ولأن تفاصيل حكايتنا طويلة .. سأختصر ..
كان يوما باردا جدا
كانت "آستريا" تمشي وحدها كعادتها .. انتهى الدوام اليوم
كانت متعبة جدا فقط تريد الوصول للمنزل و الاستلقاء على سريرها و النوم ..
لكن حتى في نومها لم تكن ترتاح بسبب الاصوات التي تسمعها ~
"آستريا ! " صوت من الخلف..
تستدير لترى من ينادي باسمها النادر..
إنه "سين " !
تبادلا النظرات .. نظرات عتاب و حزن و ألم .. نظرات حب .. كانت أعينهما تحكي الكثير .. تحكي عن الخذلان و الخيبات .. تحكي عن الليالي التي قضتها آستريا وحدها تبكي من مخاوفها ومن الوحوش التي تطاردها في نومها ..
نظرات تحكي عن حب آستريا ل "سين" والذي لم يتغير حتى بعد كل هذا ..
و يطول الصمت .. الصمت الذي يحكي الكثير ..
ليقطعه ''سين'' قائلا : "علي التحدث معك"
لا تعرف ماذا تقول .. بالطبع يمكنه الحديث .. لكن كيف ستتحدث هي معه ؟ كيف ستتصرف معه ؟ كيف ستحادثه بعد تركه لها في المنتصف ..
" نعم " أجابت بنبرة باردة
"غدا في وقتنا المحدد .. في المقهى.. سأكون هناك '' يقول "سين" بنبرة حزينة ويذهب ..
أما عن فتاتنا .. فتكمل سيرها بتعب كبير .. تصل الى البيت .. وتنام بعد شجار طويل مع أفكارها المزعجة ..
~~~~~
الساعة الرابعة مساءا .. تدخل " مقهى الحب "
و تجلس في طاولتهما المعتادة ..
كان هو هناك في انتظارها ..
مرت سنتان ونصف لم يجلسا هنا معا .. ينظران الى المكان ويتأملانه ..
هنا كانا يضحكان معا و يبكيان معا .. هنا تقاسما الألم والفرح ..
لم يتغير فيه شيء
ربما لهذا أحبته "آستريا" , لأن لا شيء فيه يتغير, حتى المشاعر التي تسكن هنا..
يكسر "سين" حاجز الصمت قائلا "لن أطيل الحديث .. آستريا على أحدنا التوقف حالا ! "
تشاهده هي بصدمة .. ثم تضحك .. لم تضحك منذ وقت طويل
لكنه كان ذلك النوع من الضحك الذي يخرج من كثرة الألم , كيف يتحدث معها بهذه الطريقة ؟ ثم ماذا يتوقفان ؟ لم يتواصلا لعام ! عن ماذا يتحدث هذا !
تجيب بهدوء رغم الضجيج داخلها "عفوا؟ لم أفهم ماذا تقصد"
يجيب هو بنبرة مختلطة بالحزن والغضب .. الغضب من شيء لا تعرفه هي " على احدنا التوقف عن حب الآخر يا آستريا!!"
"الآن انا لا افهم حقا ما الذي تتحدث عنه! " تجيب و قلبها يكاد يتوقف! كيف ؟ ما الذي يتحدث عنه هذا بعد غياب عام كامل "
لاحظ "سين " توترها وخوفها.. اقترب منها وأمسك يدها وقال " على أحدنا أن يكره الآخر يا استريا .. هذا من أجل عرقنا.. لقد قطعنا هذا الوعد على انفسنا سابقا .. لا يمكننا ان نخذلهم ! "
لم تفهم "آستريا" شيءا.. لكن الألم كان يتزايد في صدرها ..
ذلك الألم الذي يمنعك من الحديث ..
تنظر إلى عينيه .. هو قريب جدا .. تود أن تحتضنه وتخبره كم مرت هذه السنة تعيسة .. تخبره عن الليالي التي بكت فيها كثيرا.. تخبره عن مشاكلها مع عائلتها .. عن سمكتها و عن عصفورها وعن كلبها الذين رحلوا .. تخبره عن جوربها الذي ضاع وعن خيبات صديقاتها ..
تود أن تخبره كل شيء وتسامحه عن تركه لها ..
لكنها تراه ينهض و يذهب باتجاه باب المقهى .. لا تقوى على فعل شيء أو قول شيء .. تشاهده يذهب ..
تضع يدها على وجهها وتبدأ بالبكاء
لم تبك لأنه ذهب دون أن يشرح شيءا ..
بكت لأنه بادلها نفس المشاعر .. بكت لأنها تعلم أنه يتألم الآن .. بكت لوجود شيء ما يمنعهما من البقاء معا .. حتى من حب بعضهما البعض ! على أحدهما ان يكره الاخر !
كيف ستقدر على كره سين !
كيف سيقدر سين على كرهها !
لماذا يجب ان تخسر صديقها الوحيد ! صديقها الذي كان اكبر من مجرد صديق .. !!~~~~~~~ ❤❤ يتبع ❤❤ ~~~~~~~
أنت تقرأ
حين أحبت القمر ~
Short Storyفي القديم .. قبل ملايين أو ربما نستبدل النون راءاً .. كان يعيش نوع آخر من البشر .. يعيشون في عالم مثالي للغاية ~ لا حسد لا نفاق لا كذب لا كره لا حب .. الحب كان يُعتبر خطيئة في هذا العالم ~ لقد كان عالم يسوده السلام فقط ❤ لكن .. هذا العالم لم يد...