الجزء التاسع

24 2 7
                                    

أصوات... تحركات.... كل شيء متشابك بعضه ببعض،و خطوات.... لم تفقه الفتاة النصف واعية منها شيئا ،كل ما شعرت به هو اليدان الباردتان اللتان تصفعان خدها بلطف، أما باقي اعضائها ،فكانت مخدرة كمن قام بعملية...اخيرا استطاعت فتح عينيها بتعب ،تعدلت الرؤية أمامها لتنتبه للوجوه التي تحدق فيها بقلق، تحركت شفتاها لكن صوتها علق في حنجرتها من كثرة الصراخ ..توقف الصفع لتسمع صوتا مؤلوفا:
-بياتريكس ، بياتريكس، أفيقي انه أنا... كارتر !
-أيها... ال..  القائد ؟!
تعالت شهقات الفتيات حولها تعبيرا عن سرورهن، بينما ابتسم قائد فريق التنس ، انتبهت بيا ان رأسها كان على كتف صديقتها  روزابيلا :
-اه.. روز... ما الذي حدث ؟
-لا تشغلي بالك بما حدث بيا فكل شيء بخير الآن ، المهم هي صحتك،كيف تشعرين ؟
-مجرد دوار...لكن... اريد ان اعرف ما حدث... ؟
نقلت روز بصرها الى كارتر الذي حاول المماطلة بقوله:
- اعدك بياتريكس.. سنشرح لك كل شيء و لكن بعدما تعودين من المشفى، هيا سيارة الاسعاف ستصل الآن....
و ساعد الجميع بياتريكس لتتمكن من السير ،فلم يبقى سوى روز و كارتر شاردان ينظران الى دماء بياتريكس التي صبغت البلاط، سألت روزابيلا :
-ألا تتحمل رؤية الدم ؟!
-الأمر ليس هكذا، احاول التفكير فيما حدث بالأمس.
-ليس لدينا اي دليل يقودنا لما حدث ،على الاقل حتى تعود ذاكرة بياتريكس... بالتفكير بالموضوع،فلا يوجد سوى الدماء و الزجاج الذي من المفترض أنه سبب نزيفها...
-و لا تنسي المصابيح المنفجرة و زجاج النافذة المخدوش ، كما ان جو الغرفة صار باردا على غير العادة !
-لماذا؟ الا يوجد مكيفات؟!
و انتبهت روزابيلا لسؤالها الغبي، فكيف يكون هناك مكيف حرارة في غرفة تخزين ؟ ابتسمت بإحراج لتنسحب خارجا :
-لا عليك، لقد كنت امزح! شكرا لك لاعتنائك ببياتريكس.....
-(يبتسم)  لا شكر على واجب.. 
مرت الفترة الصباحية ، و بحلول المساء كان الخبر قد تسرب لمعظم طلاب الثانوية ،منهم أولائك الاربعة المصدومون:
-جونثن : يا الاهي!  ما الذي يحدث في هذه الثانوية.
-لارا :  مسكينة بياتريكس 😢
-ايرس : هذا غريب، ألم تعرفي القصة ؟!
-روز : ليس تماما..لكن حسب ما سمعت، ان اعضاء فريق التنس سمعوا هاتفا يرن في قاعة التدريب....تبين انه لبيا،بحثوا عنها و أخيرا وجدوها مغشيا عليها في غرفة التخزين التي كانت في حالة فوضى عارمة..
-لارا : ماذا عن والديها؟!
-روزابيلا : لقد اتصل بهم كارتر، قائد الفريق..قالا ان بياتريكس اخبرتهما انها ستبيت في سكن الثانوية للمراجعة!
-لارا : ماذااا؟! بياتريكس تكره البقاء في السكن!
-روز : اعلم... و هي لا تكذب عادة، فكيف مع والديها !!
-جونثن :(غاضب) من الواضح أن هناك شيئا لا نعلمه،....آآآآه! ما موقف ادارة المدرسة مع كل هذه الحوادث؟؟
-ايفان : لا يمكنهم فعل شيء يا جون ، انهم حتى لم يصدقونا عن سقوط خزانة المعدات و حادثة المبنى السكني و قصة الامس!! 😔
-؟؟؟ : هيا هيا جميعا ،لا تنسوا ان عليكم دواما الآن ،صدقوني انا افهم ما تشعرون به تجاه صديقتكم...
-الجميع : استاذة تيا !
و هكذا مرت حصة الفرنسية طبيعيا عدى كوارث النقاط (خاصة آيرس 😹) و كانت بعدها حصة التاريخ و الجغرافيا ...وقفت استاذة المادة تسلم اوراق الامتحان و هي تراقب دموع الفتيات و الاولاد يضحكون غير عابئين بها، توقفت فجأة عند مقعد ايرس و مررت ورقتها لتزفر بملل :
-انسة دون (لقب ايرس)  تهانينا على العلامة الجيدة ،لكن هل لي ان اسئلك عن سبب كتابة "معاهدة ايفان" بدل "ايفيان" ؟😑
انفجر كل طلاب الصف ضاحكين عدى ايرس التي عادت اليها الحمى و ايفان الذي اخفض رأسه بإحراج ،تمتمت ايرس كاذبة:
-في الحقيقة... لم استطع ان احفظ الإسم فاقترح علي ايفان هذه الطريقة، لكن الامور اختلطت علي بسبب المرض... (كذابة محترفة 😂)
نظرت الأستاذة إلى ايفان الذي كان يومئ بكل براءة اخفى خلفها ضحكة شيطانية و تابعت:
-هكذا اذن ! مرة أخرى احترسي آنسة دون...
و دق جرس نهاية اليوم الدراسي،فخرج الخمسة و قد عزمت لارا و روز ان تزورا بياتريكس رفقة قائد الفريق كارتر.....وجدوا بيا ما تزال في صدمة تحدق بالجدار، لكنها ما إن رأت رفاقها اجهشت بالبكاء و دموعها تنساب متواصلة على خديها:
-لارا: لا تقلقي عزيزتي ،نحن هنا الآن و لن نترككي بمفردك بعد الآن....
و قصت بياتريكس ما تذكرته على رفيقتيها بينما كارتر واقف قرب الباب يستمع بهدوء، كانت تحدثهم و جسدها كله يرتعش كلما تذكرت شكل ما رأته بالأمس ، و استمر الوضع هكذا الى ان تنبهت لارا الى كارتر فنادته للاقتراب بعدما لاحظت شبح ابتسامة على وجه بياتريكس ، لكنها فضلت الانسحاب مع روزابيلا و ترك الاثنين يتحدثان في عالمهما الرياضي و عدم التدخل، فبياتريكس الآن في حاجة شخص يبعدها عن التفكير بحادثة امس و لا يوجد احسن من كارتر في هذا..........
و مر اسبوع على هذه الوقائع، كانت بياتريكس تتعافى تدريجيا من تأثير الصدمة و قد عادت للدراسة ثانية، فقد اقتربت الامتحانات النهائية للفصل الأول ،و زادت معها الضغط على التلاميذ ،اما رفاقنا، فقد شغلتهم قضية اخرى.... نعم ! قضية الحوادث الغريبة ،ففي طريق العودة، اين روزابيلا و جونثن يتشاركان نفس الطريق، كان كل حديثهما حولها! :
-روز : جون، الم تلاحظ شيئا غريبا في حادثة لارا ؟
-حادثة الزجاج ؟ ما بها ؟
-حسنا لا ادري، لكن الم تفكر في ان لارا كسرت الزجاج كله ووقعت على الكعك ، لكنها لم تكسر الا ذراعا ؟
-وماذا ؟ أتريدينها ان تكسر اضلاعا أخرى مثلا ؟
-اففف جون ! انا اتحدث بجدية ! اولا، قالت لارا انها دُفِعت و لا احد كان مارا من هناك، و ثانيا، ذراعها ؟...هيا جون لدينا مهمة!.. (تسحب ذراع جونثن)
-مهلا روز مهلا ! إلى أين ؟
-إلى محل الحلويات، نستجوب العاملين هناك!
-ياه انت محقة!  كيف لم نفكر في هذا من قبل ؟
-طبيعي، لا احد يشكك في مصداقية ما حدث، بدأ بلارا نفسها ...
-اممم روز... جاءتني فكرة..
-همم ما هي؟!
-لماذا لا نستجوب لارا ؟
-ماذا ؟؟!! هل انت واع مما تقول ؟😱
-نعم طبعا، نسألها من دون ان نذكر اكثر مما يلزم!
-اووه تقصد هذا اذن 😅و لكن حسب علمي ،فايرس سألتها من قبل، و قد قالت انها لا تذكر تماما، و تصاب بصداع كلما حاولت التذكر....
- (يفكر) هكذا اذن... بالمناسبة روز، قد لا يكون الوقت الملائم ،لكن... ذلك،الشاب الذي انقذ بياتريكس ،اتعرفينه؟ فعليا لا اظنه تحدث مع احد غيرك...
-(احمرار) أ..جون... لا تخبرني انك رأيتنا...😨😳
-ليس تتبعا و لا تجسسا! لكنكي كأخت صغرى لي يا روز، الا يحق لي القلق على اختي الصغرى ؟
-اووه، بالطبع..... (احراج)
-حسنا دعينا من هذا الآن.. لقد وصلنا محل الحلويات!!  ... 
👻👻👻👻👻👻

نتوقف هنا للآن، انوي ان انزل مقطعا آخر اليوم ، لذا انتظروني ارجوكم! 😅
بالمناسبة ، كنت اريد ان اوضح :
* المدارس الاجنبية تكون عطلة الاسبوع عندها السبت و الاحد
* في هذه الثانوية ، لديهم فصلان دراسيان و ليس 3 ،الاول طويل و الثاني اقصر منه (مثل الجامعة عندنا)
....
....
اردت ان اسأل :
1) هل القصة تعجبكم الى حد الآن ؟ ليست مملة ؟
2) ما حكاية هذه الحوادث الغريبة ؟ و هل لها دخل بشخص معين او انها صدفة ؟ (توقعكم)
و دمتم في حفظ الله 😁❤

اين تزهر السوسن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن