاصة إلى الكثير من التسوية بعد غياب عامين لذا لم أتمكن مباشرة العمل مجدداً بقضية غودفري إلا في هذا الأسبوع ، لكن بما إنني قد باشرت العمل بها فإنني أقصد التخلي عن كل شيء حتى أنجزها .
ظهر السيد جيمس على إنه من الأشخاص الذين يُقضَّل أن تتخذه صديقاً من أن تتخذه عدواً ، فعيناه الزرقاوتان كانتا صارمتين وكان فكه المربع صلباً عندما يتكلم .
- حسناً ماذا فعلت ؟. سألت .
- كانت حركتي الأولى أن أذهب إلى بيته في توكسبري اولد بارك بالقرب من بيدفورد وأرى بنفسي كيف هي المسألة على الأرض ، لذلك كتبت إلى الأم - فقد عانيت ما يكفي من فضاضة الأب - واقدمت على هجوم مباشر نضيف : كان غودفري صاحبي ولديّ الكثير من الأهتمام بأخبارها عن تجاربنا المشتركة وأنه ينبغي أن أكون في الجوار وهل هناك أي أعتراض . وإلى آخره ، رداً على ذلك تلقيت جواباً ودياً منها وعرضاً لأن تستضيفني في تلك الليلة ، وهذا ماجعلني أذهب إلى هناك يوم الأثنين .
إن توكسبري أولد هول مكان يصعب الوصول أليه فهو يبعُد خمسة أميال عن أي مكان ، لم تكن هناك أي عربة في المحطة لذا كان عليّ أن أمشي حاملاً حقيبتي وكان الظلام قد حلّ تقريباً قبل أن أصل . إنه منزل كبير ومدهش ينتصب في حديقة معتبرة ، كان عليّ إن أُقدر إنه من كل أصناف الحقب والطرازات بدءاً من الأساس الإليزابيثي نصف الخشبي وانتهاءاً بالرواق الفيكتوري ذي الأعمدة ، كان داخله مليئاً باللوحات والبُسط الجدارية ولوحات قديمة نصف مطموسة المعالم ، إنه منزل الظلام والغموض ...
**************************

الجندي المتبيض '' THE BlANCHED SOLDIER ''حيث تعيش القصص. اكتشف الآن