-39-

1.9K 178 44
                                    

الثالث من أغسطس ~

أعيش حالات مضطرِبة ومتقلّبة هذه الأيام، لا أستطيع تحديد ما إذَا كان الغد سيصبح جيدًا أم سأعيش يومًا آخر من اللاشيء..

أجد نفسي ضاحكةً وسط ضغوطات كثيرة أمّر بها، وعندما أشعر بأن الأمور حولي مستقِرة الى حد ما أتحول لكائن متشائِم كئيب.

أتحدث للكثير وأشعر بالوحدة في نفس الوقت، وعندما أكون وحيدةً حقًا أشعر بأني لا أكترث لمَن حولي، لا أكترث لأهميتي عند الجميع.

أجد نفسي جالِسة في رُكن هادِئ من أركان هذا العالم الذي لا يكترث لأحد، أنظر للجميع..

أنظر للحب الذي ينكسر والوحدة التي تأكل الروح، أشاهد البعض يتصارع على قضايا غير مُهمة على الإطلاق.

العالَم لا يكترِث لوجودي وأنا ايضًا لا أكترث لما يحدُث فيه، أترك الطريق مفتوحًا لأي سند أو رفيق.

أعلم جيدًا بأنني لن أصمُد طويلًا بهذا الشكل، ولكن لا أحد يأتي، لا أحد يستطيع الوصول إلى هذا الطريق الذي قطعتُه وأنا أعلم بأن لا عودة لي منه.

صديقتي تجدنِي مُذنبة في تِلك الحياة التي أعيشُها، تعتقد أنني خائفة حقًا من أن أقترب مِمَن هم حولي، في الواقع أنا خائفة حقًا من  الفَقد أكثر من الإقترَاب.

الأمر لا يستحق محاولَة أخرى، محاولة ترمِيم روحك لا تصلُح لأكثر من مرة واحدة، يجب أن يدرك الناس أيضًا أن من ينجَح في ترميم روحه لا يعود كسابِق عهدِه، سيصبح كائنًا غريبًا بعض الشيء!

هناك ضريبة لكل شيء، وضريبة العودة للحياة هي أن تصبح شخصًا آخر.

شخصًا لا يكترِث ، لا يثِق، لا يقترِب من أحد بسهولة، ويفقد من حوله بسهولة أيضًا، لا يستطيع أن يحب بكل جوارحه، لا يكره، لا يغضب، لا يفرح.

كيانِيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن