البارت الثالث والاخير

16.6K 530 26
                                    

الفصل الثالث والاخير
*****************
عندما تشعر وكأنك بحاله من الضياع وعدم الاتزان .. عندما تشعر ان تفكيرك اصبح مشغولا بشيئا واحدا فقط لا بل شخصا واحدا فقط .. عندما تشعر ان دقات قلبك قد تحولت الي طبول تقرع عند رؤيتك لشخصٍ ما لا تخف .. فهذا مرض يصيب العديد من الناس ولكنه ليس له دواء مثل باقي الامراض .. انه مرض الحب!
اخذت تتجول بالطرقات غير عابئه بنظرات الناس التي تتفحصها اصبحت شديده الحزن نعم مر ثلاث سنوات ع عدم رؤيته تتذكر اخر ما قاله لا قبل رحيله " سنلتقي رغما عن القدر .. لن اتركك يا صديقتي المفضله " لقد كذب عليها .. وعدها بالعوده ولكنه كذب فقدت جنونها وحيويتها اعتقدت ف ذاك الوقت انه سوف يغيب شهر او اكثر وليس ثلاث سنوات .. ثلاث سنوات!! لم يطمئن عليها ثلاث سنوات تركها وحيده وها هي الان قد تخرجت منذ شهرين من الجامعه ولم يكن معاها يحتفل معاها وهي ايضا لم تحتفل لعدم وجوده معاها !
اختفي واختفت معه جميع اخباره هاتفه اصبح غير موجود بالخدمه .. حسابه لم يعد موجود وهي لا تعلم اين يمكن ان يكون ف هذا الوقت اللعنه عليك ايها الـ يزن علقتني بك وبسهوله رحلت لن اسامحك ابدا ولن اغفر لك لعنك الله يا صديقي!
وقفت اسفل البنايه وشعور داخلي يرودها ان يوجد شئ سوف يصدمها بالاعلي وان لا تصعد ولكن روحها الطُفيليه غلبتها حتي تعرف ماذا يوجد بالاعلي ولا تعرف ان قدرها المحتوم الذي سُجل وكُتب منذ 4 سنوات سوف يتحقق امامها بعد لحظات...
عندما تقترب من باب منزلها تقرع دقات قلبها كالطبول ف حفل زفاف وجدت الباب ليس مغلقا الي اخره مما جعل معدل القلق يرتفع لديها دفعت الباب برفق وهي تتقدم الي الداخل بتوجس صاحت بصوتها وهي تدلف :
_اماااااااماااااا .. است الكل انتي سبتي الباب مفتووووووووو
صدمه وجدته امامها الغائب منذ ثلاث سنوات هو امامها الان يجلس ع الاريكه بكل استرخاء مع والدها غير مبالي بما تشعر به الان ولا بقلبها الذي توقف للحظات !! اهجم عليه والقنه درسا لن ينساه طيله حياته ام اُعانقه بقوه واضرب بيدي فـ صدره بقوه واقول له اني اشتقت اليه كثيرا ام اظل صامته كما انا الان لا اعلم !
ايقظها صوت والدها من شرودها وهو يهتف بابتسامه :
_الاء .. الاستاذ يزن طالب ايدك وعايز يتكلم معاكي شويه .. قولتي اي
_مش موافـقــــــه
صاحت بها بصرامه وقوه مما جعل والدها تتحول ملامحه للغضب السريع وقف يزن من مجلسه وهو يتحدث بخفوت :
_ممكن اتكلم معاكي شويه
_لا عن اذنكم
غادرت سريعا الي حجرتها بينما تابعها هو بعينيه كان متوقع رده فعلها فهو يحفظها وكأنها هو .. اعتذر والدها منه بشده ولكنه اصر ع مقابلتها مما جعل والدها يأخذه معها باتجاه غرفتها واخذ يطرق طرقات خفيفه وهو يهتف بنبره هادئه بها وعيد وتهديد :
_الاء .. افتحي  الباب عشان تتكلمي معاه ومش هعيد كلامي وانتي عارفه كده كويس
هدوء وبعدها صوت فتح الباب وظهرت من خلفه وهي تنظر الي الارض وهي تحاول جاهده اخفاء احمرار وجهها من البكاء ولكنها لم تستطع .. اعتذر يزن بهدوء من والدها :
_ممكن اتكلم معاها لوحدنا
تنحنح والدها بحرج وهو يهتف بهدوء :
_اه يابني ينفع اتفضل
تركهم وغادر وهي دلفت الي حجرتها من جديد وهو خلفها وهو يستعد لمواجهه تنين بشري ينفث النيران بوجهه بعد قليل لا بل بعد واحد .. اثنين .. الان!
صاحت به غاضبه وصوتها يكاد يكون معدوم من البكاء الذي تختزنه داخلها :
_انت جاي لي ها .. تطلب ايدي وفاكرني هقبل تبقي غلطان .. انت مشيت وسبتني من ثلاث سنين ثلاث سنين سبتني لوحدي وانت عارف اني مليش اصحاب وبردو سابتني ومفكرتش حتي تتصل بيا ولو مره واحده ودلوقتي جاي بكل برود وهدوء اعصاب تطلب ايدي انت اكيد فيك حاجه مش طبيعيه
_انا بحبك
قالها بهدوء ولكنها لم تستمع لتلك الكلمه واكملت ما كانت تفعله ولكن دموعها ابت ان تظل ساكنه وهبطت ع وجنتيها :
_انا مليش اصحاب مليش اهل مليش اي حاجه اهلي كل واحد منهم ف ملكوت .. بعرف اتكلم كويس جدا بس كاصدقاء مفيش انت وصحابك اول مره اتريقتوا عليا وعدتها وسكت وبقينا اصحاب عرفتني ع اصحابك اللي مكنوش متقبلني وبردو سكت وانسحبت انا بهدوء بس انت اصريت تفضل معايا وقربت مني لدرجه اني بقي يومي مبيعديش من غيرك من غير وجودك معايا .. خلتني احب الوقت اللي بتكون فيه معايا فكره انك كنت اخر سنه ف الجامعه وانا كنت لسه ف اولي كان خنقاني لاني مش هشوفك بس قولت احنا كده كده اصحاب فعادي بس انت مشيت .. مشيت ومسبتش وراك ولا علامه وكأنك بتقولي انك مش عايزني ف حياتك تاني انت مغبتش ثلاثة ايام ولا ثلاثة اسابيع ولا حتي ثلاثة شهور انت غبت ثلاث سنين بحالهم يا يزن ثلاث سنين .. عارف انت حصل اي ف الثلاث سنين دول عارف انت حصل ليا فيهم اي وجي بسهوله لبيتي بتطلب ايدي اسفه طلبك مرفوض ودلوقتي من غير اي قله ذوق مني اطلع برا وخد الباب معاك
التفت بوجهها بعيدا عنه بينما هو شعر وكأن قلبه يتمزق من صوت نحيبها ودموعها التي ترقرق ع وجنتيها وكأنها تحرقه هو اقترب منها وازال تلك الدموع بكفهِ بهدوء وحب وهتف بخفوت :
_اسف اني سبتك لوحدك .. اسف اني خليتك تفضلي موجوعه ثلاث سنين .. اسف اني مكنتش موجود معاكي ف لحظات كتير معاكي .. اسف ع دموعك اللي واثق انك نزلتيهم عشاني .. اسف ع مرحك اللي اختفي ووشك اللي اختفت حياويته .. اسف ع كل لحظه كنت بعيد عنك يا الاء .. بس .. انا بحبك .. معرفش حبيتك ازاي ولي بس انتي فيكي حاجه مميزه .. جنونك طيبتك عفويتك غمزتك اللي بتخليني اسير ليها لما بتضحكي كلامك وحنيتك مع الغريب كل ده خلوني احبك يا الاء .. انا بحبك وشكلي كده حبيتك من لحظه ال love story .. تقبلي تعيشي love story معايا وعلاقتنا تبقي متينه اكتر من الاول
نظرت عليه بصدمه وعدم تصديق مما تفوه به للتو ولكنه ابتسم امامه ثم جثي ع احد ركبتيه واخرج علبه صغيره وقام بفتحها وظهر ذلك الخاتم شهقت بصدمه انه ذاك الخاتم التي اعجبت به عندما كانت معه ف احد النزهات انه امامها كما تمنته نظرت اليه وعينيها امتلئت بالدموع من جديد امسك كفها بين يديه بحب وتملك ثم وضع الخاتم باصبعها وطبع قبله رقيقه ع كفها وتحدث قائلا :
_تقبلي تكوني بقيت حكايتي .. تقابلي تكوني نصي الثاني .. تقابلي تكوني حياتي الجديده يا لؤلؤتي النادره
لم تشعر بنفسها سوا وهي تلقي بنفسها بين احضانه في عناق شديد التقطها مسرعا وهو يحاول الحفاظ ع اتزانه وسط بكاء شديد منها وهو يربط ع ظهرها بحنيه ضربته بقبضتها بقوه ف ظهره وهي تهتف :
_متعملش فيا كده تاني يا يزن .. متسبنيش وتبعد عني تاني انت فاهم هقتلك
_ابدا يا لؤلؤتي النادره ابدا
قالها بصوت هامس ولكنها استمعت اليه بوضوح انتبهت الان لوضعها ابتعدت عنه بخجل وهي تدفعه للخارج تفاجئ من رده فعلها ولكنه اندهش اكتر من غلق الباب بوجهه بدون مقدمات هتف بضجر :
_هو احنا فينا من كده .. هتروحي مني فين جوازنا هيبقي بعد شهر من دلوقتي عشان تكوني عارفه
لم يعرف متي فتحت الباب ووقفت امامه بملامحها المذعوره وهي تهتف بصدمه :
_شهر اللي هو شهر ولا شهر زي اللي انت بتتكلم عنهم
عرف مقصدها عن غيابه الذي طال فتحدث بابتسامه مشاكسه :
_لا شهر اللي هو شهر
_ مستحيييييل
قالتها باعتراض وهي تركض للخارج وهو خلفها وقف والدها وولدتها بدهشه من منظر ابنتهم الغير مطمئن هتفت مسرعه :
_بابا ماما انتوا عارفين ان الجواز بعد شهر من دلوقتي
قطبت والدتها حاجبيها بدهشه ثم ارتسمت ابتسامه صغيره ع ثغرها :
_افهم من كده انك موافقه!؟
_ايوه بس مش شهر
انتبهت الان الي تسرعها ف الحديث وعضت ع شفتيها بخجل من سترعها وسمعت صوت ضحكات بينهم واقترب منها وامسك بكفها خفيه وهو يقول بهدوء :
_اديكم سمعتوا رأي العروسه بنفسكم وانا ع وعدي هو شهر ومش عايزها غير بشنطه هدومها وبس والفستان انا حايبه كمان من باريس يعني ناقص العروسه
هتفت باستنكار وتوجس :
_انت عامل حساب كل حاجه ولحد الفستان كمان .. افرض معجبنيش
غمزاليها وهو يهتف بنبره ماكره :
_لا هيعجبك انا واثق مش انا عجبتك ده معناه ان زوقك عالي ع فكره
_مغرور اوي
_ مش اكتر منك
نظروا الي بعضهم وكأنهم يستعدون للعراك ولكن اوقفهم صوت والدها واخذوا يتحدثون بالامور المتعلقه بالزفاف وعلي وعد ان يأتي بعائلته حتي يتم التعارف بين العائلتين بينما اقتربت منها والدتها واحتضنتها بحنان وهي تهنئها نظر اليها بخفيه وهو يهمس اليها بكلمه جعلت وجنتيها تتوردان من الخجل ومن لا يعرف تلك الكلمه المكونه من اربعه احرف فقط ولكنها كافيه ع ان تجعلك ف حاله لا يرثي لها!!
مر الشهر بسرعه فائقه كان الكل ع اهب الاستعداد لذلك اليوم فاليوم سوف تصبح له وملكه لن يستطع احد ع ان يفرقهم فهم من وقت لقائهم وهم اصبحوا الي بعضهم لا مُحال...
هبطت ع الدرج بهدوء وهي تتأبط ف ذراع والدها والابتسامه تزين ثغرها تتذكر كيف وجدته صباحا يقفز لها من نافذتها وهو يعلم انها نائمه ف ذلك الوقت ويلقي عليها زجاجه مياه قد جلبها معه لا تعرف كيف وصل للنافذه لأن ما كان يشغلها هو تلك البروده التي اصابت جسدها فجأه .. تتذكر مشهدها عندما رأت ذلك الثوب الابيض المرصع باللؤلؤ وكيف تحولت عينيها الي قلوب تتذكر رسالته له وكأنه يعلم ما تشعر به ف تلك اللحظه " لم اكن اسمح ان ترتدي لؤلؤتي النادره الا لؤلؤ مثلها ولكن مهما فعلتُ فستظلِ نادره يا لؤلؤتي الخاصه " تمنت ف تلك اللحظه ان تعترف اليه بحبها الكبير ولكنها فضلت الصمت الي ان تراه حتي تري تعابيرت وجهه !
وقفت امامه وهي تنظر الي هيئته الرائعه وتقسم ان تلك البذله لم تكن لتليق بشخص سواه بينما هو قد وقف دقائق ينظر الي لؤلؤته النادره بدهشه هو كان يعلم انها ستكون رائعه ولكن لم يتوقع ان تتخطي هذا الجمال بمراحل عده!!
اقترب من والدها وهو يأخذها من يده ثم اقترب بثغره من جبهتها طابعا قبله مطوله عليها وهو يبتسم اليها بحب وامسك بكفها بتملك ثم ساروا معا الي الداخل امام انظار الحاقدين والذين تتزين الفرحه ف عيونهم بصدق وهو يقول للجميع انها كانت له واصبحت له وستظل له الي الأبد ...
تم عقد القران وسط صيحات من الاصدقاء وابتدا الجميع ف الرقص والغناء ولم يتركوا الفرصوا للعروسين ان يرقصوا الرقصه المعروفه بكل الافراح " رقصه السلو " انسحبت بهدوء من بينهم وذهبت الي منسق الموسيقي وهمست بعده كلمات معه وبعد قليل توقفت الاغاني واستمعوا الي صوت يقول :
_الاغنيه دي من العروسه للعريس
انتبهت جميع حواسه لما قال واخذ يبحث عنها الي ان استمع صوتها فكانت تتمتع بصوت عذب ساعدها ع الغناء بمهاره وكانت تلك هي اغنيتها :
https://www.youtube.com/watch?v=xSTe1-SArG0
صمتت وهي تقترب منه وهمست وهي تنظر الي عينيه بقوه : بـ ـحـ ـبـ ك
حجظت حدقتيه من هول المفاجأه ثم احتضنها وهو يدور بها كثيرا مما حعلها تصرخ بفرح حقيقي ثم انزلها وهو يصيح بصوته كله :
_بعشقك يا لؤلؤتي النادره
ثم حملها سريعا ولم يُمهل لأحد فرصه الحديث او يُمهلها هي تلك الفرصه وذهب سريعا بها وسط التصفيق الحار لهم ودعوات الكثير بالسعاده لهم ...
بعد ساعه وصل الي بيته الذي صممه ع ذوقه وهو متأكد من انه سينال اعجابها بالتأكيد ثم فتح الباب الاخر للسياره واخرجها منه ولم يُمهلها الفرصه للحديث وحملها مره اخري وهو يصعد بها الي الاعلي دلف الي الداخل بعد ان حاول المرات ان يفتح الباب دون ان ينزلها اغلق الباب بقدمه ثم دلف بها الي داخل غرفتهم وانزلها ع الارض بهدوء وهي ابتسمت بخجل نظر اليها ثم تحدث بنبره خبيثه :
_قولتي انك بتحبيني صح
_انا محصلش!!
قالتها بلامبالاه مصطنعه اقترب هو منها مما جعلها ترتد للخلف الي ان وقعت ع السرير سقط هو فوقها محاصرا ايها اردفت بخجل : ابعد شويه كده ميصحش
_هششششش .. بحبك يا لؤلؤتي
وكأن تلك الجمله كانت المنوم بالنسبه لها كخرطوم المياه الذي هدم خط بارليف المنيع قد هدمت حصونها التي كانت قد قررت ان تبينها ولكن ذهب كل شئ مع ادراج الرياح مستسلمه لحياتها الجديده التي ستبدأ بعد لحظات من الان .. اقترب منها وهو يشعر بمشاعر غريبه تراوده من كان يري امامه العديد والعديد من النساء يقع ف حب تلك الفتاه الحسناء البلهاء كما وصفها منذ لقائهم الاول بأول يوم لها بالجامعه هو احبها هكذا يوجد بقصص الحب مجنون ليلي وهو اصبح مجنونا لـ الاء .. اصبح اسيراً لها ولجنونها وملامحها التي بات يحفظها .. ليعلن لنفسه ف تلك اللحظه انها اسرته بجنونها !
*************************************
#النهايه#
#Nemo

 أسرتني بجنونها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن