حين أحبت القمر ~

الجزء الثالث ~

مرت الأيام وأصبحت تراه كل يوم ..
إنه في كل مكان تذهب إليه !
كانت تفكر أنه سيظنها تلحقه أو أُعجبت به ..
هذا مزعج..
ذات مساءٍ شتوي .. دخلت إلى المقهى المفضل لها .. الطراز الذي صُمم عليه هذا المقهى .. إنه أقدم مقهى في البلدة .. لا يزوره الكثيرون فالجميع في هذه الأيام يحبون الأماكن الصاخبة المملوءة بالاضواء و الاغاني .. أما عن هذه القديمة .. تجد فيها رائحة الخشب القديم .. والموسيقى الكلاسيكية ~ سمفونية بتهوفن الخامسة مثلا ..
تجعل روحها ترقص هنا وهناك ..
إنها في هذا المقهى تأتيها رائحة الحب القديمة ..
هنا كان أحدهم يجلس ويكتب الرسائل لحبيبته التي رحلت لمدينة آخرى ..
وهنا اعترف أحدهم بحب خبأه لسنين كثيرة ..
هنا التقا صديقام و هنا افترق أصدقاء ~
الصور فوق المدفأة .. تعود لأشخاص ماتوا منذ سنين ..
هذا المقهى القديم مملوء بالمشاعر الحقيقية .. لذا تحبه كثيرا و تأتي إليه كثيرا ~
جلست في مقعدها المعتاد وطلبت كوب شاي ~
" أنتِ مجددا " قال لها الشاب الذي جلب لها الكوب ..
ترفع عيناها لترى مصدر الصوت .. و المفاجآة .. إنه ذلك الفتى مجددا !
تقول بعفوية "أنت مجددا ! "
يضحك قائلا "أنتِ في كل مكان أذهب إليه حقا!"
إنها أول مرة تراه يضحك حقا ..
"حسنا هذا المكان المفضل لي .. لا يأتي له الناس كثيرا في هذه الساعة .. "
يضع كوب الشاي على الطاولة ويجلس ..
" لدي سؤال لكِ "
تنظر هي بدهشة .. ما الذي يحدث ؟ لماذا يتكلم معي ؟
تأتي ألف فكرة في رأسها ..
" نعم ! ، تفضل ؟ "
" هل أنت مهتمة بالفضاء ؟ "
"كثيرا ! لم أحدث شخصا بهذا من قبل كيف تعلم هذا!! "
" حسنا .. لدي طرقي الخاصة ''
ثم يتبادلان الحديث لساعة أو أكثر حول الفضاء و المجرات و النجوم .. بانقطاعات عمل للفتى للغريب ~
" إنها السادسة مساءا ! علي الذهاب للمنزل لقد تأخر الوقت آسفة " تقول له في عجلة من أمرها وتخرج ..
يودعها بيده ..
لم تعرف اسمه ولا عمره ولا ماذا يدرس ولا أين يسكن ..
لكن كل هذا لم يهم ولا يهم ..
حديثه عن الاشياء التي يحب .. وابتسامته .. ولمعة عيونه .. كلها كانت كفيلة بأن تدخلها لعالم آخر ..
إنه عالم الخطيئة الكبرى ~
عالم "الحب" ..

                      ❤ ~~~يتبع~~~ ❤
      ❤❤ رأيكم وانتقاداتكم تشرفني حقا ❤❤