البارت الثاني

16.5K 441 9
                                    

الفصل الثاني
**********
صوت صراخ صوت ضحكات صوت همسات اصوات متداخله ف بعضها وانت مضطر للإستماع اليها لان هذه تكون "الملاهي" اصوات مخطله مع بعضها وبالرغم عنك يجب عليك الاختلاط مع البشر حتي وان كنت شخصا لا تحب التحدث مع الغرباء حتما ستجد شخص ضروري ان يتسأل " اين تلك اللعبه؟؟بكم التذكره؟؟حلوه دي ولا اي؟؟ " فتكن مضطر ان تجيب عليه فهذه هي الدنيا وهذه هي قواعدها وما نحن الا فانيون!!
ركضت بسعاده وهي تدلف للداخل بفرح وهي تقفز وكأنها طفله صغيره يتبقي لها ضفيرتان حتي تكتمل الصوره بينما هو يدلف وراها وهو يضع يداه ف جيب بنطاله وابتسامه محببه ع وجهه مرتسمه باشراقه وهو يقترب منها لم يكن يتوقع ان تسعد بتلك الدرجه .. يتذكر كيف كانت علاقتهم ف بدايه الامر فها هو الان قد مرت سنه ع صحبه كليهما عرف كل منهما شخصيه الاخر واصبحت علاقتهم قويه لدرجه انك تعتقد انهم اثنين عاشقان وليس مجرد صديقان فقط!
اقتربت منه وهي تتحدث بصوت يمتلئ بالسعاده المفرطه التي اقسم بداخله انها اذا وزعت ع الكون لتكفي وتفيض ايضا :
_انت متخيل انا بقالي قد اي نفسي اجي الملاهي .. ده احسن حاجه انت عملتها معايا من ساعه ما عرفتك
رفع احد حاجبيه بمرح وهو يهتف بنبره مستنكره :
_لا بجد احسن حاجه !! امال مين اللي طلع فوق سطح العماره ومصمم انه يجرب ينتحر عشان انقذه ها ! لا واي
اردف بنبره ساخره مقلدا :
_ الشعلقه ف الهوا تحفه اه بتخوف بس جميل ياريت تجربها .. ده انا دراعي لسه واجعني لحد دلوقتي يا شيخه .. مش فاهم عقلي كان فين لما وافقتك
عضت ع شفتيها بخجل وهي تتذكر ما فعلته منذ ثلاثه اشهر عندما اقنته بالصعود الي سطح تلك البنايه المرتفعه معاها متعلله انها تحب ان تجلس ف الهواء ولكنها فاجئته بأنها تقف ع سور سطح تلك البنايه ...
***وقفت ع ذلك السور بمرح بينما هو جحظت عينيه بصدمه وهو يهتف بقلق :
_الاااااااء .. انتي بتعملي اي انتي عايزه تنتحري
قامت ببسط ذراعيها ف الهواء مستقبله تلك النسمات المشجعه ع حدفها وهي تردف بمرح :
_انتحر مين يا عم .. لا طبعا انا بس هجرب
_وحياه امـــــــك
قالها بصوت غاضب مما جعلها تضحك بصوت مرتفع لا تتناسب ضحكتها مع ذلك الموقف تماما ثم اردفت :
_يزون انا مبدأيا كده مبحبش المرتفعات وكمان ركبي بتخبط ف بعضها ف الوقت الحالي
_مهو واضح عدم حبك اووووي .. ركبك انتي ده انا اعصابي هاجرت .. انزلي يا الاء الله يهديكي
قالها بحنق وقلق بالغ عليها وهي حركت رأسها نافيه وهي تتحدث :
_يزن .. انت اكيد بتشوف البنات والولاد اللي بيعملوا رياضه ع السطح وع السور وتلاقي واحد بينط والثاني حاضن حبيبته والثاني مش عارفه اي انا عايزه اعمل زيهم معاك سلفي ولا اي
صرخ بها بغضب وقد فاض به الكيل مؤكد انها ليست طبيعيه ابدا :
_سلفي اي وزفت اي يا زفته .. كل دول جرافيك يا ماما ولو حقيقه فدول مدربين .. وممكن تقعي وانا مش هلحق انقذك فانزلي احسنلك بدل ما تاخدي اول طياره للآخره اكسبريس يا روحي انزلي انزلي ربنا يهديكي يا الاء
حركت راسها بالرفض الحازم وهي تستعد بالفعل للسقوط وابتسمت وهي تقول :
_انت هتنقذني يا يزن .. انا واثقه
ثم قامت بالسقوط مما جعله ف اقل من الثانيه كان بجانبها ممسك بيدها وهي تبتسم بسعاده بينما هو يهتف بقلق :
_الاء الاء متخافيش .. هطلعك تمام .. متبصيش تحت
_ هو ف اي تح..عععععععععع
لم تكاد تكمل جملتها الا وهي تري المنظر اسفلها مما جعلها ترتجف بشده وكادت يدها ان تفلت من يده ولكنه احكم قبضته وهي امسكت به بشده وهتفت برعب :
_يزن يزن متسبنيش .. يزن انا خايفه
_ده انا هنفخك بس ام تطلعي يا الاء امسكي فيا جامد  امسكي
لاحظ ذلك التجمهر الذي كان بالاسفل وتلك الاصوات وظنهم انها تنتحر ولكنهم لا يعلمون انها هي من تريد ان تمرح ولكن ليس باشياء صحيحه ابدا دائما تفعل كل ما يؤذيها ويضع حياتها ع المحك .. جاء احد من خلفه وساعده ف ان يقوموا برفعها الي ان تمكنوا بالفعل من رفعها وما ان سقطت ع الارض حتي عانقته برعب مما جعله يشعر بالصدمه ولكنه بادلها العناق فورا فهو لا يقل عنها رعبا وهو يتخيل لو لم يلحقها منذ دقائق لكانت الان !! مجرد الفكره ارسلت الرعب ف اوصاله...
ابتعدت عنه عندما شعرت بفعلتها واحمرت وجنتيها بخجل من فعلتها ثم اردفت بمرح لتخفي ذلك التوتر والخجل والقلق :
_ الشعلقه ف الهوا تحفه اه بتخوف بس جميل ياريت تجربها
نظر اليها بحدقتين مشتعلتين وهو يردف محذرا :
_قدامك بالظبط خمس ثواني لا خمسه لي هو ثانيه لو ماختفتيش من وشي هسود عيشتك غوري من وشي يا الاء وصدقيني مبهزرش
نظرت اليه ووجدت ملامح الجد باديه ع قسمات وجهها مما جعلها ف اقل من الثانيه كانت تقف مع الحشود بالاسفل وهم يطمئنون عليها تاركه قلبا كاد ان ينخلع من بين ضلوعه من كثره الرعب وهو يقسم انها اذا فعلتها مره اخري فهو من سيدفعها بنفسه !! ***
ابتسمت بخفوت ومحت تلك الابتسامه بسرعه هتف هو بمشاكسه :
_لي بتمسحيها لي .. شكلك بيبقي احلي ع فكره
وجدت نفسها تلقائيا تبتسم ووجنتها تزداد احمرارا من الخجل وتحدثت مسرعه :
_يلا عشان نلحق نستمتع باليوم من اوله ولا انت النهارده بتعرفني شكل الملاهي وبكره هنلعب ولا اي
عبس بوجهه بضيق وتحرك بجانبها وهو يدفعها بيده :
_اتنيلي اتحركي ياختي
_متزوقش احسنلك
قالتها بحنق ثم تحول لسعاده وهي تقف امام احد الالعاب بمرح ممسكه بيده وهي تُصر بسعاده :
_يزن .. خلينا نركب دي الله يخليك
_اخرتها اركب عربيات التصادم .. قولي انك بتهزري
قالها باستنكار ممزوج بالدهشه ولكنها لم تجبه وتوجهت الي تلك السيارات الفارغه وجلست بها نظر الي السماء وهو يدعي الله ان يغفر له ذنبه الذي لم برتكبه واذا ارتكبه فهو قد اكفر عنه بمعاشرتها تلك المده ثم ذهب وجلس بالسياره المجاوره مما جعلها تنظر اليه بامتنان بادلها بابتسامه عاشقه ...
تم تشغيل اللعبه وتحركت السيارات وكأنه ينتقم منها ف تلك اللعبه ويصور عقله له انها حقيقيه كان مُصر ع ان يصدمها بشده وهي تحاول الهرب ولكن لا يوجد مفر وع وجهه ابتسامه خبيثه فقد اعجبيته اللعبه الان
_يزن .. ابعد عني شويه مش عارفه اتحرك
قالتها بضيق اردف هو ببراءه مفتعله :
_انا كلمتك .. اسمها تصادم ع فكره يعني طبيعي اخبطك
_انت بتخبط فيا انا وكأنك عايز تقتلني اهدي عليا
قالتها بحنق مما جعله يضحك بهدوء واصبحوا اعداء لبعضهم ف تلك اللعبه واخذ كل واحد منهم عندما تتيح اليه الفرصه بصدم الاخر بقوه مما جعل ملامح كل منهم تتحول للغضب الي ان توقفت اللعبه ولكن نظرات الغضب لم تتوقف!!
قامت بالوقوف من تلك اللعبه ثم خرجت منها وهو خلفها واخذت تجرب العديد من الالعاب والابتسامه تعرف طريقا لثغرها وهو يساعدها ع الا تزول ابتسامتها فهي اصبحت صديقته المقربه اليه والاقرب الي قلبه من بين اصدفاءه الاخرين .. انتهت من اختيار الالعاب وتوقف هو امام احد الالعاب وزينت حدقتيه بقلوب وهميه لتلك اللعبه المثيره التي لم تكن سوا "المقص" نادى عليها بصوت مرتفع  :
_الااء اي رايك نركب دي!!
نظرت الاء الي تلك اللعبه التي يشير عليها جحظت حدقتيها بصدمه وابتلعت ما قد كان يسيل من ثغرها من كثرت الصدمه وهي تهز راسها بخفوت متمتمه :
_ابدا  !!!
_بتقولي حاجه يا الاء؟!
سألها باستغراب ولكنها هزت راسها نافيه ووضعت يدها ع راسها مصطنعه التعب :
_لا بص اركبها انت وانا هستريح هنا
جذبها من يدها وهو يسير الي تلك اللعبه وهو يهتف :
_والله ابدا .. انا ركبت معاكي كل اللي انتي عايزاه تعالي معايا بقي
واجلسها ع المقعد عنوه وهو يغلق ذلك الحزام جيدا وهو يتأكد من عدم فتحه نهائيا تحت اي ضغط ثم جلس بجانبها وهو ينظر اليها بمرح ولكنه لاحظ ارتباكها وارتجافها مما جعله يقطب ما بين حاجبيه باستغراب :
_انتي خايفه!!
حاولت ان تصرخ بوجهه وتقذفه بابشع الشتائم ايسأل!! فهي تكاد تموت رعبا ولكنها حافظت ع ماء وجهها الذي بدأ يزول بالفعل وهي تتحدث بخفوت :
_لا وانا اخاف لي .. دي بسيطه اوي .. بسيطه خالص
قالت جملتها الاخيره بخفوت مما جعله يهز راسه بايجاب ممزوج بالشك هو ع يقين انها مرتعبه الان امسك يدها التي تحاوط بها تلك القطعه التي ع صدرها لتحميها وابتسم :
_متخافيش .. انا معاكي
حركت راسها بايجاب ثم اغمضت حدقتيها وهي تحاول ان لا تشعر بما يحدث حولها الان وابتدت اللعبه ف التحرك ودقات قلبها اقتربت ع الاستماع اليها كموسيقي صاخبه مما جعله ينظر اليها بقلق فقد وصلت دقاتها الي مسامعه فكر قليلا ماذا يجب ان يفعل وفجأه صرخ بصوت مرتفع مما جعلها تنظر اليه بصدمه :
_يالهوووووووي .. نزلني نزلنــــــــي
_يزن
قالتها بصدمه من رده فعله ولكنه صرخ بوجهها :
_يزن مين وزفت مين عايز انزل .. وقف البتااااااعه دي يالهوووووي ع شبااااااابي
ضحكت ع منظره وهو استمر بالصراخ :
_اضحكي ياختي اضحـــــــكي ماانتي مش حاسه وقف البتااااعه دي يا حيواااااااااااااان .... يخرااااااااااااشي
ضحكت بصوت مرتفع ومن معاهم وهو ما زال مستمر بالصراخ وهي لم تتوقف عن الضحك وقد نست خوفها تماما مما جعله يكف عن ما يفعله وهو ينظر اليها وهي تضحك بابتسامه هادئه وتوقفت اللعبه مما جعلها تنظر اليه وتجد نظراته المحدقه بها فاخفضت رأسها للأسفل وهي تنزع ذلك الحزام عن وسطها وتلك التي ع صدرها ووقفت وهو وقف خلفها والجميع يتهامسون عليه ويضحكون وهو يشعر بالخجل الشديد فهو فعل هذا لاجلها حتي تتناسي خوفها فإذا غازلها سيزداد صراخها فلم يكن امامه سوا تلك الطريقه مما جعله يهتف داخله "اللعنه عليكِ يا الاء"!!
وقفت وهي تنظر اليه وقامت بتربيع يديها ع صدرها وهي تهتف :
_يعني انت مطلعني لعبه وانت اللي خايف منها
_مالك خايف؟!
قالها بتوجس حركت رأسها بإيجاب وهي تردف :
_ايوه .. مشوفتش انت عملت اي ده انا كنت مرعوبه ومعملتش كده
نظر اليها بضيق ثم اوقف احد بائعِ "غزل البنات" وهو يأخذ منه كميه معقوله ووضعها فيدها مما جعل ابتسامتها تنفرج علي ثغرها بسعاده وهي تهتف شاكره :
_متشكره اووووووي يا يزون
_يخربيت التلوث اللي بتعمليه ف اسمي يا شيخه .. وبعدين انا عملت كده عشانك لاني لو مكنتش عملت كده قلبك كان هيقف واديكي شوفتي مبيوقفوش اللعبه يعني كنتي هتموتي مني
نظرت اليه بعدم تصديق انه قام بتلك الفوضه من اجلها وفجأه التمعت ف رأسها فكره بلهاء واردفت بابتسامه :
_بجد!! طب تمام لو كده بقي اركب تاني البتاعه دي واشوف
نظر اليها بعدم تصديق وهو يهتف بصدمه :
_نعم ياختي!! ده انا اقع من طولي هدوخ منك
_قول انك خايف بقي
قالتها بلامبالاه مما جعله يستشيط غضبا ويلعن نفسه للمره الالف انه قام بمساعدتها كان يتركها حتي تتوقف دقات قلبها وتنتهي ذهب الي اللعبه مره اخري وهو يجلس بها بتحدي وهي تنظر اليه بعدم تصديق فهي كانت تمزح فقط ولكنه اخذ كلماتها ع محمل الجد وركب تلك اللعبه من جديد"اللعنه عليك يا يزن حتما ستفقد وعيك" هتفت بتلك الجمله بداخلها وهي تتابع اللعبه وهي تتحرك بينما هي جلست ع احد المقاعد وهي تأكل "غزل البنات" بنغم واستمتاع وبعد 10 دقائق وجدته يأتي اليها وهو يترنح ف مكانه كادت ان تسأله عن حاله ولكنها وجدته يشير باصبعه ف جهها :
_ابقي قولي لبابا ان كان نفسي اشتغل معاه ف شركته بس للأسف انتي السبب
وسقطت مغشيا عليه مما جعلها تجحظ بصدمه ورعب وقد ذهب لون وجهها وتجمعت الحشود حولها بقلق فتمتمت باسمه : مات !! وانا السبب!! لولولولولي
ثم سقطت مغشيا عليها بجواره هي الاخري تاركه الناس ينظرون اليهم بتعجب!!!
***********************************
... يتبع
#Nemo

 أسرتني بجنونها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن