-جونثن: حسنا دعينا من هذا الآن ، لقد وصلنا محل الحلويات!
.....
و دخل الاثنان بإرتباك واضح، فلم يعرفا من أين يبدآن الحديث ،و بقيا صامتين بعد ان طلبا شايا و كعكتي فراولة، إلى ان إستجمع جونثن شجاعته و سأل :
-عذرا يا آنسة، هل يمكننا سؤالك عن حادث منذ شهرين ؟
- اوه هل يعقل انكما من معارف تلك الفتاة؟ كيف حالها الآن؟!
-انها بخير، شكرا على سؤالك، في الحقيقة...نحن نشكك بمصداقية أقوال الشرطة ، فقد قالوا انه مجرد حادث بينما صديقتنا أكدت انها دُفِعت على الزجاج !
-حقا ؟! آسفة لهذا ولكن.. في ذلك الوقت كنت على وشك إغلاق المحل فلم يوجد اي زبائن و الشارع كان خاليا تماما، كل ما رأيته هو الفتاة تسقط بعد تحطم الزجاج، و قد ظهر لي انها تعثرت عندما قامت الشرطة بفحص الكاميرا في الخارج....
-روز : اوه هكذا اذن.. آسفان على مقاطعة عملك و شكرا لتعاونك معنا، وداعا !
-إلى اللقاء ،عودا مجددا !😊
....
و انتهى اليوم دون تحقيق اي تقدم في التحقيق كالعادة، ليشرق يوم آخر كان يوم السبت(عطلة الأسبوع) ، و بينما كان الاغلبية في منازلهم يجهزون لامتحانات يوم الإثنين ، خرجت روزابيلا من البيت مسرعة بعدما أخبرت والدتها أنها ستزور قبر جدتها... في المقبرة ، وقفت امامه مدة طويلة ثم وضعت ياقة من الورد عليه قبل ان تنطلق سامحة لقدميها بقيادتها على الوحل الذي غطى انحاء المقبرة، تجولت بين شواهد القبور حتى لمحت في مكان منعزل شابا يقف قرب شاهد ذو صخر مهترأ غطته طبقات كثيفة من الغبار الكثيف، كان يبدو مطأطئ الرأس و قد تمكنت روز من ملاحظة بعض الدموع تتساقط على التراب رغم انها لم ترى وجهه، سارت قليلا بلا وعي قبل ان تجد نفسها خلفه على بعد مترين و نصف، حيث اختفى نصف جسدها خلف كومة من الحشائش الشائكة، همست لنفسها بدهشة « لحظة ! ما الذي احضرني الى هنا ؟...» و كادت تتحرك للخلف ببطئ لكنها داست على قشة صغيرة ! و سمعت الصوت المألوف صادرا من الشاب دون ان يستدير :
-ما الذي تفعلينه هنا ؟!
صاحت روزابيلا بلا تصديق : - الصعلوووك ؟؟!!😮
-(يستدير ليقابلها بإبتسامة ساخرة): و من كنت تظنين ؟
ردت ببرود : - لا أدري، ربما شبح المقبرة ! 😒على اي حال، لقد كنت مارة فحسب و انا ذاهبة الآن...
كانت روز قد انتبهت للدموع المتجمعة في عينيه فلم ترد ازعاجه ، قد تحب روزابيلا استفزاز الآخرين لكنها لا تتحمل رؤية ألم أحدهم مهما كان... فحاولت الانسحاب دون الدخول في شجار كالعادة لكن الشاب اوقفها بسخريته المعتادة:
- اوه حقا ؟ لكن شبح المقبرة هذا لاحظ وقوفك خلفه منذ حوالي 10 دقائق، لا يمكن ان تكون هذه صدفة ،أليس كذلك ؟ ام انك قلقتي علي ؟!😏😏
و يبدو ان الصعلوك قد نجح في استفزاز روز التي صرخت بإنفعال و من دون تفكير :
-آآآآه !!! 😤 صدقني يا كاي، انت اكبر مصدر إزعاج قابلته في حياتي كلها !
-ياه، كان هذا صريحا حقا ! و لكن من أين تعرفين اسمي ؟
-ماذا ؟! (صدمة+ خجل)
-هيا هيا، انا متأكد أنني لم اخبرك بإسمي من قبل؟!
-لدي مصادري.....
و همست روزابيلا بهذا لتخفي احمرار وجهها و تغادر بخطى سريعة، لكنها علمت أنه يتبعها فقررت السير عشوائيا في المقبرة علها تتخلص منه، بينما ظل كاي على بُعد 8امتار، كان يحدق بشعرها المجعد و هو يهتز يمينا و شمالا فوق ظهر صاحبته التي قتلها الغضب و الاحراج فصار وجهها كحبة طماطم ، قبل ان تختفي روز خلف شجيرة أشواك و كاي يسير بخطوات بطيئة، مرت ثواني قبل ان يسمع الصعلوك صرختها المرعوبة ، لكنه لم يسرع إليها و استمر يتقدم ببطئ و يقول ساخرا :
-ماذا الآن، عنكبوت كتلك المرة او جرادة؟!
لكنها لم ترد عليه ، بل كان يسمع شهقاتها المذعورة و بكائها كلما اقترب، في تلك اللحظة ركض كاي بأقصى سرعته ليجد روزابيلا تقف متجمدة و ساقاها ترتعشان ، فإقترب بضع سنتيمترات منها لينصدم بذلك المنظر.... جسد لم يعرف ان كان حيوانا ام انسانا،ممزق بوحشية، اطرافه مدماة.. لا يظهر منه شيء سوى العروق و الاحشاء المتناثرة أرضا، و مقلتي العيون تسبحان بين سائلهما و الوحل ، بركة دم و الرائحة الشنيعة... كان منظرا مقززا بحق، و لم تتمالك روز نفسها اكثر فسقطت على ركبتيها تتقيأ ، ثم تبكي و تشهق بإشمئزاز... سحبها كاي ليبعدها عن ذلك المكان ، و ضمها الى صدره إلى ان توقفت عن البكاء و هدأت، فاستمرت تحدق بعينيه الذهبيتين إلى ان نامت... احتار كاي قليلا فهو لا يعرف منزلها ،و في النهاية قرر اخذها عند اكثر من يثق به....
و في ذلك المنزل الصغير الواقع على ضفة النهر، همس كاي بقلق :
-ارجوك جدي، اخبرني انها بخير !
-لا تقلق، انها نائمة فحسب، يبدو انها بكت كثيرا....بالمناسبة، ليس من عادتك احضار الغرباء ، هل يعقل انها رفيقتك ؟😈
-جدي !! ما هذا الكلام ! انها صديقة ايرس...
-ايرس ؟ آه تلك الفتاة، حسنا كل ما يسعني قوله هو أني سعيد لعثورك على أصدقاء يعوضونك عن تلك الايام....
-(يبتسم بحزن)... نعم....
-روزابيلا :...ك-ا-ي.... !
-الجد : ارى أنها استيقظت سريعا ، حسنا سادعكما الآن ، و لا تطيلا فالوقت قد تأخر...
و خرج العجوز من الغرفة بينما روز تنظر الى كاي، تحرك هذا الاخير ليجلس قربها و يسأل مبتسما :
- لا تفزعي رجاءا، انت الآن في منزل جدي...كيف تشعرين ؟
-(تعدل جلستها) احسن قليلا... شكرا لك...
لكنها لم تلبث حتى تذكرت ما حدث فقفزت برعب تصرخ :
-و ذلك الشيء في المقبرة ؟!
-(يراوغ بإرتباك) لا عليك، على الأغلب حيوان نهشته الكلاب...الأهم ، هل تستطيعين الوقوف ؟ سأوصلك لمنزلك فقد سبق و غربت الشمس...
-(تنتفض بصدمة) اللعنة ! كم من الوقت نمت ؟! ستطبخني امي عشاءا لليوم...آسفة على المتاعب يا كاي....
عاد كاي فجأة الي نبرته المستفزة ممازحا :
-يبدو انك تخليتي عن لقب الصعلوك !
- لهذا الوقت فقط ! فانا ادين لك بالكثير، حتى و ان كنت لا اتحمل الكلام معك....
-تقولين هذا رغم انك بحثتي عني في قائمة طلاب الثانوية ؟!😈
-(صدمة+احراج) لح-... كيف عرفت ؟!😱(في نفسها) تبا له.. انه حقا يقرأ افكاري !
-هيا هيا الى البيت قبل ان تفرمك أمك او تحولك إلى سلطة !
-و انت ؟!😕
-(يهمس بحزن) ليس كأن احدا سيقلق علي....
و لم يكد ينهي كلامه حتى تلقى لطمة على وجهه بوسادة رمتها عليه روز التي احمرت من الغضب :
-تبا لك !! لماذا انت غامض هكذا ؟!😤😣😤
و انفجر الآخر ضاحكا من ردة فعلها :
-هل أخبركي احد ما من قبل انك مضحكة ؟!😂
-و هل اخبرك احد ما من قبل أنك مزعج ؟!😑
................
يا هلا !!! اعتذر على التأخير ، بالكاد وجدت وقتا للكتابة قبل منتصف الليل 😅 على أي حال، لم ارسم شيئا لليوم خوفا ان تصابوا بالغثيان ،لأنني حرفيا كدت اتقيأ و انا اضيف التعديلات المقرفة 😂(خاصة اني كنت آكل !! 😷) لذا سأدعكم مع بعض الأسئلة :
* ما رأيكم بشخصية كاي (الصعلوك=اخيرا قلت اسمه)
* ترى ما علاقة كاي و جده بآيرس ؟ من اين يعرفها ؟* و اخيرا، ما رأيكم بعلاقة روز و كاي ؟😁
و الآن.... مهلا !!! اردت ان اقول .. تهانينا ! لقد انهينا الكراس الاول (لان القصة مقسمة في كراسين) كما ترون 😊دمتم في حفظ الله! 🌺 ( أعلم انني افوز بجائزة اسوء خط في العالم 😂)
أنت تقرأ
اين تزهر السوسن
Mystery / Thrillerبعد مرور سنوات على الحادث ،استرجعت ايرس أخيرا ابتسامتها ،لكنها لم تفكر أبدا أن اشباح الماضي ما تزال تلاحقها ،ذكريات سعت جاهدة لنسيانها ،عادت لتفتح الجرح و تقلب أيامها المملة راسا على عقب! انها مشاركتي الاولى،لذا آمل ان تدعموني ،فقصتي بسيطة و اسلوبي...