حين أحبت القمر ~

الجزء الثاني ~

مرت الأيام في الثانوية ..
كانت هادئة جدا ~ لم تتعرف على أي شخص .. ولم تبتسم لأي شخص ..
أبقت نفسها في الهامش دائما ..
وبما أنها سجلت في ثانوية آخرى لا أحد يعرفها هناك ~ لم تتعرض لأي تنمر أو سخرية ..
ومضت الأيام عادية ..
حتى ذلك اليوم الممطر .. وفي طريق العودة للبيت .. الجميع يركض هربا من قطرات المطر .. لكنها كانت ترفع رأسها للسماء وتبتسم لقطرات المطر وهي تقبلها ..
و في جزء من الثانية .. اصطدمت بأحد الفتيان ..
استدار ليعتذر .. ضحكت بطريقة غريبة لأول مرة ..
" عفوا هل قلت شيءا مضحكا ؟ " قال لها
"لا, انا من يجب علي الاعتذار ليس أنت " جاوبته وهي تضحك
أخبرها أنه لا بأس .. ابتسمت له و أكملا طريقهما ..
منذ مدة لم يتكلم معها أحد بطريقة لطيفة هكذا ..
هو شاب لطيف جدا .. لكنه قليل الابتسام .. و يبدو أنه لا يضحك كثيرا أيضا ..
يبدو أنه متكبر ومتعجرف ..
لكنه بطريقة ما لطيف ..
يبدو أنه ليس من هذه المدينة أيضا..
أمضت بقية اليوم تفكر به .. وبطريقة مشيته .. و بطريقة ابتسامته ..
ثم نامت وهي تبتسم ..

-صباح يومٍ جديد .. كانت تُحب الصباح كثيرا ~
تحب الشمس الباردة صباحا.. وألوان السماء صباحا .. وزقزقة العصافير صباحا .. ورائحة القهوة .. و رؤيتها لجارهم العم عزيز يفتح دكانه .. كانت تحب كل صباح

- في استراحة الصباح .. تجلس وحيدة تنظر لكل هؤلاء .. وفجأة تلمح شخصا مر أمامها .. إنه هو .. فتى البارحة !