يوم آخر اشرقت شمسه الذهبية لتودع برودة و مطر فصل الشتاء، و ليحل محلها دفئ الربيع و نسماته التي داعبت خصل شعر لارا الشقراء و سببت الحساسية لدى الباندا النعسانة (ايرس) بينما تسيران إلى الثانوية صباح الثلاثاء ، الطريق كان مزدحما ككل يوم مما اصاب آيرس بالدوار و جعلها تشرد لثانية و تتخطى حشد الناس الذين ينتظرون تحول الاشارة للأخضر، و لم تنتبه ابدا للشاحنة التي علا صوت بوقها و هي تتقدم بسرعة جنونية إلا بعدما جذبت لارا ذراعها بقوة للتعثر و تقع للخلف، فطارت نظاراتها بعيدا... صاحت بها رفيقتها مذعورة :
-آيرس ، لقد كدت تموتين و تقتلينني خوفا معك! ما بك ؟!😥
مدت آيرس ذراعها كالمنوم مغناطيسياً :
-ه.. هناك ! الم تري لوسيانا ؟
-بماذا تهذين يا فتاة ؟ ثم انظري لنفسك قبل هذا...
و انتبهت اخيرا للمعالم المشوشة امامها، انها لا ترتدي نظارتها، فكيف استطاعت رؤية لوسيانا بوضوح من على مسافة بعيدة؟ التقطت نظارتها و ساعدتها لارا على النهوض :
-صدقا ايرس... افعليها مجددا و لا اعرف ماذا سافعله بك! على أي حال، هل انت بخير ؟ ان ركبتكي تنزف...
-هاه؟ غريب! انا متأكدة اني سقطت للخلف، فكيف اصبت؟
-(تنهد) لا يهم ، هيا سنعالجها عندما نصل للمدرسة، لقد تأخرنا بما فيه الكفاية....
وصلت الفتاتان إلى الثانوية فاتجهتا الي دورة المياه و غسلتا الجرح جيدا حتى توقف النزيف:
لارا: الن تذهبي لغرفة التمريض؟
-كلا عزيزتي، اظن الطبيبة ستبهدلنا خاصة اذا ذهبت معي 😏
-هههه، معك حق ، هيا الي الصف قبل ان يمسك بنا احد...
((للتوضيح: اتذكرون عندما قال جون ان لارا و ايرس كسرتا الرقم القياسي في الاغماءات و الاصابات؟ فالطبيبة كلما رأتهما تعلم بوجود مصيبة 😂))
...في الصف...
-جونثن : (يلوح بيده) يا مرحبا بالمتأخرتين!
-لارا: جون، لا تفضحنا ارجوك 😅
-بياتريكس: كيف صرتي ايرس؟
-ايرس: احسن كثيرا شكرا لك، لقد كانت مجرد نزلة برد...
-روزابيلا : حسنا و ما قصة نزيف الساق؟
-ايفان(غاضب) : ماذا؟! انت يا حمقاء، اين جرحتي نفسك ؟
-ايرس: لا تكبر الموضوع ايفان، انه مجرد خدش...
-(غاضب) خدش؟ هذا الجرح بحجمك رأسك الفارغ يا معتوهة ! اقتربي هيا، املك لاصقة طبية...
-بياتريكس: واو، حقيبتك مليئة بعدة الاسعافات الاولية... من يراك يقول طبيب و ليس طالب ثانوية 😓
-ايفان: تحسبا لاي وضع طارئ..... 😔
-جونثن: اوه فعلا ؟ الست تحمل هذا لان آيرس غالبا ما تصاب؟!😈
-ما.. ؟!(خجل).... هذا غير صحيح ، كما انها الخرقاء التي تصاب دوما بالجروح.....
و بدأت الحصة الأولى ، و بعدها الثانية، لكن عقل ايفان كان يفكر بموضوع آخر غير موضوع الدرس...
الآن بعدما حل لغز كاي و قرر عدم اخبار آيرس بعد ، بدأ يفكر بمشكلة شكهم بلوسيانا اكثر... هو يريد اكتشاف الحقيقة ، فهم يشككون بها لان الامور بدأت مع ظهورها حول لارا، و لانها غريبة اطوار..... و عند الاستراحة ، سحب ايفان لارا بعيدا عن المجموعة ، و امطرها بالاسئلة التي لم تفهم منها شيئا، الا سؤالا واحدا اجابت عليه عندما سألها:
-لارا ، ارجوك اخبريني بكل ما تعرفينه عن الشاحبة! و دعيه سرا عن البقية....
-الشاحبة؟ اه تقصد لوسي؟! لقد اخبرتكم من قبل: لوسيانا مادسون، في الصف الثالث ، وحيدة والديها و الباقي امور لا اظنكم تحتاجونها.....
قاطعها ايفان بدهشة :
-لحظة.. قلت ان اسمها لوسيانا ماد..... 😦
-نعم، لوسيانا مادسون، لماذا؟ هل عرفت شيئا ؟!
-(ارتباك +كذب) كلا... انا... قلت انك لم تعودي تتسكعين معها؟
-اه... صحيح، لكن ذلك لانها مشغولة بالدراسة...
-(ارتباك) اوه حسنا... شكرا لك... و... دعيه سرا عن البقية، لا تقلقي كنت اسأل من باب الفضول فحسب، لذا لا اريد اقلاق احد.
-(استغراب) هاه؟! ح.. حسنا....
بعد رحيل لارا ، كان ايفان ما يزال يقف غارقا بين أسئلته... لوسيانا مادسون.... و كاي مادسون الذي لم نتأكد ان كان هو المعني ، انهما يحملان نفس اللقب، فما علاقتهما ببعض ؟!..........
و مرت الايام بتثاقل و بطئ شديد، فالرفاق لا يفعلون شيئا سوى الدراسة، الا ايفان يحاول التواصل مع كاي لربما يحصل منه على اجابة،و انتهى الأسبوع بشكل كئيب بالنسبة لروزابيلا التي عليها حصص الدروس الخصوصية لمادة الرياضيات..
و بينما هي في طريقها للمنزل على الخامسة و النصف مساءا ، مرت على المقبرة أين توقفت تحدق ببابها الصدئ عندما رأت امامها ذكرى مرعبة اصابها بالصداع، فتمتمت :
-آه ما هذا؟ لماذا اشعر انني...
توقف شريط ذكرياتها عن الدوران عند وجه وسيم علته ملامح قلقة زينت عينا صاحبه الذهبيتين (عندما حملها كاي 😏)...
صفعت وجهها المحمر بكلتا يديها :
-تبا! ما الذي اتخيله الآن في مثل هذا المكان؟
و مشت تراقب خطواتها غير المتزنة و تدفن وجهها المتورد بين كفيها عندما اوقفها صوت امرأة :
-أهو القلب ؟
التفتت روز بسرعة و هي ما تزال تخفي وجهها المدمر لتقع عيناها على عجوز منحنية الظهر ،ترتدي عباءة سوداء ممزقة الاطراف، لا تبين سوى خصل شعرها الفضية الطويلة ووجهها و يدها الممتلئتين بالتجاعيد ، همست العجوز ثانية بخبث:
- هو قلبك،صحيح؟ ينبض بقوة اشتياقا إليه....
-م.. ماذا ؟! كلا،الامر ليس هكذا ! ..⁄(⁄ ⁄•⁄ω⁄•⁄ ⁄)⁄
- لا داعي للخجل يا ابنتي، انه من الطبيعي ان تحب فتاة في مثل عمرك..... و لا يمكنك الانكار فتفاصيل وجهك تفضحك ! تريدين أن تثقي به ، لكنك مرتابة، انها اول مرة صحيح؟ اول مرة يواجه فيها قلبك هذا الشعور ؟...
تجمدت روزابيلا مكانها لا تدري ما تقول، كيف عرفت هذه السيدة ما في داخل قلبها و هي لم تخبر احدا ؟
اقتربت العجوز ووضعت يدها الباردة على خد الفتاة ،تابعت الغريبة بلهجة مريبة:
-ارى ضباب اسود كثيفا يغطي زجاج عينيك الجميلتين أيتها الفتاة، إنه يعميك و يمنعك من رؤية الحقيقة... اخبريني يا ابنتي،ما اسمه؟
اجابت روز كأنها نومت مغناطيسياً :
-ك.. كاي...
شهقت و هي تعود للخلف و تضع يدها على فمها ، لم تكن تنوي اخبارها باسمه و هي غريبة،لكن شفتيها بطريقة ما تحركتا من تلقاء نفسيهما، ضحكت العجوز :
-كما توقعت ! حفيد ذلك العجوز المتشائم 😏
-عذرا، اتعرفينه ؟!
ابتسمت العجوز و انسحبت من دون ان تجيب تاركة روزابيلا في حيرة، نطقت شفتاها لا شعوريا :
-و... ما الحل؟
اجابت السيدة من دون أن تستدير:
-لا شيء قد يبعد الخطر عنك و عن من تحبينهم إلا ان تثقي بقلبك..... ثق بمن تحبين عزيزتي، فقلبك لن يخطئ بعد كل هذه السنوات.....
و اختفت عن الانظار لتهمس الفتاة باستغراب :
-ساحرة... ؟!
ثم تابعت السير و هي تفكر
«ان اثق بقلبي ؟ ماذا تعني ؟ هل تعرف كاي؟ و ما الذي قصدته بالخطر ؟ هل سيحدث شيء خطير؟ ما السبب ؟هل... هل يمكن ان له علاقة بلوسي؟ صحيح، تلك الفتاة.. لم يمر علي اسمها في قوائم كل الطلاب،من هي؟ كيف ظهرت للارا و كيف رآها الفتية في نفس الوقت، خدعة؟ آه ! لن ارتاح حتى اكتشف من هي و ماذا تريد !! 😤»
و مشت تحث الخطى نحو المنزل و قد اشتعل قلبها بالحماس، بينما لم تنتبه للشخص الذي يراقبها من مكان مظلم، و قد ابتسم و تمتم ببضع كلمات :
-تشجعي يا فتاة ، انت وحدك من سيخرج ولدي كاي من عشه المظلم......
يتبع.....مرحبا مجددا، و اعتذر للتأخير فمزاجي المتقلب صار من الصعب السيطرة عليه 😌 ما رأيكم بجزء اليوم ؟ و من تتوقعون ان تكون الشخصية الجديدة؟ ما علاقتها بكاي ؟ هل هي ساحرة فعلا ؟ و هل تتوقعون ان يكون كاي كلارك هو صديق طفولة ؟ ماذا عن اختلاف اللقب إذن ؟
اذا اردتم معرفة اجوبة هذه الاسئلة تابعونا للمزيد 😊 (محاولة فاشلة اعلم 😂)
أنت تقرأ
اين تزهر السوسن
Misterio / Suspensoبعد مرور سنوات على الحادث ،استرجعت ايرس أخيرا ابتسامتها ،لكنها لم تفكر أبدا أن اشباح الماضي ما تزال تلاحقها ،ذكريات سعت جاهدة لنسيانها ،عادت لتفتح الجرح و تقلب أيامها المملة راسا على عقب! انها مشاركتي الاولى،لذا آمل ان تدعموني ،فقصتي بسيطة و اسلوبي...