الجزء الثالث
قصة #التائبة
ما عرفت ابوية شديحجي، بقيت صافنة عليه، گال:
- تعرفين منين جبتج؟
- شنو منين جبتني، قابل من الشارع
- لا مو من الشارع، لان الي يلگونه بالشارع، مو شرط ابن حرام، مرات يكون ابن ناس اشراف كاتلهم الجوع، ماعدهم يوكلون نفسهم مو انوب يوكلون جهالهم
گالت امي وهي تجر بيد ابوية:
- كافي غسان باجر هي راح تشتغل، امشي.
اني گلت:
- لا ماما خلي يحجي اريد اعرف شيريد يگول، منين جابني بلّة؟
جاوب ابوية:
- من بطن وحدة (....) شاردة من اهلها
حسيت الكاع افترت بية من سمعت ابوية هيجي گال، كعدت على القنفة.
گالت امي:
- شنو هالحجي غسان شبيك تخبلت
- خليها تعرف، البنية كبرت ومن حقها تعرف.. حتى لا تبقى تدلل علينا
باوع علية وگال:
- هسة عرفتي شلون اني صاحب فضل عليج
باوعت على امي وبجيت، گلت:
- ماما شنو القصة شديحجي بابا
ردت:
- معليج بكلام ابوج روحي الغرفتج
عفتهم ورجعت الغرفتي ابجي.
بقيت افكر بكلام ابوية معقولة صحيح اللي سمعته، رغم كان سكران، بس هاي المرة ديحجي بثقة. متحملت ابقى كاعدة، طلعت من الغرفة ورحت على غرفتهم، صحت على امي وكعدنا بالصالة:
- ماما احجيلي الصدك
- حبيبتي ابوج سكران ميدري شيحجي
- لا ماما مو سكران، ابوية ما يوم حسسني ان اني بنته
- باجر الصبح راح تشوفي غير شي
- ماما اني مو جديدة عليه، بس اليوم صدك حسيت نفسي غريبة.
بقيت اتحايل عليها ساعة لحدما حجتلي القصة.
گالت:
كان غسان عنده تكسي، وكان دائما يوكف گبال المستشفى، وبيوم طلعت بنية تركض من المستشفى وتتلفت، يكول ابوج: بقيت امشي وراها بالسيارة، ومن ابتعدت عن المستشفى، وكفت والتفتت تباوع وراها، بعدين دخلت بشارع عريض بس كان فارغ.
صرت بصفهة وحجيت وياهة بس مجاوبت. بقيت امشي بصفها بالسيارة وخوفتها بالكلام، گلتلها: هذا الشارع بي ناس مو زينة خاف يأذوج. تحايلت عليها لحدما صعدتها بالسيارة، ومن سألتها على اهلها، جاوبت: لتوديني لهلي.
جابها غسان للبيت، وبوقتها تعاركت ويا، ومن فهمني الموضوع دخلتها للبيت وبقيت اسولف وياها لحد ما عرفت منها القصة.
سألت امي:
- شنو قصتها احجي ماما
تحب واحد او لعب بعقلها على اساس واعدها بزواج، ومن سوة اللي سواه، انهزم وعافها. وبعد ايام بدت عليها اثار الحمل اخذتها امها للمستشفى عبالهم متسممة، لان تذب من راسها. كشفت عليها الدكتورة وكالتهم حامل. امها كالتلها لا ترجعين للبيت لان ابوج يذبحج.
- كملي
بقت البنية ويانا وما عرفنا شلون نتخلص من حملها، وردنا نسويلها اسقاط بس خفنا تموت.
سكتت امي واني الح :
- كملي ماما، كملي ماما
- اوووف شذكرتيني بهالسالفة
- كملي عفية
بيوم الولادة احتارينا وين نوديها، غسان كال اذا ناخذها للمستشفى راح تصيرلنا مشكلة واحتمال يحبسوني من وراها لان لا مستمسكات ولا نعرفها وراح يفتحون تحقيق.
- اي
جبنالها قابلة للبيت بس البنية صار عدها نزيف قوي وكالت القابلة يجوز تموت، لان يرادلها دم.
- وبعدين
كدرت القابلة تجيبها، ومن جابت رأساً ماتت متحملت الالم ، والنزيف. وبعدين اخذها ابوج دفنها، وبقت بحظني بنتها. اتذكر بوقتها تعاركت وي غسان لان مقبل يسجلها بإسمه، وبعدين اقتنع وسجلها.
- وين راحت الطفلة؟
- هاي الطفلة كبالي، صارت عروسة
بقيت ابجي بجي الماصاير، تخبلت، وامي تصبر بية وتحضن بية واني ادفع واسب بيها، ومن هدأت سالتها:
- شنو كان اسمها؟
- سارة
- يعني سميتوني على اسمها
- اي
- ومن بقت وياكم كل هاي الفترة شنو كانت تسوي
- جبرتها تشتغل وياية
- انتم ما عدكم انسانية ابد؟
- حبيبتي احنة اهل الانسانية، احسن من ما تخلص حياتها بالشوارع، اقلها اكو سگف يحميها، وبعدين هذا شغل والشغل مو عيب
- اي هم صدگ، مكان متحلين مشكلتها شغلتيها ( ....)
- لعد شتريدين اسوي
- والله لو عايفتها بالشارع ولا هيجي مسوية بيها، الف ابن حلال يكدر يحل مشكلتها
- هسة شلون يعني تريدين اروح اطلعها من كبرها واعتذر منها
عفتها ورحت الغرفتي.
صارت عندي حالة اكتئاب اسبوع كامل.
حبست نفسي بالغرفة كوة يوكلوني ويشربوني، حتى ادهم ما اثر بية، كان يكعد وياية من الصبح لحد العصر، حاول بكل طريقة يطلعني من جو الكآبة ومكدر.
وبيوم، اجة ابوية وكال:
- اني شلتج قبل ميطخ راسج الكاع، المفروض تشكريني لان ربيتج وكبرتج
هزيت ايدي وجاوبته:
- ونعمة التربية
- تعرفين الينكر اصله شنو؟
- ما ادري
- ابن حرام، وانتي سواء نكرتي اصلج او لا فإنتي بنت حرام.. هاهاهاها
ضليت صافنة عليه حدما خلص ضحكته،گلتله:
- ليش هو منو بهذا البيت ابن حلال
- شفتي، يعني كلنا نفس المصير، اطلعي من هاي الغرفة وروحي تونسي هي الحياة فارة وبزون
- وهسة اني منو .. الفارة لو البزون؟
- لا ... انتي المصيادة
ضل يضحك وطلع من الغرفة.
بقيت افكر مو مال ابقى على هذا الحال، اخاف تتأزم نفسيتي اكثر وماكو داعي الهاي العزلة.
اتصلت بأدهم، حتى يجي يطلعني.
رتبت نفسي وكعدت انتظر بالصالة، كانت علاقتي بالبنات علاقة سطحية جدا، دائما يتجنبن الكلام وياية، واني ايضا ما احب اختلط بيهن، يمكن اشوف نفسي افضل منهن بهواية شغلات. اجتي امي كعدت يمي، گالت:
- شلون صار وضعج
- زفت
- وين كاشخة... هم استاذ ادهم؟
- اي .. عندج اعتراض
- لا عيني، منو يكدر يعترض على ست الحسن والجمال
- هه، خليتولي حسن جمال
- اخذي بنصيحتي ولج يا عوبة، لا تمشي السنين بيج وتعضين اصبعج
- شسوي يعني؟
- سوي علاقات بكل مكان، حتى من توكعين اكو من يشيلج
- ما احتاج.. بس انتم اطلعو حياتي ومعليكم
بهاي الاثناء دخل ادهم ولكاني كاعدة ويا امي، سلم علينا وكعد يمي گال:
- خير سارة؟
- طلعني اختنگت من البيت
ردت امي:
- طلعها عيني، سدينا نفسها
طلعنا من البيت.
اخذني بالسيارة نفتر اكثر من ساعة واني ساكته ما احجي، مالي نفس حتى اباوع على وجهي بالمراية، گال:
- حبي شنو قصتچ كافي انسي الموضوع
جاوبته:
- يمكن لوما وكعت بيد غسان ورغد كان حالي افضل
- تالي عمرج تريدين تعيدين حساباتج، حبيبتي انتي مناقصج شي والف واحد يتمناج
- هه.. هذا كلامك .. بس غيرك..ميكول عني غير ( ....)
- انتي تشوفين نفسج هيجي لان البيئة اللي عايشة بيها جبرتچ ان تكونين (...)
- ادهم شتريد تكول؟
- اريد اكول، كافي من هذا الحزن لان راح اگلب السيارة من وراج
صاح بية واني جفلت، التفتت عليه لكيته يضحك:
- شبيك خوفتني
- كافي موتيني دشوفي وجهج بالمراية صدقة الجمالج
بقيت وي ادهم لليل، افترينا وتمشينا بمتنزهات، ورحنا للملهى وردت اشرب بس هو مقبل، وتعصب، وحتى هو مشرب كدامي.
ارتاحت نفسيتي ورجعني للبيت.
ثاني يوم بدت المشاكل وياية من ورا امي، كلما نصير وجه بوجه تذبلي حجاية، بس اني اسكت وابتعد عنها، ومن طلع ابوية من الغرفة، شافني كاعدة بالصالة، كانت الساعة بحدود 10 ص، گال:
- شلونه الشغل
سمعت البنات يگولن:
- زين
انوب اقترب مني وگال:
- الاميرة شلونها، اتمنى الخدمة عجبتها
- شكو با....
مكدرت الفظ كلمة بابا، گال:
- با .. شنو ... ههههه استنكفتي لازم، على العموم هذا مو موضوعنا، اريد وراد منج اليوم راح انطي اجازة للبنات
- انت تريد تنتقم مني مثل ما انتقمت من امي
- شي واحد بس مخليني متحمل لسانج وصلافتج
- شنو بلة؟
- جمالج، والا كان شغلتج بالبارات
- ليش انت شدتسوي يعني.. اشو يومية وموديني الواحد
- اي بس مو اي واحد
كعد كبالي وگال:
- انتي معايشة وي السكارة اللي يبوكون فلوس حتى يدخلون الملاهي، هذولي اقذر اصناف البشر، تخيلي شنو يسوون بيج، ضرب واهانة وتعذيب، واذا تحبين تسمعين هاي القصص هسة اخلي وحدة من هذني الــ (...) الواكفات وراية تسولفلج موقف واحد من اللي صار وياها
التفتت على البنات وكانو يباوعون علية، گلت:
- هه .. همزين گلبك رقيق ومتريد احد يجرح مشاعري
- اي بس مو معناها ابقى بهذا الگلب الرقيق.. امشي عدل حبيبتي وحافظي على هذا وجهج، لان بسببه انتي دتتعيقلين علينا، وراح انطيج مهلة بعد كم يوم
- مهلة شنو؟
- حتى تنعدلين
- واذا ما انعدل
- راح اشوه وجهج واخلي الشوارع تلفيچ
خفت من كلام ابوية، وحسيت بضعف. بهاي الاثناء اجتي امي، گالت:
- اسمعي سارة... بعد طلعة ماكو
- ماما شبيكم؟.. ليش هيجي دتسوون
- حبيبتي، ارجعي الوّعيج، ترا انتي ممنتبه النفسج شدتسوين
بجيت وكلت:
- يعني حرام احب، عفية ما اكدر اللي تريدو مني صعب والله صعب
- اشو قبل كان سهل، ليش هسة صعب
- اني اخلي ادهم ينطيكم فلوس
رد ابوية:
- لا ادهم ولا غير ادهم، تبقين بالبيت وانتهى الموضوع.
استسلمت وبقيت بالبيت، وفهمت ادهم شنو اللي صار وياية، وبقيت متواصلة ويا بالتلفون.
وبيوم من الايام اجانا ادهم ويا شخص غريب، كعدنا بالصالة اني واهلي، تعرفنا على الشخص واتضح ان ادهم جايبه حتى يشتري الملهى، اني كان عندي علم بهذا الموضوع، وهذا الشخص دفع مبلغ زين مقابل الملهى، وكانت الخطة ان يشتري ابوية وادهم ملهى بمكان اخر بعد ميبيعون هذا الملهى، صار الاتفاق وطلعو من البيت.
ثاني يوم راح ابوية وصدق العقد، ويا ادهم وهذا الشخص.
من رجع ابوية للبيت، سئلته امي:
- كملتو البيعة؟
- اي
- وين الفلوس؟
- نهاية الاسبوع تجي حصتنا
- ها.. نهاية الاسبوع، وبعدين تبدي المشاكل.. ماعندي.. واصبرلي ..وفد شهر
- راح تبدين تلغين
- ولك وين اكو واحد يبيع وميستلم فلوس، شكد فاهي انته.
- بابا الولد مطاير يمعودة وبعدين هو بضمانة ادهم
- خاف ماخذهن ولك ومتكول
- وين اوديهن يعني
- شكد ثولة اني، المفروض اروح وياك لان انت مو ثقة
تعاركو كالعادة.
اتصلت على ادهم وسولفلي على المشروع الجديد، حجيتله على اهلي وشنو صار على موضوع الفلوس، ضل يضحك وگال:
- كم يوم وتجيهم فلوسهم
- منا لحدما تجي الفلوس واحد ذابح الثاني
بقينا نسولف، وسمعت ابوية يكول:
- نخلي سارة تلتزم الملهى الجديد
غلقت التلفون وطلعت للصالة كانت امي كاعدة وابوية واكف يمها، گلت:
- يا ملهى يا سارة
ردت امي:
- لو بس حلگچ تسدي .. على كلشي معترضة بت ( ....)
- ما اروح الاي مكان، مو كلتولي متطلعين من البيت .. خلص ما اطلع
رد ابوية:
- مو هاي بيها فلوس، وراح ندخلج دورة رقص شرقي وتصيرين فنانة استعراضية
- لا شكرا .. ما اريد
تلاسنت وياهم وكامت امي كتلتني.
وبيوم الموعد المحدد، اتصل بية ادهم وفهمني ان الشخص اللي اشترى الملهى عازم اهلي على غداء وراح ينطي ابوية الفلوس، وبعدين كال:
- انتي لتجين ابقي بالبيت، لان ماريد ابوج يفتح اي موضوع بخصوص شغلج اخاف تثور عندي الغيرة وما اسيطر على اعصابي
- لا حبيبي ما اجي، بس انت اهدأ
خلصت المكالمة وسمعت ابوية يحجي وي اخواني بصوت عالي:
- اريدكم تحفظون بيت الرجال زين
صراحة ضحكت، ابوية ديخطط حتى اخوتي يبوكون بيت الرجال.
انوب سمعت امي تكول:
- وشمعنة هذا البيت؟
جاوبها ابوية:
- غبية، هو اللي يدفع هاي الملايين الله يعلم شكد عنده غيرهن
وتناقشو ورسمو خطة، بقيت اضحك لان ما عرف شبيهم.. ابوية من كل عقله ديحجي لو شنو.
المهم، طلعت كعدت يمهم، سألني ابوية:
- شعجب ممبدلة
- ما اروح
- اي هسة بديت احبج
- هه، يعني اذا اريد اروح تمنعني؟
- اذا طلعتج بيها فلوس .. ليش امنعج، بس حب وكلاوات، لا للأسف
گالت امي:
- خلي بالج من البنات، احسبي وراهن، مو تصيرين ثولة ويبوكن الفلوس.
واشتغلت التوصيات والتحذيرات لحدما اخذهم ابوية بالسيارة.
اتصلت بأدهم، وحجينا بحدود ساعة، ومكنت منتبهة للوقت حدما صارت كبالي الساعة الجدارية وكانت ب5 العصر، سألت ادهم:
- حبيبي شنو ما وصلو اهلي؟
- لا حبيبتي بعدهم، اني منتظرهم يجوني حتى نروح للرجال
- تعرف صار ساعة نحجي، ممعقولة هيجي الطريق ازدحام
- خلي اتصل على ابوج وارجع اتصل بيج
غلق الخط واتصلت اني على امي، بس كان تلفونها مغلق، اتصلت على اخوتي، ايضا تلفوناتهم مغلقة، تعجبت !!، شنو الموضوع، جربت اتصل على ابوية بس ايضا مغلق.
اتصلت على ادهم وسألته:
- حصلته لو لا؟
- لا .... مغلق.. وتلفون امج ايضا مغلق، اتصلي على اخوانج
- اتصلت عليهم مغلقة تلفوناتهم
حسيت احساس غريب، ماعرف ليش صار عندي خوف، سديت التلفون وبقيت كاعدة اتصفن، وكل شوية اتصل على واحد ونفس الشي، طلبت من البنات يتصلون على امي وابوية، بس كانت التلفونات مغلقة.
ورا شوية اتصل بية ادهم، گال:
- سارة ما اعرف شلون راح تتفهمين الموضوع
- حبيبي يا موضوع؟
- بخصوص اهلج
- ها.. وصلو؟
- لا
- لعد شكو ادهم احجي
- سارة اهلج ....
انقطع الخط، ورجعت اتصلت على ادهم بس تلفونه مغلق.
خفت من نبرة صوته ومعرفت شبي، حاولت عدة مرات اتصل بس تلفونه مغلق، كمت افتر بالصالة، وبعدين اتصل ادهم:
- ادهم شكو؟
- راح اجيج للبيت
- واهلي وين لعد
- من اجيج افهمج
ومن اجة ادهم للبيت شفت لونه مخطوف، كعد كبالي وعيونه بعيوني، سألته:
- شنو القصة ادهم، ليش اجيت غير اهلي رايحيلك للبيت؟
- اهلج ما اجوني؟
- يعني شنو
بقة ادهم يحجي حجي غريب، وضل يمدح بية ويكول انتي قوية وانتي سباعية وكلام هواية ما سمعته ابد من ادهم، الى ان گال:
(يتبع)....
تابعونا غدا في تمام الساعة 9 مساءً مع الجزء الرابع .. وافر حبي وتقديري.
ماء السماء الكندي